العاهل السعودي يلتقي أوباما وتطابق في وجهات النظر

نشر في 05-09-2015 | 00:04
آخر تحديث 05-09-2015 | 00:04
No Image Caption
• أجرى مباحثات مع كيري • الجبير: نعمل مع واشنطن على عدة مسارات لهدف واحد
عقد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس اجتماعاً مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض بواشنطن بحث خلاله الزعيمان العلاقات الثنائية والأوضاع في العالم وخصوصا في الشرق الأوسط.  

واستقبل أوباما الملك سلمان في البيت الأبيض وشدد في مؤتمر صحافي تمهيدي قبل اللقاء الموسع الذي سيجمع المسؤولين من البلدين على أهمية الاتفاق النووي الإيراني، مؤكداً في الوقت نفسه ضرورة مواصلة التصدي لأنشطة إيران التي تزعزع استقرار المنطقة.

وأشار الرئيس الأميركي إنه والعاهل السعودي سيواصلان التعاون الوثيق لمواجهة الإرهاب في العالم بما في ذلك قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لافتا الى أن أميركا والسعودية تشعران بالقلق تجاه الوضع في سورية ويمكنهما بحث تحول سياسي لإنهاء الصراع السوري.   

في المقابل، أكد العاهل السعودي العزم على التعاون مع أميركا، لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأجرى الملك سلمان أمس مباحثات مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مقر إقامته في واشنطن، وذلك بعد وصوله إلى قاعدة "اندروز" الجوية قرب العاصمة واشنطن، حيث كان في استقباله وزير الخارجية الأميركي الذي رافقه إلى مقر إقامته بواشنطن.

وكان الديوان الملكي السعودي قد أصدر بياناً حول الزيارة جاء فيه أن خادم الحرمين الشريفين سيقوم بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية "يلتقي خلالها بالرئيس الأميركي وعدد من المسؤولين، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، وبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".

إيران والمنطقة

وهذه هي أولى زيارات الملك سلمان للولايات المتحدة منذ أن اعتلى العرش في يناير وتأتي بعد موافقة واشنطن على اتفاق نووي مع إيران في يوليو، مما أثار مخاوف دول خليجية عربية من أن يؤدي رفع العقوبات عن طهران إلى تمكينها من تنفيذ سياسات من شأنها زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وشاب التوتر العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية بسبب ما تصفه الرياض بأنه نفض إدارة أوباما يدها من المنطقة، وعدم اتخاذها تحركا مباشرا ضد الرئيس السوري بشار الأسد، كما ترى السعودية ميلا أميركيا نحو إيران منذ انتفاضات الربيع العربي عام 2011.

وقال أنتوني كوردسمان، وهو محلل في شؤون الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "الدولتان شريكتان استراتيجيتان وثيقتان رغم اختلافاتهما وتحتاج إحداهما الى الاخرى"، لكنه أردف قائلا إن إدارة أوباما "بحاجة إلى طمأنة حلفائها وتعزيز التزامها بهذه الشراكة" خاصة في ضوء مخاوف السعودية بشأن الاتفاق النووي مع إيران.

وذكر البيت الأبيض أن أوباما سيناقش مع الملك سلمان أسواق الطاقة العالمية أثناء الزيارة.

وتجري السعودية مناقشات متقدمة مع الحكومة الأميركية لشراء فرقاطتين في صفقة قد تتجاوز قيمتها مليار دولار بكثير.

ويمثل بيع الفرقاطتين حجر الزاوية لبرنامج تحديث بمليارات الدولارات تأخر طويلا لسفن اميركية قديمة في الاسطول السعودي وسيشمل زوارق حربية اصغر حجما.

الجبير

في السياق، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن "زيارة الملك سلمان للولايات المتحدة الأميركية مهمة جداً، وهي زيارة تشاور وبحث سبل التعاون بين الحلفاء التاريخيين لمواجهة التحديات في المنطقة، وهي زيارة محورية من ناحية وسائل نقل هذه العلاقات إلى أفق أبعد مما كانت عليه في الماضي".

وبالنسبة الى الوضع السوري، قال الجبير إن "إيجاد حل سياسي مبني على جنيف واحد يؤدي إلى رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد وتشكيل لجنه انتقالية تنقل سورية إلى مستقبل أفضل هو المطلوب، وإن الولايات المتحدة أبدت التزامها بدعم المعارضة السورية المعتدلة". وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن "الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تعملان على عدة مسارات دبلوماسية وأمنية لهدف واحد".

أما فيما يتعلق باليمن، فقال الجبير إن "الهدف مشترك مع الولايات المتحدة، وهو تطبيق قرار مجلس الأمن 2216 وإن السعودية تفضل أن يتم ذلك عبر الجهود الدبلوماسية".

وشدد على "حرص المملكة بالالتزام بالجانب الإنساني"، وقال إن "مركز الملك سلمان يعمل بكل جدية وبكل نشاط لتوفير المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، وتقديم الدعم للمنظمات الإغاثية الدولية".

واوضح أن "هناك مشاورات مستمرة مع الولايات المتحدة ومع الأوروبيين لوضع أفضل بهدف إيصال المساعدات الإنسانية عبر المطارات والموانئ"، مشدداً على أنه لا يوجد خلاف بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

وأضاف الجبير أن هناك عددا من الاتفاقيات ستوقع وخصوصاً في مجال الاستثمار وأن عدداً كثيراً من الوزراء ورجال الأعمال يرافقون الملك سلمان خلال الزيارة.

(واشنطن - أ ف ب، رويترز، د ب )

back to top