سأم التلميذ سببه المدرسة

نشر في 01-09-2015
آخر تحديث 01-09-2015 | 00:01
No Image Caption
شارفت العطلة الصيفية على نهايتها ويستعد الأولاد للعودة إلى المدرسة لسنة جديدة من التعلم.

قد يكون من الصعب على الأولاد والبالغين، على حد سواء، العثور على حافز يشجعهم على العودة إلى روتين المدرسة بعد عطلة صيفية طويلة. لكن بحثاً جديداً يدحض فكرة أن الحافز في المدرسة فردي، وأن الأولاد إما أنهم يتمتعون بالحافز المناسب أو لا.

يوضح ميت بليس، بروفسور مساعد في مركز أبحاث الشباب في جامعة ألبورغ: {عندما نتحدث عن الحافز، نشير عادة إلى أمر يتعلق بالفرد. نقول مثلاً:يملك حافزاً قوياً أو لا يملك أي حوافز. ولكن علينا التكلم عن الحافز بطريقة مختلفة. يحظى الطالب بالحافز بالتعاون مع المدرسة}. أنهى بليس وزملاؤه لتوهم مشروع أبحاث ضخماً عن الحوافز لدى الطلاب من سن 13 حتى 15 سنة. وقد نُشرت النتائج التي توصلوا إليها في كتاب (متوافر بالدنماركية فحسب) في مطلع هذه السنة.

5 أنواع من الحوافز

أرسل الباحثون استبانات إلى نحو ألف طالب من 19 مدرسة عامة وخاصة. كذلك أجروا مقابلات فردية مع 25 طالباً، فضلاً عن مقابلة جماعية مع 30 طالباً في صف واحد. حدد الباحثون خمسة أنواع من الحوافز، تُعتبر كلها أساسية لمستوى الحوافز لدى كل طالب.

1 تمييز الحافز: تثير مادة ما اهتمام الطالب ويود معرفة المزيد عنها.

2 التحكم في الحافز: يحل الطالب المسائل بنجاح، لذلك يود تعلم المزيد والقيام بما هو أكثر في هذا المجال.

3 حافز الأداء: تثمر جهود الطالب الإضافية، فيحصل على المديح وعلامات عالية، فضلاً عن التشجيع على متابعة  هذا الجهد الإضافي.

4 حافز العلاقة: يشعر الطالب أنه جزء من الصف ويتمتع بتشجيع من المدرّس. ولا شك في أن هذا يعزز حافزه على الذهاب إلى المدرسة.

5 حافز المشاركة: يبرع الطالب في ما يقوم به، لذلك يشعر بحافز أكبر للاستمرار فيه، كما مع عمليات التعلم المفتوحة التي تسمح للطالب باختيار مواضيع تعلمه والمشاريع التي سينفذها.

مهمة المدرّس تحفيز الطالب

تقر نائب رئيس الاتحاد الدنماركي للمدرّسين، دورتي لانغ، بأشكال الحوافز المختلفة التي قد تشجع الطالب. وتؤكد أن كل مَن يتدربون ليصبحوا مدرّسين في الدنمارك يشاركون في مقرر عن أنماط سلوك مماثلة.

تقول: {نتحدث في هذا المجال عن مثلث تعليمي يتألف من المدرّس، الطالب، والمادة. ويولد الحافز من التفاعل داخل هذا المثلث}.تشدد لانغ أيضاً على أن المدرّسين يحتاجون وقتاً كافياً ليعدوا المواد التي يعلمونها، إن كانوا يرغبون في التعامل مع طلاب محفزين.

تتابع موضحة: {لا يمكنك الاكتفاء بالمواد عينها التي درّستها السنة الماضية. على سبيل المثال، خلال تخطيطي لصف اللغة الألمانية، أتحدث أولاً إلى الطلاب بصفتي مدرّسة. أسألهم عما يجب أن نغطيه خلال هذه الحصة وعن الطرق التي يعتقدون أنها الأفضل لتحقيق ذلك. ثم أتأمل الصف ككل وأحدد نقاط القوة والضعف لدى الطلاب، فأعتمد عليها لأنظمة مقرري}.

ارتباط نقص المشاركة بالدافع

يؤكد بليس أن غياب الحوافز لدى الطالب يخفي دوماً سبباً كامناً.

يقول: {إن اعتبر الطالب في المدرسة أنه يفتقر إلى الحوافز، فعلينا البحث عن الأسباب الكامنة وراء ذلك}.

يضيف: {إن لم يرغب الطلاب في المشاركة في حصة الحساب، فربما يعجزون عن فهمها. فمن الأسهل أن تبدو متعباً أو لامبالياً على أن تقر بأنك لا تفهم المادة}. إذاً، لا ترتبط هذه المسألة، وفق بليس، بحوافز الطالب الفردية فحسب، بل بثقافة التعلم في الصف أيضاً.

توضح: {في صف يركّز كثيراً على الأداء والمنافسة، قد يفضل الطلاب تفادي الهزيمة بإبعاد أنفسهم عن المدرّس. لكن تتراجع هذه المشكلة في صف يركّز على عملية التعلم، حيث المجال متاح أمام التجربة والخطأ، ولا مشكلة في ارتكاب الأخطاء خلال عملية التعلم}.

علامات تعوق الحافز

بالنسبة إلى الطالب الذي يملك حوافز كبيرة للعمل، قد تشكل العلامات حافزاً إضافياً، إلا أنها قد تكون عائقاً أيضاً. عندما تعمل بكد في مادة ما وتحصل على علامة عالية، تحظى برقم يُظهر مدى تقدمك. حتى إن بعض الطلاب قد يسعون للتنافس مع آخرين لمعرفة مَن يسجل العلامة الأعلى. في المقابل، قد تشكل العلامات عائقاً، إن كان الطالب يبذل مجهوداً كبيراً ولا يحصل على علامات عالية.

يشير بليس: {قد يكون الوضع مثبطاً في كلا طرفي هذا الهرم. قد يدفع بعض الطلاب في القمة نفسهم إلى تقديم أداء مثالي، ما يؤدي في النهاية إلى الإنهاك في التعلم، في حين أن مَن يحتلون المراتب الدنيا قد يلاحظون أن علامتهم لا تتحسن، حتى لو كانوا يعملون بكد}.

يضيف: {يبرز التركيز القوي على العلامات أهمية أن يساعد المدرّس الطلاب على فهم التقدم الذي يحرزونه في عملية التعلّم، وإدراك أن التقدم لا يُقاس بالعلامات}.

تعزيز الدوافع

يذكر بليس أن هذا البحث يبرز أهمية أن يبتكر المدرّس بيئة مليئة بالحوافز للطالب.

تتابع موضحة: {لا شك في أن إقامة العلاقات والحفاظ عليها والتعرف إلى كل طالب تستلزم الكثير من الجهد. أعتقد أن مدرّسين كثراً يواجهون تحدياً في التوصل إلى توازن مماثل وابتكار  جو في الصف يحفّز الطلاب بطرق عدة}.

على المدرّس في الوقت عينه أن يفرض سلطته في الصف.

يشير بليس: {ما عادت السلطة حقاً تلقائياً للمدرّس. فقد بات اليوم أكثر من أي وقت مضى أمراً عليه اكتسابه بمرور الوقت بإقامة علاقات مع الطلاب. يكسب المدرّس الاحترام، إن كان يهتم بالتعرف إلى شخصية طلابه داخل المدرسة وخارجها}.

back to top