«القطرية» ترخي قبضتها الحديدية عن مضيفاتها

نشر في 05-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 05-09-2015 | 00:01
No Image Caption
6000 موظف إضافي لتشغيل 320 طائرة جديدة خلال عامين
تراجعت الخطوط الجوية القطرية عن بعض أكثر القوانين التي تتدخل في حياة الطاقم، ولم تعد العاملة عرضة لخطر التسريح إذا تزوجت خلال أول خمس سنوات من العمل أو اذا حملت.

في العاشرة صباحاً في الدوحة حين اجتمعت أكثر من 200 مضيفة وعاملة من طواقم الخطوط القطرية في قاعة أحد فنادق المطار، وقد أمسكت احداهن بالميكروفون لتطلق سؤالاً حول سبب فرض سياسة تحظر على طاقم الطائرة استخدام الجوال في مكان عام عندما يرتدي الزي الرسمي للعمل، وقوبلت باستحسان المضيفات.

وسألت عاملة اخرى عن السبب الذي يستدعي وجود أفراد الطاقم في غرفهم بمساكن الشركة من الرابعة الى السابعة صباحاً، وقوبلت باستحسان أيضاً.

كان المعني بالأسئلة هو روزن ديمتروف نائب الرئيس الذي يشرف على العاملات في طواقم طائرات الخطوط الجوية القطرية، والذين يصل عددهم الى 9500 منهم 80 في المئة من النساء ومن أماكن بعيدة مثل بيرو والهند.

ويشرح ديمتروف قيام الشركة أخيراً بتخفيف سياستها المتعلقة بالزواج والحمل وتعهدها بمراجعة قيود عدم مغادرة مقر السكن والمنغصات الأخرى.

وقد أسهم التوسع السريع للخطوط الجوية القطرية من شركة اقليمية الى دولية في وضع قيمها المحافظة في مسار تصادمي مع وجهة النظر الغربية بشأن حقوق المرأة. ومع أسطول من الطائرات التي طلبتها الشركة والذي سوف يتطلب الآلاف من الطواقم الاضافية خططت لعقد العشرات من الاجتماعات هذه السنة من أجل شرح تغيير سياستها وتوفير فهم أفضل لاحتياجات طواقمها.

وقال ديمتروف في وقت لاحق: «مع نضوج الشركة تنضج قوة العمل. ولا يمكنك أن تقول لشخص في الخامسة والثلاثين من العمر ليس بوسعك تكوين عائلة وعليك الانتظار. نحن نريد الاحتفاظ بالناس».

مزيد من الحريات

وقد تراجعت الشركة عن بعض من أكثر القوانين التي تتدخل في حياة الطاقم. ولم تعد العاملة عرضة لخطر التسريح إذا تزوجت خلال أول خمس سنوات من العمل أو اذا حملت. وبموجب العقود الجديدة التي طرحت في شهر ديسمبر سوف يعرض على المرأة الحامل الآن وظيفة مؤقتة على الأرض وفي وسع النساء الزواج في أي وقت بعد ابلاغ الشركة بذلك.

والخطوط القطرية ليست الوحيدة بين شركات الطيران الخليجية الحريصة على الحفاظ على علاقة طيبة مع الطواقم. وسبق أن تعرضت شركة الاتحاد في أبوظبي الى انتقادات بسبب منع المرأة من ارتداء البنطال عندما قدمت أحدث ملابسها على الرغم من أن الشركة تقول إن العاملات لم يرغبن بذلك. كما أن شركة طيران الامارات في دبي واجهت استياء من جانب الطواقم وبدأت في شهر فبراير اجتماعات مماثلة للاستماع الى مشاغلهم.

لكن الخطوط الجوية القطرية نالها القدر الأكبر من الانتقادات، وفي تقرير صدر في شهر يونيو الماضي قالت منظمة العمل الدولية إن سياسة الشركة المتعلقة بالحمل وعدم السماح للعاملات بالانتقال مع أشخاص لا تربطهن بهم صلة قرابة يرقى الى التمييز. وقد أقرت الوكالة الأممية بأن الأوضاع تتحسن، ولكنها قالت إنها تنتظر تنفيذ القوانين الأكثر تساهلاً.

وقالت الخطوط القطرية في ردها على تقرير منظمة العمل الدولية «ان الشرط المتعلق بعدم ايصال الرجال للعاملات يعكس ثقافة في قطر يتعين علينا بالضرورة أخذها بعين الاعتبار في الأمر ولكننا نتوقع بحث المسألة مع الحكومة».

طواقم جديدة

اللقاءات بين الجنسين بحد ذاتها ليست عادية في قطر. وعاملات الطواقم ليس لديهن نقابة –والنقابات غير قانونية هناك– كما أن الرئيس التنفيذي للشركة أكبر البكر أعرب عن كراهيته للعمل النقابي. وعندما سئل عن اضرابات شركة لوفتهانزا الألمانية في السنة الماضية قال إنه سعيد «اذ ليس علينا مواجهة اتحادات عمالية سيئة».

ويقول ديمتروف إن التغييرات كانت مدفوعة بالحاجة الى الاحتفاظ بالطواقم نتيجة توسع الشركة. وسوف تضيف القطرية ما لا يقل عن 6000 من عمال الطواقم خلال العامين المقبلين للعمل على 320 طائرة جديدة طلبتها وتبلغ قيمتها 70 مليار دولار.

وقال ديمتروف، وهو كندي عمل مضيفاً في الخطوط الجوية الكندية قبل حصوله على ترخيص قيادة طائرة تجارية، إن الخطوط القطرية تريد شرح الجوانب الرائعة والسيئة والبشعة للعمل في الشركة «وأنا أريد انضمام الناس وهم يملكون صورة واضحة عن العمل وطبيعة البلد – وإذا ما شعرت أن الوظيفة لا تناسبك فإنها لن تناسبك».

ويتمثل الشاغل الأكبر في الراحة الالزامية لمدة 12 ساعة قبل المناوبات والتي تفرضها الخطوط القطرية من خلال قيامها بمراقبة الموظفين في مساكنهم الموزعة في 90 عمارة في الدوحة قامت الشركة بتأجيرها ويعيش فيها أفراد الطواقم مجاناً. وفيما يتسم التعويض بالسخاء بحسب مقاييس الصناعة – اذ يبدأ بحوالي 33000 دولار في السنة – يختار معظم أفراد الطواقم سكن الشركة لأن المسكن المماثل يمكن أن يكلف 2000 دولار في الشهر.

ويشير ديمتروف الى مجمع سكني يضم 914 سريراً يدعى «مدينة الطاقم» من المقرر افتتاحه في شهر أكتوبر المقبل وهو مخصص للنساء اللواتي عملن مع الخطوط القطرية لأربع سنوات على الأقل ويحتوي على شقق من غرفة نوم واحدة أو اثنتين ومسبح وصالة رياضية وحمام ساونا وبقالة ومقهى ومصبغة.

back to top