«نفرتيتي» تثير شهوة البحث لدى علماء الآثار مجدداً

نشر في 01-09-2015
آخر تحديث 01-09-2015 | 00:01
• عالم بريطاني أعاد الجدل حول مكان دفن الملكة...
ووزير مصري يرفض المساس بالمقبرة
عادت جميلة الجميلات الملكة الفرعونية نفرتيتي لتثير الجدل بين علماء المصريات والمهتمين بالأثار والتنقيب في الحضارات القديمة، خصوصاً الفرعونية، بعدما أعلن العالم البريطاني نيكولاس ريفز نظرية جديدة تتعلق بدفن الملكة الجميلة، معرباً عن اعتقاده أنها دُفنت في إحدى الحجرات الخلفية لمقبرة الملك توت عنخ آمون ليوجه الأنظار إلى مقبرة توت، وضرورة إجراء الاختبارات عليها، ويطلق التساؤلات حول ما تحويه من مقتنيات.

عقد وزير الأثار المصري الدكتور ممدوح الدماطي مؤتمراً صحافياً في المتحف الكبير بالهرم أخيراً، أعلن فيه أن الوزارة ستستقبل العالم البريطاني النصف الثاني من سبتمبر المقبل لإجراء مناظرة بينه وبين العلماء المصريين، بالإضافة إلى أنه سيتم اصطحابه هو وجموعة أخرى من الباحثين ضمن فريقه البريطاني لإجراء اختبارات من خلال جهاز «إكستراي» دون المساس بالمقبرة، حيث ستتم الاختبارات من الخارج، وأكد الدماطي أنه سيتم الإعلان عن نتائج التجربة ككل في مؤتمر صحافي عالمياً، تشارك في تغطية فعالياته مختلف وكالات الأنباء والمحطات التلفزيونية العالمية، مضيفاً أنه لا يمكن أن تخرج وزارة الآثار بأية تصريحات تتعلق بمعلومات أثرية أو اكتشافات أثرية محتملة من دون إجراء الدراسات العلمية النظرية والعملية أولاً ثم الإعلان عما سنتوصل إليه من نتائج كي لا نثير البلبلة بين أواسط المهتمين بعلم المصريات ومحبي الحضارة المصرية القديمة حول العالم.

وعن مومياء توت عنخ أمون، قال الدماطي إنه في الفترة الأخيرة أثير جدل واسع حول نقلها، وإذا عادت المومياء إلى التابوت الخاص بها ستكون متابعة الترميم صعبة، مؤكداً أن «لمس» المومياء غير وارد إطلاقاً، وأن الفحوص  لن تسلب جنسية المومياء، مشيراً إلى ما أثير حول محاولة إثبات أن المومياء عبرية غير صحيح.

يشار إلى أن مكتشف مقبرة توت عنخ آمون هو الأثري البريطاني العالم الشهير في علم المصريات هوارد كارتر، وذلك عام 1922، بعد أن ظلت مجهولة 3000 سنة، ولوحظ أن الطريق المؤدي بين بابها الخارجي وبابها الداخلي كان مسدوداً بالأحجار، حرصاً عليها من عبث اللصوص.

وعندما ألقى كارتر ومموله اللورد «كارنافون» النظرة الأولى داخل المقبرة عرتهما الدهشة لما كان بها من كنوز ثمينة، ولكنهما وجدا السرر والعروش والمقاعد والصناديق والعجلات متراكمة جميعها في حجرة منحوتة من الصخر، ولاحظا وجود فجوة استنتج منها أن اللصوص لا بد من أن يكونوا قد تسللوا منها إلى الحجرة الداخلية، فلما ألقيا عليها شعاع النور الكهربائي رأيا كل شيء مبعثراً، لأن اللصوص رموا بمحتويات الصناديق، بينما كانوا يبحثون عن الحلي وغيرها من أشياء مصنوعة من الذهب والفضة، مما يسهل عليهم حمله. تضم المقبرة تابوتاً من الذهب الصلب يحتوي على مومياء الملك، وكان هذا التابوت موضوعاً داخل تابوت آخر من الخشب، غطى سطحه بصفائح من الذهب وطعم بزجاج متعدد الألوان، ثم وضع الأخير بدوره داخل تابوت ثالث يشبه التابوت الذهبي، لكنه صنع من الخشب وغطي بالذهب، وقد وضعت هذه التوابيت المتداخلة على سرير من الخشب داخل تابوت آخر من الحجر.

أما ما قاله العالم البريطاني نيكولاس ريفز عن مقبرة الملكة نفرتيتي فيحتاج إلى التدقيق فيما تحويه المقبرة، خصوصاً أن المعلومات السابقة تشير إلى أنه تم العثور على مقبرتها بالقرب من قبر الملك توت عنخ آمون ابن زوجها «إخناتون»، الذي حكم مصر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.  وأدَّت نفرتيتي دوراً أساسياً في نشر المفاهيم الجديدة التي نادى بها زوجها، وظهرت معه أثناء الاحتفالات، ويمكن مشاهدة ذلك على جدران معابد آتون ومقابر الأشراف بتل العمارنة، والطقوس، والمشاهد العائلية، كذلك في المناظر التقليدية للحملات العسكرية. وتعود ندرة المعلومات المتوافرة عن تلك الملكة الجميلة إلى هذا الدور الذي أداه إخناتون في التمرد على الآلهة، والعودة إلى عقيدة التوحيد التي تمحورت حول إله الشمس {آتون}، مما دعا الأسر التالية إلى العمل على محو كل ما يتصل بإخناتون وزوجته جميلة الجميلات {نفرتيتي}.

وقد عثر على قبرها بالقرب من قبر الملك توت عنخ آمون ابن زوجها، الذي حكم مصر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وتوفيت نفرتيتي في العام الرابع عشر لحكم إخناتون، ومن الممكن أن تكون قد دفنت في مقبرتها بالمقابر الملكية، في تل العمارنة، ولكن لم يتم العثور على المومياء الخاصة بها حتى الآن.

ويعود الفضل في اكتشاف التمثال الرائع إلى الملكة الفرعونية، إلى علماء الآثار الألمان الذين عثروا عليه أثناء حفريات أجريت في عام 1912 في منطقة {تل العمارنة}، وتم الاحتفاظ بهذا التمثال في متحف برلين بعد ترميمه. والتمثال الموجود للملكة هو تمثال نصفي يتجاوز عمره 3300 عام، وهو تمثال ملون مصنوع من الحجر الجيري والجص، حيث يصور بدقة مفاتن امرأة رائعة الجمال، بوجه جذاب، وعنق طويل، وأنف دقيق، ووجنتين بارزتين، ترتدي غطاء رأس فريداً مخروطي الشكل . وكان باحثون ألمان قد اكتشفوا أن تمثال نفرتيتي يحتوي على تمثال آخر أصغر بداخله يصوّر وجه الملكة، الأمر الذي جعل الباحثين يتحدثون عن وجهين لنفرتيتي وجه خارجي ووجه مخفي.

back to top