العفريت خرج من الزجاجة في كوبا

نشر في 29-08-2015 | 00:01
آخر تحديث 29-08-2015 | 00:01
No Image Caption
بدأ يوفاني كانتيلو متجره المعروف باسم «يا» وهو أول خدمة سيارات للأغذية السريعة في كوبا في السنة الماضية. وفي كل 6 أسابيع منذ ذلك الوقت كان يسافر الى الخارج ليجلب حقائب مملوءة بأكواب صودا ذات أغطية وأنابيب ورقية سميكة يستخدمه من أجل تقديم الشراب المخفوق بالحليب، وأكواب بلاستيكية صغيرة للكاتش أب – وهي مواد ليست متوافرة في متاجر كوبا المملوكة للدولة.

وقام جوليو ألفاريز ونيدياليس أكوستا بافتتاح مرآب لاستعادة سيارات كلاسيكية ولكنهما اكتشفا أن توفير الخردة ودهان السيارات والغاز اللازم لعملية اللحام صعب جداً، بحيث يجلب العملاء في أغلب الأحيان معهم القطع والمواد الخاصة بهم.

ومن دون وجود قرض مصرفي لتمويل مطعمهما عمد رافائيل مانوز وساشا راموس الى اقناع والدة مانوز بمبادلة منزلها بمعمل طبخ مهجور يعمل بالنفط وأقنعا أم راموس ووالد زوجها للاستثمار فيه. وأحضر الشركاء خلاطات وأحواض ونشافات يد ومعلقات خفيفة من ميامي وبنما. ونسخ الحرفيون المهرة الأثاث من مجلات تصاميم ايطالية.

«قم بالعمل بنفسك»

قد يبدو القطاع الخاص في كوبا في سياق «قم بالعمل بنفسك» الى حد كبير ولكنه الجزء الأسرع نمواً في اقتصاد في طور سبات ويحقق حوالي 10 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي.

ويقول الرئيس الكوبي راؤل كاسترو إن الأعمال التجارية الخاصة هي جزء من موديل كوبا الاقتصادي الجديد. وقد وسع الوظائف الخاصة الى 201 مهنة بما في ذلك الحلاقة وقيادة سيارات الأجرة وفنيي الهواتف الخليوية. وأصبح عمل المكاتب العقارية قانونياً وهي فكرة راديكالية في دولة لم تسمح ببيع المنازل لأكثر من نصف قرن.

وخلال السنوات القليلة الماضية تم تسجيل حوالي 500 ألف شخص على شكل دافعي ضرائب في أعمال تجارية خاصة، ولكن اقتصاديين يقولون إن الرقم يقارب المليوني شخص – 40 في المئة من قوة العمل – بما في ذلك عمال الدولة والمزارعون في القطاع الخاص.

ويتعين على المتعهدين تجاوز عقبات غير معهودة في الولايات المتحدة – فالمؤن والمواد تباع فقط في متاجر مملوكة للدولة وفي مستودعات محدودة، ولا توجد أسواق للبيع بالجملة أو شبكات توزيع خاصة. وعندما احتاج رافائيل روزاليس الذي يدير أول حانة خاصة في هافانا منذ الثورة الى كؤوس كوكتيل طاف طوال يوم في متاجر الدولة ولم يعثر على مبتغاه، لكنه لايزال متفائلاً: «لقد تحسن اقتصادنا كثيراً في السنوات الثلاث الأخيرة وأنت ترى الناس يصلحون منازلهم ويرتدون ملابس أفضل».

صراع عنيف

ومع برامج طفيفة على التلفزيون شرع أربعة أصدقاء بعمل يدرج أشخاصاً لديهم اتصالات انترنت في أماكن عملهم من أجل تحميل ألعاب رياضية وأوبرا وعروض اخرى يتم نسخها وبيعها لقاء دولارين الى خمسة دولارات عبر شبكة توزيع غير رسمية وهي ليست مرخصة ولكن الحكومة تتساهل ازاء هذا المشروع الذي يوفر دخلاً الى الآلاف من المواطنين ويظهر كوبا أمام وسائل الترفيه الأجنبية.

يوجد صراع عنيف حول الاصلاحات في كوبا. ويقول كارلوس الزوكاري وهو سفير سابق لدى الاتحاد الأوروبي وبروفسور في جامعة هافانا: «هذا صراع بين القوى القديمة والجديدة في دولة أممت كل شيء حتى أكشاك الشطائر. وقد خرج العفريت من الزجاجة الآن، وإذا لم تكن الحكومة قادرة على خلق وظائف جيدة الأجر، فعليها أن تدع هذه المهمة للقطاع الخاص».

back to top