النفط يتراجع إلى مستوى 53 دولاراً بفعل بيانات الصناعة الصينية

هبطت أسعار النفط أكثر من ثلاثة في المئة أمس، قبل أن تعوض بعض خسائرها، وذلك بعد أن أظهرت بيانات رسمية أن قطاع الصناعات التحويلية في الصين، الذي يعد محرك اقتصاد أكبر مستهلك للطاقة في العالم انكمش بأسرع وتيرة في ثلاث سنوات.

وهبط مؤشر مديري المشتريات الرسمي في الصين إلى 49.7 في أغسطس من 50.0 في يوليو، معززا المخاوف بشأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وساعد هذا على دفع أسعار النفط نحو التراجع بعد ثلاثة أيام من المكاسب الدسمة، حيث قال تجار إن المستثمرين أقبلوا على مبيعات لجني الأرباح، بعد أن قفزت أسعار برنت والخام الأميركي أكثر من ثمانية في المئة في الجلسة السابقة.

وانخفض خام برنت 1.03 دولار إلى 53.12 دولارا للبرميل، بعد أن تم تداوله بسعر 52.15 دولاراً للبرميل الساعة 0815 بتوقيت غرينتش.

وقفز برنت أمس الأول الاثنين 4.10 دولارات أو 8.2 في المئة، مواصلا ارتفاعه من أدنى مستوى في ست سنوات ونصف قرب 42 دولاراً في 26 أغسطس.

تراجع الإنتاج الأميركي

وهبط الخام الأميركي دولارين إلى 47.20 دولارا للبرميل، وكان ارتفع 3.98 دولارات أو 8.8 في المئة في الجلسة السابقة.

وارتفعت أسعار النفط من أدنى مستوى لها منذ الأزمة المالية العالمية، بعدما أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة تراجع الإنتاج الأميركي من النفط دون المتوقع.

وأظهرت البيانات المعدلة التي نشرتها الإدارة أمس الأول أن إنتاج النفط المحلي في الولايات المتحدة وصل إلي ذروة فوق 9.6 ملايين برميل يوميا في أبريل، قبل أن يهبط بأكثر من 300 ألف برميل يوميا على مدى الشهرين التاليين، لكن رغم انخفاض الإنتاج الأميركي مازال السوق العالمي متخماً بالمعروض من النفط.   

وفي آسيا، سجلت الأسعار تراجعا، إذ انخفض سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم اكتوبر 1.50 دولار ليصل الى 47.70 دولاراً، أما برميل البرنت نفط بحر الشمال، الخام المرجعي الأوروبي تسليم اكتوبر فقد تراجع أيضا 1.46 دولار ليبلغ 52.69 دولارا.

وقالت المجموعة الأميركية العملاقة (سيتي غروب) في مذكرة تحليلية، ان الصين «باتت توجه» أسعار المواد الأولية بما في ذلك النفط، بشكل غير مسبوق.

وأضافت «انها تدفعها الى الانخفاض (...)، ونتوقع ان تواصل الصين في الاشهر المقبلة ممارسة الضغط باتجاه الانخفاض لأسعار المواد الأولية».

وكانت اسعار النفط ارتفعت بشكل كبير الاثنين خلافا للتوقعات في نهاية اغسطس بعد معلومات عن احتمال ان تبحث منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) في مسألة الأسعار مع الدول المنتجة الاخرى.

 مستويات قياسية منخفضة

وقال سيتي بنك أمس الأول إنه يتوقع أن تعود أسعار خام برنت والنفط الأميركي للهبوط مرة أخرى، وقد تلامس مستويات قياسية منخفضة جديدة لعام 2015 قبل نهاية العام، واستنتج أن موجة الصعود الحالية «التي تحركها المعنويات» ستتبدد.

وقال البنك في مذكرة بحثية «نتوقع أن يكون الصعود الحالي لسعر الخام قصير الأجل، ونشير أيضا إلى أن العوامل الأساسية لا تبرره، وأن الأمر ربما يرجع إلى أن المستثمرين والتجار يخطئون في تفسير الحديث بشأن سياسة أوبك».

من جانب آخر، ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات امس، بفعل عودة المخاوف بشأن تقلبات أسواق الأسهم العالمية بعد بيانات اقتصادية في الصين أثارت مزيداً من المخاوف حول الاقتصاد العالمي.

وحقق المعدن الأصفر مكاسب خلال أغسطس الجاري بنسبة 3.4 في المئة، وهي الأكبر منذ يناير حينما سجل ارتفاعاً بنسبة 8 في المئة، وذلك بدعم من المخاوف بشأن اقتصاد الصين، وتذبذب أسواق المال العالمية.

ولاقى الذهب دعماً من تراجع الدولار الأميركي، على خلفية التباين في الإشارات حول موعد رفع معدل الفائدة الأميركية، وسط ترقب لبيانات الوظائف الشهرية يوم الجمعة المقبل.

وصعد سعر التسليم الفوري للذهب بنسبة 0.7 في المئة إلى 1142.9 دولارا للأوقية في الساعة 1:10 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.

كما ارتفع سعر العقود الآجلة للمعدن النفيس بنحو 0.8 في المئة ليصل إلى 1141.5 دولارا للأوقية في الساعة 12:44 مساءً بتوقيت مكة المكرمة.