بعد رحيل «نجوم الزمن الجميل»... هل تتابع الأجيال الجديدة المسيرة ببصمتها؟

نشر في 04-09-2015
آخر تحديث 04-09-2015 | 00:01
رحيل النجم نور الشريف أخيراً، ومن قبله عدد من أيقونات السينما المصرية، أبرزها فاتن حمامة وعمر الشريف، يفتح الباب على فراغ خلَّفه نجوم كبار برحيلهم، أو بابتعادهم عن الساحة بسبب السن، أو عدم وجود سيناريوهات تمنحهم ما يوازي موهبتهم وتاريخهم الفني الطويل وخبراتهم.

سؤال يفرض نفسه الآن، من المؤهل في جيل النجوم الجدد ليكمل مشوار الراحلين أو المبتعدين قهراً لا اختياراً؟

قالت الناقدة ماجدة

خيرالله، إن لكل جيل سماته المختلفة ومعاييره وظروفه التي ساعدته على الصعود، بدليل أن جيل الراحل نور الشريف يختلف عن جيل عمر الشريف أو جيل أنور وجدي وغيرهما، لأن الظروف السياسية والاقتصادية تؤثر على كل جيل وتسهم في رسم وتشكيل ملامحه وحجم عطائه، ما يفسر كيف أدت الظروف الحالية إلى صعود نجوم فيما انطفأ وهج آخرين، وهو الأمر الذي لا ينطبق على الممثلين فقط بل على أجيال من المخرجين والكتاب والمصورين والمنتجين.

وأكدت خير الله «أن نجوم الأجيال السابقة عظماء بالمقاييس كافة، فقد قدموا فناً زاخراً ، لكن بعضهم في الفترة الأخيرة توقف عن العمل والظهور أمام الشاشة. مثلاً، لم تظهر فاتن حمامة تمثيلياً قبل رحيلها بمدة تتجاوز الـ 10 سنوات ولم تكن ثمة نية للعمل، كذلك عمر الشريف، فقد اكتفى نجوم كثر فيما يبدو ولأسباب كثيرة بما قدموه من تراث فني خالد، وغيرهم ربما يكتفي أيضاً بما قدم أو ستحول الظروف دون تقديمهم المزيد لو طال بهم العمر، مع أن الراحل نور الشريف حرص على كسر الحصار رغم مرضه، وقدَّم قبل رحيله بأشهر آخر أعماله «بتوقيت القاهرة»، وكان يستعد لمسلسل جديد.

استنكرت خير الله أن بعض نجوم الجيل الحالي مثل السقا وهنيدي وغيرهما لم يستطعوا أن يمضوا مثل هؤلاء، لأنهم لم يستغلوا السنوات التي كانت تميزهم بالحيوية بعمل له ثقل مثل نجومنا الذين نجحوا في أن يكتبوا شهادة ميلادهم من أول ظهور لهم مثل نور الشريف كما في فيلم «قصر الشوق» و{السكرية» وغيرهما من أفلام مهمة في تاريخ السينما، هذا هو الفارق بينه وبين الممثلين المتواجدين حاليا الذين لم يستغلوا السنوات المثمرة من عمرهم في عمل يذكر».

 رأى الناقد محمود قاسم «أن الخسارة هي خسارة إنسانية، أما بالنسبة إلى العطاء فقد قدَّم نجومنا الكبار كماً هائلاً من أعمال تخلد في الذاكرة، بينما ننتظر من الجيل الحالي ماذا يستطيع أن يقدم وفقاً للظروف التي تمر بها عجلة الإنتاج، مشيراً إلى أن هذه هي سنة الحياة أجيال تعقبها أجيال مثل فريد شوقي وأنور وجدي ومن بعدهما نور الشريف وحالياً كريم عبد العزيز والسقا وغيرهما ممن يحملون راية الفن في تاريخ السينما. علينا أن ننتظر سنوات لنرى من منهم يمكنه أن يترك بصمته الخاصة».

رفض الناقد السينمائي طارق الشناوي بدوره المقارنة بين نجوم الزمن الجميل وبين نجوم الجيل الحالي، مشيراً إلى أنه كان من حظ نور الشريف، وجيله، أنهم عاصروا جيلين عملاقين من مخرجي وكتاب السينما المصرية أمثال: حسن الإمام، ويوسف شاهين، وصلاح أبو سيف، وكمال الشيخ، وحسين كمال، من ناحية، وجيل ما عرف بمخرجي الواقعية الجديدة، أو جيل الثمانينيات، ومنهم: رأفت الميهي، ومحمد خان، وعاطف الطيب، وخيري بشارة، وداود عبد السيد وغيرهم، ما يعني استفادتهم من أجيال مختلفة أضافت إليهم مثلما أضافوا إليها.

وأشار إلى أن رحيل هؤلاء النجوم أمثال عمر الشريف وفاتن حمامة ومن قبلهما سعيد صالح وغيرهم يعد فقداناً لجزء كبير من ذكرياتنا مؤكداً أن النجم الذي يرحل لا يأتي مثيله مطلقاً، لكن كل جيل يأتي وراءه جيل آخر له علاماته التي تميزه عن غيره.

 وقالت الناقدة ماجدة موريس: «ثمة فنانون حاليون لهم أيضاً علامة واضحة في السينما المصرية منهم أحمد السقا وكريم عبد العزيز وأحمد حلمي وآسر ياسين، وثمة أشخاص يملكون المواصفات التي تصل بهم نحو العالمية لكنهم ينتظرون فقط الفرصة مثل خالد النبوي وعمرو واكد، وهذا يدل على أن كل جيل يجتهد في أن يترك بصمته بعيداُ عن فكرة أن يأخذ نجم مكان نجم آخر، فلكل منهم مكانته في السينما المصرية».

وكان رأي ماجدة خير لله «أن السينما المصرية تحتاج من هذا الجيل إلى أن يصنع أعمالاً تذكر في تاريخها قبل السعي نحو العالمية».

وأخيرا،ً قال المخرج المصري هاني خليفة: «لا يمكن أن نظل ثابتين في مكاننا نبكي على من رحلوا رغم تاريخهم العظيم، لكن يجب علينا أن نواكب ذلك العصر من تطورات وآليات مختلفة تجعلنا نختلف عن سابقينا من أجيال».

back to top