رايتشل كوك تردّ على لائحة {أعظم الأعمال الأدبية} لروبرت ماكروم:

نشر في 30-08-2015
آخر تحديث 30-08-2015 | 00:01
No Image Caption
كاتبة من كل 5 كتّاب لا تمثّل مساهمة النساء في الأدب لأكثر من 300 سنة!
تبدو لوائح {أفضل} الأعمال غريبة وسخيفة، لا سيما في مجال الكتب: تثبت لوائح الجوائز مراراً وتكراراً أن الأدب القصصي هو فن ذاتي في معظمه.

 مع ذلك، يمكن أن يكون ممتعاً ومثيراً للاهتمام في آن. ضمن أفضل مئة رواية طرحها روبرت ماكروم، كُتِبت 12 رواية فقط من نساء.

حتى لو كانت لائحته تذكر المؤلفات الصادرة في القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر، أي حين كان عدد الكاتبات صغيراً نسبياً، تبدو لي هذه النزعة غريبة.

ينتمي 76 كتاباً على اللائحة إلى القرن العشرين، ومع ذلك اقتصر عدد الكاتبات على 51. كيف يُعقَل ذلك؟

 يقدم القرن الأخير وفرة من الأمثلة على غنى مخيّلة النساء. هل يظن روبرت مثلاً أن الرجال يكتبون روايات أفضل وأهم من النساء؟

 أم أنه لا يعرف الكثير عن مؤلفات النساء؟ لست واثقة من ذلك. في مطلق الأحوال، أنا حاضرة لأقدم له بعض المساعدة. لِنُعِد برمجة اللائحة.

في المراتب الأولى، لا يمكن أن أخالف روبرت ماكروم الرأي: لا شك في أن رواية Emma لجاين أوستن ورواية Frankenstein لماري شيلي تحفتان أدبيتان. ينطبق الأمر نفسه على روايةJane Eyre لشارلوت برونتي، وWuthering Heights لشقيقتها إيميلي، وMiddlemarch لجورج إليوت. لكن يمكن أن أضيف إلى هذه المجموعة رواية Mary Barton (1848) لإليزابيث غاسكيل التي كانت مبتكِرة حينها في طريقة اختيارها الشخصيات المنتمية إلى الطبقة العاملة (كان ديكنز معجباً بالعمل). أضاف روبرت كتاب The Adventures of Huckleberry Finn لمارك توين إلى اللائحة. إنه كتاب مدهش لكن ربما يستحق كتاب Uncle Tom’s Cabin (1852) لهارييت بيشر ستو الانضمام إلى اللائحة أيضاً. قد تكون هذه الرواية شائبة ونهايتها غير منطقية، لكن أثارت رسالتها المضادة للعبودية مشاعر الرأي العام. لا يجب الاستخفاف بتأثيرها.

القرن العشرون

نصل الآن إلى أعمال القرن العشرين. أكثر ما صدمني في البداية عدد الكتّاب الأميركيين الذين اختارهم روبرت (28 من أصل 67): يذكر إديث وارتون وهاربر لي وحتى آن تايلر ولكنه يستبعد أودورا ويلتي أو كارسون ماكولرز أو ويلا كاثر. هل يكون هنري ميلر أفضل من ماكولرز أو كاثر؟ لا أظن ذلك. في ما يخصّ الكتّاب البريطانيين، لا يذكر أيفي كومبتون بورنيت أو أوليفيا مانينغ أو أنتونيا وايت. لا شك في أن هؤلاء الكتّاب يستحقون اهتماماً أكبر من هيربرت ويلز الممل مثلاً! ولا شك في أن الثلاثيتين اللتين تشكلان سلسلة Fortunes of War لمانينغ ستَرِدان على لائحتي، وينطبق الأمر نفسه على سيرة وايت الذاتية عن الحياة المدرسية في الدير، Frost in May (1933). من الغريب أيضاً أن تشمل اللائحة حكاية Lolly Willowes (1926) النسائية لسيلفيا تونساند وارنر (إنه كتاب جيد لكنه ليس عظيماً) مقابل إقصاء رواية The Constant Nymph لمارغريت كينيدي مثلاً، علماً أنها حققت أعلى المبيعات في عام 1924 وتطرح دراسة مدهشة عن الغيرة.

