استفزاز وإجادة

نشر في 05-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 05-09-2015 | 00:01
يبدي أحمد راتب اعتزازه بالمشاركة في مسلسل {فلتة زمانها} الذي صُوّر في أبوظبي خلال العام الجاري، مع النجمة السورية سامية الجزائري، ويعتبره إحدى التجارب التي يشعر بسعادة شخصية في العمل فيها.

يضيف أنه يوافق منتقدي تعدد اللهجات بين أبناء الأسرة الواحدة، معتبراً أنها إحدى النقاط التي يمكن أن تضعف العمل وتكون غير مقنعة، {في بعض الأحيان قد يرد ذلك بسبب انتشار جنسيات مختلفة في دول الخليج على سبيل المثال، فتكون الأسرة مكونة من أب كويتي مثلاً وأم مصرية، بينما يتحدث الابن الإنكليزية في معظم حواراته.

يشير راتب إلى أن المعيار الأهم الذي يمكن الحكم عليه لتقييم الأعمال المشتركة لأكثر من جنسية هو قصتها، ومدى تأثير تعدد اللهجات على سياق الأحداث، ولا يكون الغرض مجرد وجاهة بمشاركة أكثر من ممثل.

تحدث أبناء الأسرة الواحدة بلهجات مختلفة، في بعض الأعمال، يجب أن يكون مبرراً درامياً، برأي حسن الرداد، وفق القصة والسيناريو الذي يضعه المؤلف، معتبراً أن الإخلال بمبدأ إقناع المشاهد بذلك التباين في اللهجات سيخصم من نجاح العمل، ويقلل من تفاعل المشاهدين معه.

يضيف أن الفن لا يعرف جنسية أو لهجة ما دامت لدى الممثل قدرة على أداء دور ما بطريقة مناسبة، لذا يجب أن يشارك في العمل، مشيراً إلى أن الفنان المصري، يمكنه التمثيل بلغات مختلفة في أعمال عالمية، لكن أداء لهجة مغايرة لن يقابل بالاحتفاء نفسه من الجمهور.

يتابع أن الجمهور اعتاد طريقة كلام معينة من المصريين المميزين بلهجتهم، عازياً ذلك إلى أن اللهجة المصرية في التمثيل كانت سفيراً لمصر في أرجاء الوطن العربي، وأصبح تغيير الممثل المصري لهجته صعباً، لكنه ليس مستحيلاً.

معايير محددة

تضع لقاء سويدان لنفسها قبل غيرها المعيار الذي تحدد من خلاله إمكان تغيير لهجتها، وهو عدم تكرار الدور، وتقديم جديد يضيف إلى رصيدها الفني، مشيرة إلى أنها لا تجد مشكلة في تغيير لهجتها، لكنها لا تعتبر ذلك هدفاً تسعى إليه، ومؤكدة أنها لن تقدم على تغيير لهجتها في التمثيل إذا لم يكن ثمة دافع قوي ومقنع من الناحية الفنية.

تضيف: {يشارك نجوم كثر في الوطن العربي، سواء كانوا سوريين أو خليجيين، في أعمال مصرية بلهجتهم الأم أو في أدوار مصريين، وبرع بعضهم وأجاد}، لافتة إلى أن تغيير اللهجة لا يرتبط بالبلد فحسب في حالة مصر، ولكن بمكان الأحداث، ذلك أن لهجة أهل القاهرة تختلف عن المقيمين في الصعيد، وبالتالي ثمة فنانون يؤدون شخصيات صعيدية رغم أنهم ليسوا من أهل الصعيد وعدلوا لهجاتهم بإتقان.

 شاركت نشوى مصطفى في أكثر من عمل خليجي، لكن باللهجة المصرية، موضحة أن قدرة الممثل الحقيقي هو أداء عمله بأي لهجة

ما دام الدور يتطلب ذلك، معتبرة أن من الضروري امتلاك الفنان قدرة على تعديل لهجته وتغييرها بسهولة، لأنه لا يعرف الأدوار التي قد يشارك فيها مستقبلاً ويمكن أن تتطلب تغيير اللهجة، لذا عليه أن يكون على جهوزية تامة، حتى لو كان الأمر موقتاً ضمن مشاهد العمل.

يتذكر محمد رياض، مشاركته في مسلسل {عمارة الأسرار} مع نجوم الدراما الخليجية، ويعتز للغاية بلهجته المصرية، لكنه لا يجد مشكلة في أن يؤدي دوراً بلهجة أخرى ما دامت الأحداث تتطلب ذلك. يضيف أن حرص الفنان على تقديم أدوار مختلفة يدفعه، بلا شك، إلى تغيير لهجته ليستطيع الوصول إلى الشرائح كافة من الجمهور، ويتابع: {الفنان الحريص على ترك بصمة في الساحة الفنية يجب أن يكون لديه سعي دائم للتمرد على أدواره القديمة ومفاجأة نفسه وجمهوره بما لديه من إمكانات واستفزازها بشكل دائم}.

back to top