أدوات تساعد المسنين على الاستقلالية

نشر في 05-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 05-09-2015 | 00:01
No Image Caption
تستطيع أحياناً أداة بسيطة تساعد إنساناً على ارتداء جوربيه أو فتح مرطبان أن تبقي شخصاً مسناً أو يعاني إعاقة ما مستقلاً في منزله لفترة أطول.
اكتشف باحثون في جامعة ولاية واشنطن أن كثيرين لا يعلمون أن هذه الأدوات والأجهزة المفيدة متوافرة في الأسواق، مثل الجهاز الناطق للتذكير بتناول الدواء، السكاكين المتأرجحة التي تسهل عملية القطع، أدوات المطبخ ذات المقابض الكبيرة، أجهزة فتح الأبواب الكهربائية، أجهزة تحديد الأموال، ومقابس كهربائية تنطفئ آلياً.

لهذا السبب، عمد طلاب في قسم علم النفس وكلية التمريض أخيراً إلى إعداد سلسلة من أشرطة الفيديو المثقفة التي تسلط الضوء على هذه الأدوات الشائعة، التي تساعد الناس في شتى الأمور، من السمع والنظر إلى تذكّر مهام ضرورية، مثل تناول الدواء والقيام بأعمال يومية كالطبخ، تبديل الملابس، واستخدام الحمام. بالنسبة إلى المسنين، يعني هذا الاكتشاف الحرية.

آفاق جديدة

تذكر جويس تام، طالبة دراسات عليا في قسم علم النفس، محادثة أجرتها مع امرأة من سبوكين بواشنطن شاركت في إحدى العروض المدرسية التي تمحورت حول التكنولوجيا المساعدة. تقول تام إن المرأة أخبرتها خلال اتصال هاتفي: «لم أدرك أن هذه الأشياء قد تمنحني الحرية. فقد فتحت أمامي آفاقاً جديدة».

أبرزت هذه الكلمات أهمية نشر الوعي حول هذه المنتجات، وفق تام. تضيف: {كدت أبكي. فقلما يصف الناس مشاريعنا وأبحاثنا بكلمات مماثلة}. لا تتوافر هذه الأشرطة المقسمة إلى ثماني فئات (إدارة الأدوية، الحياة اليومية، تفادي السقوط، الذاكرة، السمع، البصر، التواصل، والحركة) إلا على موقع جامعة ولاية واشنطن على الإنترنت، بعد أن ينشئ  المشترك حساباً ويوافق على المشاركة في دراسة لمساعدة الباحثين على فهم لمَ لا يستخدم معظم الناس هذه التقنيات الواسعة الانتشار والبخسة الثمن، عموماً، التي تساعد الناس على البقاء في منازلهم لأطول فترة ممكنة. بعد انتهاء فترة الدراسة، تؤكد تام أن هذه الفيديوهات ستبقى على شبكة الإنترنت ويستطيع أي شخص مشاهدتها. لكن الباحثين يحتاجون اليوم إلى جمع المعلومات لمعرفة لمَ لا يستخدم الناس هذه المنتجات، والتوصل إلى طرق أفضل لتثقيف الناس بشأن استخدامها أو حتى وجودها. بالإضافة إلى الدراسة على شبكة الإنترنت، يقدّم الطلاب العروض ويبثون فيديوهات مثقفة على مجموعات محلية في مراكز المسنين، مجموعات دعم المرضى، ومنشآت أخرى بغية الترويج لهذه التقنيات التي تبدّل أحياناً حياة الناس. كذلك يركزون على إيصال هذه المعلومات إلى من يعتنون بالمسنين والمرضى والعاملين في مجال الصحة.

تذكر البروفسورة مورين شميتر-إيدجيكومب: {تتوافر هذه المنتجات بكثرة لنسبة كبيرة من الناس}.

الحد من الإعاقة

تفيد معاهد الصحة الوطنية في تقريرها لعام 2010 بأن التكنولوجيا المساعدة تمثل إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها الحد من الإعاقة، فضلاً عن علاجات طبية محسّنة وتغييرات سلوكية إيجابية من بين خطوات جيدة أخرى.

تخبر تام أنها تعرف أناساً لا يودون فتح حساب على شبكة الإنترنت للمشاركة في المسح، لأنهم يعتبرون أن استخدام الأدوات المساعدة يضعهم ضمن خانة معيبة في رأيهم. لكنها تأمل أن الناس، عندما يعلمون مدى توافر معظم هذه المنتجات وقلة كلفتها وسهولة استخدامها، سيصبحون أكثر استعداداً لتقبلها، خصوصاً إن كان ذلك يعني التمتع بالاستقلال لفترة أطول. صحيح أن كثيراً من هذه الأدوات غير مكلف، إلا أن بعض الأجهزة العالية التقنية، مثل الحنفيات التي ترصد الحركة، البرامج الإلكترونية التي تقرأ شاشات الكمبيوتر، وكراسي حوض الاستحمام الدوارة، باهظة الثمن. لكن ولايتي واشنطن وأيداهو، مثلاً، تعتمدان برامج فدرالية هدفها زيادة انتشار الأجهزة التكنولوجية والخدمات المساعدة التي تحسن حياة المسنين والمعوّقين، وقد تساهم هذه البرامج في جزء من الكلفة.

ما زال هذا المسح في مرحلة مبكرة، لذلك لا يمكننا معرفة ما إذا كان برنامج أشرطة الفيديو سيزيد من استخدام الناس هذه الأدوات والأجهزة المساعدة، غير أن تام تؤكد أن ردود الفعل التي تتلقاها من المشاركين في المشاغل تبدو إيجابية.

أعلنت تام أن امرأة خلال عرض آخر ذُهلت حين رأت جهاز إمساك الأغراض المحفوظة في الأماكن المرتفعة، مثل خزائن المطبخ أو الرفوف. تقول تام: «اشترت هذه المرأة أربعة أو خمسة من هذه الأجهزة لتقدمها كهدايا». وتضيف ضاحكة: «حتى إنها استخدمتها لقطف التفاح».

back to top