الغانم: الديمقراطية قدرنا وعازمون على ألا نحيد عنها ضماناً لأمانة الأجيال

ألقى كلمته في المؤتمر العالمي الرابع لرؤساء البرلمانات

نشر في 02-09-2015
آخر تحديث 02-09-2015 | 00:05
No Image Caption
شدد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم على ضرورة إبراز التجربة الديمقراطية الكويتية، مشيراً إلى أن «الديمقراطية قدرنا وعازمون على ألا نحيد عنها ضماناً لأمانة الأجيال».
طالب رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الأمم المتحدة بالاستمرار في لعب دورها الأخلاقي لتعزيز قيم الديمقراطية وثقافة وممارسة وتجسيد القيم النبيلة.

وقال الغانم، في كلمة أمام المؤتمر العالمي الرابع لرؤساء البرلمانات في الأمم المتحددة إن «المجتمع الدولي متى ما تمكن من غرس هذه القيم النبيلة بدول العالم، فلن يكون هناك خوف على صندوق الانتخابات مهما حاول المغامرون إخراج الديمقراطية عن مسارها السليم»،

مؤكدا أهمية الديمقراطية في تعزيز مفاهيم التعايش والتسامح في المجتمعات المختلفة، مشيرا الى تجارب الكويت في هذا المجال التي ساعدت على تجاوز أحلك الظروف.

واستذكر أمام المؤتمر ما تعرضت له الكويت في الأشهر الماضية «عندما ضرب الإرهاب الأسود أحد المساجد في محاولة آثمة لجر البلاد الى الفتنة الطائفية، وتبعها الكشف عن خلايا تملك ترسانة أسلحة ومواد تفجير».

 وقال إن «الكويت بتاريخها في الشورى والديمقراطية وقيم التعايش والتسامح الديني تمكنت من درء الفتنة البغيضة على المستويات كافة، بدءا من رأس الدولة حضرة صاحب السمو أمير البلاد وانتهاء بأصغر مواطن».

 وأكد أن الكويتيين حرصوا في محطات تاريخية عديدة على تحقيق التوازن الدقيق بين ضمان نظام ديمقراطي حقيقي، وبين ألا يتحول هذا النظام الى مجرد بوابة للإساءة الى المفهوم الديمقراطي ذاته.

نص الكلمة

وفي ما يلي نص الكلمة: «معالي السيد صابر شودري، رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، معالي السيد بان كي مون، سكرتير عام الأمم المتحدة، السادة أصحاب المعالي رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود البرلمانية، حضورنا الكريم، أحييكم بتحية الإسلام والسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

 في كل محفل ومنتدى، لا يدخر أحد منا جهدا في اغتنام الفرصة للتأكيد على أهمية الديمقراطية ودورها المحوري لتحقيق حياة أفضل وأكرم للشعوب والأمم.

الديمقراطية أيتها السيدات والسادة ليست مجرد صندوق اقتراع، فكم من صندوق انتخابي أفرز أعداء للديمقراطية، وكم من انتهازيين استغلوا الديمقراطية لتهديد الإنسانية في حاضرها ومستقبلها، وكم من مغامرين تظاهروا بالديمقراطية للوصول الى السلطة لقطع الطريق أمام تداول السلطة، وكم من كافرين بالديمقراطية كقيمة ورسالة تنويرية تفننوا في نثر الظلامية والاستبداد باسم الديمقراطية.

لذلك عندما نطالب الأمم المتحدة كمنظمة دولية رائدة وجامعة بأن تلعب دورها الحيوي في تعزيز وحماية الديمقراطية وتعزيز ارتباطها بأهداف التنمية المستدامة والسلم وثقافة حقوق الإنسان، فإننا لا نقصد الاقتصار على بعثات المراقبة والرصد التي ترسلها الأمم المتحدة الى دول العالم للتأكد من شفافية العملية الانتخابية.

إن ما نطالب به ونطمح له هو استمرار الأمم المتحدة في لعب دورها الأخلاقي بأبعاده الرمزية لتعزيز قيم الديمقراطية ثقافة وممارسة، وألا تقف مهام المؤسسة الأممية عند حدود الشكل، بل يجب أن يمتد أداؤها إلى تعميق وتجسيد القيم النبيلة للديمقراطية، قيم وليست أشكال الديمقراطية، قيم التسامح السياسي والثقافي والاجتماعي، قيم المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص، قيم الحكم الرشيد، قيم سيادة القانون وتطبيقه بمسطرة واحدة، قيم الاحتفاء بالتنوع الإنساني الخصب.

السيدات والسادة الكرام...

متى ما تمكنا كمجتمع دولي بمؤسساته الأممية من غرس هذه القيم في دول العالم، فلن يكون هناك خوف على صندوق الانتخابات ولا منه، مهما حاول بعض المغامرين إخراج الديمقراطية عن مسارها السليم، إذ سيكون هناك دوما ديمقراطيون حقيقيون لإعادتها الى مسارها الصحيح عبر إجهاض مشاريع إفساد الأجواء الديمقراطية وهدم صروحها من إشاعة الفوضى باسم التغيير، وضمن هذه القناعة الراسخة فإنني أناشد هيئة الأمم المتحدة العمل على نشر الديمقراطية كثقافة حياة، وتعزيز مفهومها كقيمة حضارية تتقاطع مع رسائل التسامح والتعايش التي تنشدها الأمم المتحدة في مهامها عبر العالم.

السيدات والسادة الكرام...

وأنا أشدد على كلمتي التسامح والتعايش، أسترجع ما حدث ببلدي في الأشهر القليلة الماضية عندما ضرب الإرهاب الأسود أحد المساجد في محاولة آثمة لجر البلاد الى شرك الفتنة الطائفية، تبعها بعد ذلك الكشف عن خلايا أخرى تملك ترسانة من الأسلحة ومواد التفجير.

ولكم أن تتخيلوا ماذا يمكن أن يحدث من هزات ارتدادية، وعنف، وعنف مضاد، وانتقام، وانفلات لأشد الغرائز بدائية، لو لم يكن بلدي وبسبب تاريخه من الشورى والديمقراطية المعزز لقيم التعايش والتسامح الديني والتناغم المذهبي، قادرا على درء تلك الفتنة البغيضة على المستويات كافة، بدءا من رأس الدولة صاحب السمو أمير البلاد وانتهاء بأصغر مواطن.

هذا حصاد ما زرعناه منذ عقود من قيم التسامح.

 فالكويتيون حرصوا في محطات تاريخية عديدة على تحقيق هذا التوازن الدقيق بين ضمان أن يكون النظام ديمقراطيا وجماعيا ومؤسسيا حقيقيا، وبين ضمان ألا يتحول هذا النظام الديمقراطي الى مجرد سبب أو بوابة يتم من خلالها الإساءة الى المفهوم الديمقراطي ذاته.

إننا نؤمن بأن الديمقراطية أكثر من مجرد خيار، إنها قدرنا الوحيد، ونحن عازمون ومصرون على ألا نحيد عن قدرنا، ضمانا لأمانة الأجيال في أعناقنا.

السيدات والسادة الكرام...

نحن ننظر إلى الديمقراطية دوما كقيمة وكسبيل رئيس لبناء النظم السياسية حتى تظل في الوجدان الجماعي قدرا جميلا في مسار بناء المجتمعات والأمم من خلال صناعة الحياة الكريمة وترسيخ قيم السلام وتعزيز نهج التنمية الشاملة.

شكراً لحسن استماعكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

back to top