إخافة الأطفال ضرورية أحياناً!

نشر في 05-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 05-09-2015 | 00:01
No Image Caption
دخل {روجر} إلى حياة شقيقتي في لحظة يأس. لقد جرّبت كل حيلة ممكنة لمنع ابنتها التي كانت تبلغ حينها خمس سنوات من ضرب شقيقتها الصغرى. في تلك المرحلة، استدعت شقيقتي {روجر}، وهو ضابط شرطة خيالي يأخذ أي فتاة صغيرة تضرب شقيقتها إلى مركز خاص حيث يحرمها من الألعاب إلى أن تُحسِن التصرف. أطلقتُ حكماً قاسياً على شقيقتي لأنها حوّلت ضابط الشرطة إلى {رجل سيئ} بنظر الأولاد من لتلقين ابنتها درساً في الحياة. لكن في الفترة الأخيرة، ساعدتني ابنتي البالغة من العمر أربع سنوات على تغيير رأيي.

اكتشفتُ في لحظة يأس خاصة بي أن إخافة الأولاد ليست خطوة ضرورية فحسب، بل إنها قد تكون أذكى مقاربة في مجال تربية الأولاد.

انفجرت ابنتي كارولين غضباً قبل أيام من عيدها الثالث. صدمتني قوة النوبة التي اعترتها. كيف يمكن أن يغضب كائن صغير وبريء مثلها لهذه الدرجة المخيفة؟

ابتسم الأهالي الآخرون وطبيبتها وأساتذتها حين كنت أتحدث أمامهم عن مخاوفي هذه. فقالوا لي إنه وضع طبيعي وستتجاوز كارولين هذه المشكلة مع مرور الوقت.

بعد مرور سنة، تقلصت مخاوفي. صحيح أن حدة المشكلة تراجعت، لكن بقيت نوبات غضبها العابرة عنيفة وكان يمكن أن تدوم لأكثر من 30 دقيقة أحياناً.

اشتريتُ جميع الكتب التي تتمحور حول هذا الموضوع وانضمّيتُ إلى المنتديات الإلكترونية واستشرتُ اختصاصياً في السلوكيات أكثر من مرة.

حاولتُ أخذ أوقات استراحة والتعامل معها بإيجابية. قدّمتُ لها التطمينات وحاولتُ مواساتها بكل هدوء. حتى أنني لجأتُ إلى أساليب التوسل والرشوة.

وحين فقدتُ كل أمل، خاضت كارولين أسوأ نوبة غضب على الإطلاق في غرفة تبديل الملابس في أحد المتاجر.

بكاء وصراخ

في العادة، عند ظهور أولى مؤشرات النوبة مثل تجهّم وجهها وشبك يديها، كنت آخذها إلى زاوية هادئة وأنتظر مرور النوبة. لكنها لم تترك لي أي فرصة في تلك المرة.

 كنا نحاول قياس الملابس وكانت سيارتنا بعيدة جداً عن مكان تواجدنا.

مررنا بأربعين دقيقة من البكاء والصراخ والتمرغ على الأرض قبل أن نخرج أخيراً من المتجر. هناك، نظر إلي ضابط الأمن وبدا متعاطفاً معي وسألني إذا كان يستطيع تقديم المساعدة.

قلت له وأنا أتصارع مع كارولين في موقف السيارات: {لو أنك تستطيع مساعدتي!}. في تلك اللحظة تحديداً، لمعت في رأسي فكرة مدهشة. ربما يستطيع مساعدتي فعلاً!

حين استعدنا الهدوء، وضعتُ كارولين في حضني وتحدثت معها عن تفاصيل نوبة غضبها.

سألتُها: {هل تذكرين روجر؟}. فهزّت رأسها. {إنه ضابط الأمن الذي رأيناه على باب المتجر. هو الشخص الذي سألني إذا كان يستطيع مساعدتي}. فجحظت عينا كارولين.

كذبتُ عليها وقلتُ لها: {اتصل روجر لتوه وقال لي إننا لا نستطيع العودة إلى المتجر. قال إننا لن نستطيع العودة إذا لم توقفي نوبات غضبك}.

بعد ثلاثة أيام، علمتُ أن كارولين فهمت الرسالة حين مرّت هي ووالدها بالقرب من المتجر نفسه. فقالت لوالدها: {لا يمكن أن أدخل إلى هذا المتجر. هذا ما قاله روجر}.

في كل متجر ومطعم نزوره الآن، تبحث كارولين عن {روجر}. حتى إنه موجود في الحديقة. يكفي أن تعرف أنه قد يكون هناك كي تقتنع بضرورة أن تحسن التصرف.

لم نشهد ولو نوبة غضب واحدة، ولا حتى نوبة صغيرة، منذ أن دخل {روجر} إلى حياتنا.

لطالما أقسمتُ على أنني لن أحذو حذو شقيقتي لأنني كنت أظن أنها تصور ضباط الشرطة بطريقة سلبية من خلال ابتكار شخصية {روجر}. لكني لم أكن أفهم حينها كيف يتجاوب الأولاد مع رموز السلطة. قد يكون الخوف عاملاً صحياً وضرورياً حين يتمكن الأولاد من احترام السلطة.

تبين في النهاية أن {روجر} أحد الرجال الصالحين.

back to top