كيف نحارب الإرهاب والتطرف بالثقافة والفنون؟

نشر في 02-09-2015 | 00:01
آخر تحديث 02-09-2015 | 00:01
No Image Caption
«كيف نحارب الإرهاب والتطرف بالثقافة والفن؟» سؤال طرحه المجلس الأعلى للثقافة في مصر في مؤتمر عقده أخيراً وأجاب عنه عدد من الباحثين والمفكرين راصدين انتشار الأفكار المتطرفة التي تتخذ من قوة السلاح سبيلاً للتعبير عن الرأي، في ظل حالة من التخبط والانفلات تشهدها الساحتان السياسية والاجتماعية العربية منذ سنوات، مؤكدين ضرورة التصدي لتلك الأفكار الهدامة بالوسائل المتاحة كافة، وفي مقدمها الثقافة والفن.

طرح الدكتور محمد أبوالفضل بدران، الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للثقافة، خطة لاجتذاب الشباب إلى بيوت الثقافة، معلنا البدء بإقليم القاهرة الكبرى، وأشار إلى أن المؤسسات الثقافية لا تصنع ثقافة بمفردها وأن المجلس الأعلى للثقافة لا يعمل بمفرده، قائلا: {نود أن تكون التنمية الثقافية في أقاليم مصر كافة، بالمدن والقرى والنجوع. نحن نتكامل ولا نتنافس مع الهيئة العامة لقصور الثقافة}.

وأكَّد بدران أهمية دور وزارة الثقافة في النهوض والترقي بعقول الشباب من خلال التنوير والتثقيف، {فالتنمية الثقافية عنصر مهم لمحاربة الإرهاب والتطرف والأفكار الهدامة، لأن شبابنا في حاجة إلى التنمية الثقافية والمحاورة بين جيل الآباء والشباب، لتنوير وتثقيف عقول أبنائنا والإفادة من تجاربهم وخبراتهم الحياتية}.

وتابع: {شبابنا في حاجة إلى من يستمع إليهم وإلى أفكارهم وآرائهم، وإلا فسيذهبون إلى من يحتل أفكارهم ممن نراهم على الحدود من جماعات متطرفة. نود أن يحل التفكير والتنوير محل التكفير والتفجير، وأن نحارب الاٍرهاب كمثقفين بالإبداع والفن}.

من جانبه، قال الكاتب المسرحي محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، إن الاستراتيجية التي تعتمد تنظيم العمل الثقافي والفني وتوجيهه إلى القطاع الأعرض في المجتمع هي السبيل الأقصر لمواجهة الإرهاب، مشيراً إلى أنه يجب أن يعمل المثقفون والفنانون والمبدعون ضمن منظومة واحدة، لا ضمن جزر منعزلة.

وخلال الندوة، وجه المستشار أيمن فؤاد، رئيس محكمة استئناف شمال القاهرة، حديثه للشباب قائلاً إن العدالة إذا كانت معصوبة العينين فإنها تهتم بالبصيرة، مؤكداً ضرورة مراعاة جميع المؤسسات معايير حقوق الإنسان، وأن يعي الشباب ما له وما عليه من واجبات تجاه المجتمع، نظراً إلى ما طرأ على المجتمع من تغيير عقب ثورتي الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، ومدى رغبة الشعب المصري في التغيير نحو الأفضل. كذلك أكَّد أن فكرة التغيير لن تتحقق إلا بانتشار الثقافة في ربوع مصر، وهو ما تقوم به وزارة الثقافة من خلال منظومة واضحة المعالم مسؤولة عن تثقيف المجتمع وتوضيح الحقائق، وذلك لمجابهة الفئات المتطرفة، فضلاً عن أهمية التنسيق بين وزارتي التربية والتعليم والثقافة في تشكيل عقول الأبناء وتثقيفهم وتنويرهم وإصلاح التعليم والفكر للمتلقي حتى نتفادى انتشار الفكر المتطرف في المجتمع.

وقال إنه لا بد من إنشاء جيل صالح الفكر يستطيع مواكبة العصر والنهوض بالمجتمع، لافتاً إلى أننا لا بد من أن نتطور من دون أن نتطاول، نكبر من دون أن نتكبر، وأن نتفق على الهدف المرجو به إصلاح شأن المجتمع، مع عدم انتهاك القانون.

 وفي نهاية الندوة، طرح عدد من الشباب استفسارات عن خطورة التفرقة والتمييز بين أفراد المجتمع وأهمية النهوض بالتعليم الجامعي الحكومي، كذلك ناقش الحضور إمكان عقد ندوات داخل السجون كي تساعد الشباب المحبوسين المغرر بهم في إعادة تأهيلهم، وإدماجهم في المجتمع مجدداً.

back to top