 أؤيد طبعاً ذكر رواية Mrs Dalloway لفيرجينيا وولف على لائحته، لكن يمكن الإشادة أيضاً برواية One Fine Day (1947) لمولي بانتر داونز حيث تتكيّف امرأة خلال 24 ساعة مع التغيرات التي أحدثتها الحرب العالمية الثانية في عالمها. إنها رواية تجريبية أقل رسمية من رواية Mrs Dalloway، لكنّ أسلوب الكتابة الشفاف والصادق فيها ممتاز بالقدر نفسه.

ذكر روبرت رواية The Thirty-Nine Steps لجون بوشان على لائحته، وهي رواية تقدّرها قلة من النساء على الأرجح. تبدو رواية The Talented Mr Ripley- 1955 لباتريسيا هايسميث أفضل من حيث أسلوب الكتابة والإثارة، إذا أردنا ضمّ كتاب مشوق، وقد كانت أكثر تأثيراً حتماً. كذلك، أفضّل كتاب

The Pursuit of Love -1945 لنانسي ميتفورد أو حتى

The Diary of a Provincial Lady 1932 لإي إم ديلافيلد على رواية Joy in the Morning لبيلهام ودهاوس. بالنسبة لي، يُعتبر العملان ممتعَين. هل يريد رواية للأطفال؟ يختار رواية The Wind in  the Willows لكينيث غراهام. أحبها أيضاً وما كنت لأستثني شخصياتها الشهيرة من هذه المكانة المتقدمة. لكن يمكن أن تتقاسم المرتبة على الأرجح مع رواية The Secret Garden- 1911 بقلم فرانسيس هودغسون بيرنيت حيث تنقذ قوة الطبيعة الشافية عائلة من الدمار الذاتي. كانت شخصية ماري لينوكس المدللة والمضطربة أول بطلة أثرت بي.

كتاب غائبون

في النصف الثاني من القرن، أؤيد ضم رواية The Golden Notebook لدوريس ليسينغ وHousekeeping لماريلين روبنسون. ينطبق الأمر نفسه على رواية The Heat of the Day لإليزابيث بوين، فهي من أبرز المراجع عن زمن الحرب في لندن، وروايةMrs Palfrey at the Claremont لإليزابيث تايلور، وهي روائية لامعة لكن لا يزال عملها غير معروف على نطاق واسع (مع أني كنت أفضل رواية Angel or A Game of Hide and Seek).

لكن صدمني إقصاء مغامرة إيريكا جونغ الجنسية في رواية Fear of Flying (1973). ينطبق الأمر نفسه على حكاية The Handmaid’s Tale البائسة لمارغريت أتوود من عام 1985، إذ يسهل أن تحل مكان رواية Brave New World  لهاكسلي أو A Clockwork Orange لأنتوني بورغيس (من المبالغ وضع هاتين الروايتَين مع Nineteen Eighty-Four لأورويل ضمن اللائحة). من بين الكتّاب الغائبين، نذكر بات باركر وأنجيلا كارتر وكارول شيلدز. لا يمكن المبالغة في تقدير تأثير كارتر: كانت قصصها المجازية التي تكسر المحرمات مؤثرة بالفعل. في الوقت نفسه، قدم لنا باركر وشيلدز كتباً ممتازة على شكل ثلاثية Regeneration ورواية The Stone Diaries الفائزة بجائزة بوليتزر على التوالي.

أتذكر أسماءً أخرى لكنها من فئة الرجال. في النهاية، أقرأ بصفتي إنسانة وليس امرأة، لذا أؤيد نصف الكتب الواردة على لائحة روبرت. إلى جانب رواية The Folding Star الممتازة لآلن هولينغورست من عام 1994، وهي قصة عن حب هوسي ومرفوض وعن وحشية الجمال، يبدو معظم الروايات في أواخر القرن العشرين هشاً وقد مرَّ مرور الكرام. لكن لا يمكن أن ننسى جيمس فاريل الذي طرح في عام 1970 رواية Troubles التي أعتبرها مثالية، فهي ممتعة وسلسة وحكيمة في آن. تدور أحداثها في فندق قديم في إيرلندا بعد الحرب العالمية الأولى مباشرةً، وكأنها نسخة كتبها إيفلين واه من مسلسل Fawlty Towers.

نوع الجنس مهم ويجب التنبه له، لكنه ليس كل شيء. يمكن أن يأخذك أي كاتب عظيم إلى أي مكان بغض النظر عن جنسه أو جنسك!

back to top