جنبلاط والعنجري

نشر في 30-08-2015
آخر تحديث 30-08-2015 | 00:04
«طلعت ريحتكم» و «خلوها تخيس» نموذجان لاعتراض شعبي سلمي يفعل فعله على الأرض بدون مجهود كبير، ويأتي بنتائج محسومة لأنه بعيد عن «بيوت الهدام والنفايات» التي هي القوى السياسية في تعريف وليد جنبلاط وعبدالرحمن العنجري.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

 لماذا نخفي أسماء موظفين يزوّرون رخص قيادة ذكر واقعتهم علناً وكيل وزارة الداخلية للمرور، في حين ننشر صورة آسيوي متهم بتصنيع خمر محلي في كل الصحف؟!

***

وصفان دقيقان لحال القوى السياسية في أكثر بلدان العرب حركة وحيوية وشعبية: لبنان والكويت، فالسياسي اللبناني وليد جنبلاط وصف أغلب القوى السياسية في بلده بالنفايات نسبة إلى مشكلة "الزبالة" المكدسة في الشوارع، بسبب عجز حكومته عن حل أبسط المشاكل، ولأن دول الغرب يجنون من النفايات أموالا طائلة بإعادة التدوير فها هو اللبناني البسيط قد مارس إعادة التدوير، فدشن حملة من وراء النفايات الموسومة بهاشتاق "#طلعت_ ريحتكم" أدت إلى تصادمات عنيفة مع قوى الأمن.

هدف شعب لبنان محق وبسيط: لا يريد زبالة في الشارع... فقط!! وعلى الطرف الآخر السياسي الكويتي عبدالرحمن العنجري جاء بوصف من قلب الثقافة الكويتية، حيث وصف في "تغريدة" له القوى السياسية بأنها "بيت هدام" أي، البيت غير الصالح للسكن بسبب قدمه، نعم هو وصف جيد ولا نحتاج إلى كثير من الأدلة لتبريره، فالقوى السياسية اليوم بيوت خربة متصارعة وإقصائية ومصلحية، لها وجهان: الأول مبتسم لمن يجالسها في منتدياتها، والثاني يحاك في غرف أصحاب القرار!

وأن يصدر مثل هذا الوصف من السيد الفاضل العنجري، ويعقبه تأكيد من السياسي المخضرم أحمد السعدون بفساد تلك القوى، فهاتان شهادتان موثقتان ورسالتان لعامة الناس أن ينتبهوا من "بيوت الهدام" وأهدافها القصيرة جدا، والتي لا تحيد عن كرسي في قاعة عبدالله السالم!

في لبنان عجزت الحكومة عن تنظيف الشوراع فثار الشعب ليتنفس هواء بلا روائح من خلال هاشتاق "طلعت ريحتكم"، وفي الكويت عجزت الحكومة عن لجم ارتفاع أسعار السمك الفاحش فأطلق الشباب هاشتاق "خلوها تخيس" وكان لكلا الفعلين تأثير سريع.

ما نود أن نقوله أن الأفكار التي تبدو صغيرة ولا تتطلب تنظيما واجتماعات ورئيسا وناطقا وكل "وجع الراس" هذا، بدت ذات قيمة وتأثير كبيرين في الشارع، فحملة مقاطعة الأسماك كانت بعيدة عن قوى الأمن لأنها لم تنظم تجمعات في الشارع، ولم يضطر المغردون إلى اللجوء إلى الدستوريين للاستفسار عن "ترخيص تجمع"! المسألة تمت ببساطة و"خاس" السمك فعلا.

"طلعت ريحتكم" و"خلوها تخيس" نموذجان لاعتراض شعبي سلمي يفعل فعله على الأرض بدون مجهود كبير، ويأتي بنتائج محسومة لأنه بعيد عن "بيوت الهدام والنفايات" التي هي القوى السياسية في تعريف جنبلاط والعنجري.

back to top