«لماذا»... والبركان

نشر في 29-08-2015
آخر تحديث 29-08-2015 | 00:01
 يوسف سليمان شعيب عندما يتوجه الشعب لاتخاذ قرار بتعديل مسار أمور البلاد، فهذا مؤشر خطير ويجب الوقوف عنده، ومعرفة تداعياته وأسبابه، وما هي الظروف التي أجبرت الشعب على اتخاذ هذا التوجه وبسط رأيه أمام الجميع؟

إن ما قام به الشعب من حملة شعبية وطنية، ما هو إلا تنفيذ قوانين مكدسة ومخزنة في أدراج مكاتب المسؤولين، وفي أرشيف الوزارات المعنية تحت إشارة «للحفظ».

الحملة الشعبية التي أطلق عليها «خلوها تخيس»، لا يعتقد البعض أنها أتت مصادفة وستزول، فهي ليست سحابة صيف، بل هي بداية انفجار لبركان كبير آتٍ في الطريق، ونسأل الله أن يحمينا ويحمي الكويت منه.

ولكن لماذا اتخذ الشعب هذا المسار الصعب؟ لماذا انفجر؟ لماذا لم يعد يتحمل؟ وأسئلة كثيرة تحوم في فكرنا جميعاً، نريد جواباً لها ولغيرها من التساؤلات.

فلماذا يباع كيلو من أحد أنواع السمك بأغلى من سعر برميل النفط، في حين يباع بالدول المجاورة نفس النوع ومن نفس المصدر بأبخس الأثمان؟ لماذا نصدر السمك إلى الخارج بالأسعار الرخيصة، في حين السوق المحلي السمك فيه شحيح وغالي الثمن؟

لماذا يُترَك «السماسرة» يتلاعبون بالمزاد ويرفعون السعر على المواطن؟ لماذا يمنع المواطن من الاصطياد في حين شركات الأسماك «تكرف كرف» هذا السمك، الكبير منه والصغير؟ لماذا تعمى العيون عن المراكب والسفن غير الكويتية التي تخترق المياه الإقليمية لتصطاد السمك من مياهنا وتبيعه لنا؟

لماذا تقف وزارة التجارة دون حراك مع الحملة الشعبية، وتحاول أن تراضي وتهدئ من جزع التجار؟ لماذا تقف الحكومة موقف المتفرج، في حين كان الواجب عليها الخروج من السبات، والوقوف مع الشعب في وجه ذلك الغلاء والطمع الفاحش للتجار؟ كان الأجدر بها أن تصرح وتقول «بالفم المليان»: انتهى زمن الغلاء، انتهى زمن إنهاك المواطن، انتهى زمن سرقة الجيوب.

نعم... لن تكون حملة «خلوها تخيس» الوحيدة أو الأخيرة، بل ستتوالى بعدها حملات كثيرة ضد كل تبجح تجاري في الكويت، فاستعدوا لتلقي الضربات، فمتى استنهضت واستنفرت الشعوب فهي كالبركان لا يمكن إخماده حتى يغير من معالم الوضع والحال.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.

back to top