حاسته القوية لتعلّم القراءة

نشر في 29-08-2015
آخر تحديث 29-08-2015 | 00:01
No Image Caption
يشمل تعلم القراءة الكثير من المهارات المختلفة والعمليات الفكرية المتنوعة. لا تقتصر المسألة على تعلم الأحرف وتعلم تكرارها، بل تشمل هذه العملية أيضاً القدرة على إدراك الأنماط، والفهم المعرفي، والنضج. لكن بتعليم ولدك القراءة بالاستناد إلى حاسته الأقوى، تتيحين له تكوين فهم أعمق لهذه العملية وبالتالي إتقان مهارات ضرورية بسرعة أكبر.
الذوق والشم

يحتاج الولد الذي يتمتع بحاسة ذوق أو شم قوية إلى الشعور بأمان والاهتمام ليتمكن من التعلم. ولا شك في أن ربط الكلمات بأناس يهتمون به سيعزز اهتمامه. كذلك يمكنك، من خلال توجيه رسائل إلى الأصدقاء وأفراد العائلة وتلقيها، أن تظهري له أن القراءة قد تشكل تجربة توطد العلاقات.

أما إذا قررت الاستعانة ببطاقات الأحرف والصور، فابدأي بكلمات تتعلق بالعواطف، ثم أضيفي ما يرتبط بالرؤية، واطلبي منه في النهاية تمثيل الكلمات. ولا شك في أن تصنيف الطعام أو الطلب من الولد المساعدة في التبضع والطهو بكتابة لوائح الشراء أو قراءة وصفة بسيطة سيمنح هذا النوع من الأولاد فهماً للتسلسل ويحسن مهاراته في تمييز الأنماط.

البصر

يهوى الولد الذي يتمتع بحاسة بصر قوية ترتيب أحرف الأبجدية. لكل شيء مكانه، حتى الأحرف.

يتفاعل هذا الولد مع الأوراق الملونة التي تحمل صوراً وأحرفاً، الكتابة على لوح، أو قص الأحرف من المجلات وترتيبها في كلمات. كذلك تساعده كتابة كلمة إلى جانب صورة تلائمها أو كتابة أسماء الأغراض في المنزل في تعلم مفهوم الرمزية وتمييز الأنماط.

علاوة على ذلك، يمكنك إعداد رسم بياني على الحائط تجمعين فيه نشاطاته إلى جانب صور وكلمات ملائمة لتلقنيه مفهوم الحياة العملية، لأن القراءة لا تقتصر على ما نراه، بل تقوم أيضاً على الربط بين المسائل والأشياء في حياتنا اليومية.

اللمس

ينجح الولد الذي ينعم بحاسة لمس قوية في التعلم باستخدام أحرف يمكنه حملها بين يديه واللعب بها. قد تكون مصنوعة من أقمشة ومواد مختلفة، ما يساعده في إقامة رابط شخصي مع كل حرف. كذلك قد يساهم تشجيعه على تهجئة اسمه أو طعامه أو نشاطه المفضلين، مستعيناً بجسمه، في مساعدته على فهم التسلسل وإدراك أن الأحرف (وأصواتها الخاصة) تتحول إلى كلمات عندما تُجمع معاً. فضلاً عن ذلك، من الممكن للألعاب الجسدية، مثل القفز على المربعات باستخدام الأحرف والكلمات، تشكيل أحرف وكلمات بالرمل أو معجون اللعب، أو الطلب منه طي جسمه مشكلاً الحروف، أن تساعده في القيام بعمليات الربط بسهولة بغية تعلم القراءة.

السمع

يحتاج الولد الذي تكون حاسة السمع لديه الأقوى إلى ربط الصور بالأصوات. كذلك قد تضطرين إلى تقديم له الكثير من الشروح حول الأسباب والأهداف. أوضحي له أن الكتابة تشكل طريقة تسمح للآخرين بالسمع بواسطة أعينهم. يبرع هذا الولد في تمييز الأنماط. ولكن توخي الحذر عند استخدام بطاقات الصور والكلمات، لأن موهبة هذا النوع من الأولاد الطبيعية التي تجعله أكثر ميلاً إلى حفظ الأصوات قد تعيق قدرته على تعلم لفظ الأصوات والكلمات انطلاقاً من مساعد بصري. نتيجة لذلك، قد تُضطرين إلى اللجوء إلى مقاربة أكثر ابتكاراً، مثل الطلب منه القراءة في مجموعة مختلفة من المصادر،  على غرار الكتب، المجلات، علب حبوب الإفطار، وحتى اللوحات على الطريق.

يشكل تعلم القراءة أساس التعلم. ولا شك في أن هذه الركيزة القوية والمتينة بالغة الأهمية لتنمية حب القراءة والفهم. وإن حولت هذه العملية إلى تجربة حسية، فستتيحين لولدك الاستمتاع والشعور بالثقة حيال قدراته المتنامية.

back to top