بوتين: الأسد مستعد لإنتخابات مبكرة واقتسام السلطة

نشر في 05-09-2015 | 00:05
آخر تحديث 05-09-2015 | 00:05
No Image Caption
● واشنطن تحقق في تدخل عسكري روسي وتحذر موسكو ● أنقرة: دعوة المنطقة الآمنة لم تلقَ أي استجابة
بعد فشل اتصالات دبلوماسية مكثفة في تحقيق انفراجة في الصراع السوري، فجّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس مفاجأة بإعلانه استعداد نظيره السوري بشار الأسد لاقتسام السلطة مع المعارضة، في حين تلقفت واشنطن معلومات تشير إلى تدخل عسكري روسي على الأرض، محذرة من نتائج عكسية وزعزعة استقرار المنطقة.

في  أوضح إعلان من موسكو عن الطريقة التي تجدها مقبولة للتعامل مع حليفتها دمشق، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس عن استعداد الرئيس السوري بشار الأسد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة ولاقتسام السلطة مع معارضة بناءة، معلناً مبادرة لإنشاء ائتلاف دولي للتصدي للتطرف تحدث عنه مع نظيره الأميركي باراك أوباما.

وقال بوتين، على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي في فلاديفوستوك بأقصى شرق روسيا، «نحن نعمل مع شركائنا في سورية، وبشكل عام هناك تفاهم بأن توحيد الجهود في محاربة الإرهاب يجب أن يسير بالتوازي مع نوع من العملية السياسية في سورية نفسها»، مضيفاً: «والرئيس السوري يتفق مع هذا وصولاً إلى إجراء انتخابات مبكرة لنقل إنها برلمانية وإجراء اتصالات مع ما يسمى المعارضة الصحية وإشراكها في الحكومة».

واستطرد الرئيس الروسي: «نريد فعلاً إيجاد نوع من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف»، موضحاً أنه تحدث مع أوباما بشأن هذا الأمر، قائلاً: «لهذا الغرض نجري مشاورات مع شركائنا الأميركيين وتحدثت شخصياً بشأن هذه المسألة مع الرئيس الأميركي».

ضربات وتنسيق

وإذ وصف الضربات الجوية الأميركية لمواقع «داعش» بالضعيفة وغير الفعالة، اعتبر بوتين أن «من المستحيل اليوم أن تنظم عملاً مشتركاً في ساحة المعارك مع كل هذه الدول المهتمة بمحاربة الإرهاب ولا غنى عن إقامة نوع من التنسيق بينها»، مشيراً إلى أن رؤساء هيئات أركان القوات المسلحة للدول «القريبة» من الصراع قاموا بزيارة موسكو مؤخرا لمناقشة هذا الأمر.

وأبلغ بوتين الصحافيين أنه يجري أيضاً محادثات بشأن مثل هذا التحالف مع زعماء تركيا والسعودية والأردن وآخرين، موضحاً أن من المبكر جدا الحديث عن مشاركة عسكرية لروسيا.

طاقم روسي

لكن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست تحدث أمس الأول عن معلومات تشير إلى أن روسيا نشرت طاقماً عسكرياً وطائرات تقوم بعمليات فعلياً في سورية، مؤكداً أن الإدارة الأميركية تتابع الأمر عن كثب، محذراً من أن «أي دعم عسكري لنظام الأسد لأي سبب سواء بعسكريين أو طائرات أو أسلحة أو أموال سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار وإلى نتائج عكسية».

وأكد مسؤول أميركي أن «روسيا طلبت تصريحاً لتحليق طائرات عسكرية فوق سورية»، لكنه أضاف: «لا نعرف ما أهدافهم حتى الآن، وليس هناك أي تأكيد حاسم لما هو هذا النشاط».

المنطقة الآمنة

وفي أنقرة، أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، خلال اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين في أنقرة أمس، أن بلاده حاولت إقناع العالم بإقامة منطقة آمنة داخل سورية لكبح تدفق اللاجئين من البلد الذي تمزقه الحرب لكن هذه الدعوات لم تلق آذانا صاغية.

ومدد البرلمان التركي أمس الأول مدة عام تفويضاً يسمح للجيش بمحاربة الجهاديين والناشطين الأكراد في العراق وسورية، في جلسة استثنائية أقسم فيها الأعضاء الجدد في الحكومة الانتقالية اليمين.

مدافن بتدمر

ميدانياً، فجّر «داعش» ثلاثة مدافن برجية في مدينة تدمر الأثرية في حمص، بحسب المدير العام للآثار والمتاحف مأمون عبدالكريم، الذي أوضح أن «مدافن  جمباليك وإلاله بل وكيتوت هي الأجمل والأكمل بين العشرات غيرها التي تشتهر بها تدمر»، مبيناً أنه تلقى «منذ عشرة أيام تقارير ميدانية عن تفجيرها ولم نعلن الخبر حتى نتأكد منه. وحصلنا منتصف ليل أمس (الخميس) من منظمة أسو، التي توثق آثار سورية وتتخذ من بوسطن في الولايات المتحدة مقراً، على صور فضائية تعود إلى الثاني من سبتمبر وتظهر هذه المدافن الثلاثة مدمرة».

أعمدة ومنحوتات

ويعود مدفن جمباليك إلى عام 83 م، ويتميز بأعمدته القورنثية وبقايا المنحوتات الموجودة فيه. ويعود مدفن الإله بل إلى عام 103 م، وهو الأكثر شهرة ومحفوظ بشكل ممتاز. ويتألف من طابق أرضي وأربع طبقات فوقه، وغني بالزخارف. أما مدفن كيتوت فهو الأقدم، ويعود إلى عام 44 م، ومعروف بلوحة تمثل وليمة جنائزية تظهر فيها شخصية كيتوت (أحد أثرياء تدمر القديمة) مع أفراد عائلته. وتوجد عشرات المدافن البرجية الاخرى في تدمر، لكنها غير كاملة وبعضها بقايا آثار.

مسيحيو القريتين

إلى ذلك، نشر «داعش» تقريراً مصوراً  بعنوان «إقامة حكم الله في نصارى مدينة القريتين»، موضحاً فيه أن زعيمه أبو بكر البغدادي أعطى الأمان لهم مقابل 13 شرطاً بموجب «عقد ذمة»، معظمها يندرج بعدم إظهار طقوس عبادتهم، وألا يحدثوا ديراً ولا كنيسة ولا صومعة راهب، وألا يظهروا صليباً أو شيئا من كتبهم أو امتلاك السلاح والالتزام بدفع الجزية والحشمة في الملبس.

(دمشق، موسكو، واشنطن، أنقرة- أ ف ب، رويترز،

د ب أ، كونا)

back to top