«أزمة المهاجرين» تضغط وأوروبا لا تجد حلولاً سحرية

نشر في 28-08-2015 | 00:01
آخر تحديث 28-08-2015 | 00:01
• العثور على عشرات الجثث في شاحنة بالنمسا
• أرقام قياسية في بريطانيا والمجر
لاتزال أزمة المهاجرين التي تشهدها أوروبا مع تدفق مئات الآلاف من الفارين من الحرب والفقر الى دول الاتحاد الأوروبي تتفاعل. فقد التقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وقادة في دول غرب البلقان، أمس، في فيينا بقمة قلبت جدول أعمالها أزمة المهاجرين الذين أصبحت هذه المنطقة إحدى البوابات الرئيسية لدخولهم الى أوروبا الغربية.

ويعبر سوريون وعراقيون فارون من الحرب، وكذلك البان وكوسوفيون وصرب بحثاً عن حياة جديدة، «طريق غرب البلقان». وهم يمرون تحت الأسلاك الشائكة او يقتحمون القطارات أو الحافلات في مشاهد فوضى تشهد تزايدا في شرق اوروبا مع تقدم هؤلاء المهاجرين باتجاه الغرب.

كما تواجه إيطاليا واليونان تدفق عدد كبير جدا من المهاجرين القادمين عبر البحر المتوسط، وتواجه انتقادات من بعض شركائها للسماح لهم بالمرور.

صربيا ومقدونيا

ودعت صربيا ومقدونيا اللتان تعدان من أهم نقاط عبور عشرات الآلاف من المهاجرين الذين يحاولون الوصول الى الاتحاد الأوروبي، الاتحاد الى التحرك. وقال وزير الخارجية الصربي ايفيتسا داشيش «نواجه أكبر ازمة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. انها هجرة حقيقية لشعوب، وصربيا بلد عبور». وأضاف «اعتقد انه على الاتحاد الاوروبي اقتراح خطة للتحرك، ثم دعوتنا للانضمام اليها». وتابع «سأتحدث بشكل مباشر: نحن نتحمل عبء المشكلة».

أما نظيره المقدوني نيكولا بوبوسكي، فقد أشار الى أن بلاده تستقبل كل يوم 3 آلاف مهاجر قادمين من اليونان المجاورة. وقال «يجب ألا تكون لدى أحد أوهام بأن الأمر قد يحل (...) ما لم يكن هناك تحرك أوروبي ردا عليها». وقال: «علينا التحرك الآن، ويمكننا على الأرجح تحقيق ذلك بهذا المؤتمر في فيينا وإيجاد حل أوروبي».

ووصفت مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني حماية الأعداد المتزايدة للاجئين في أوروبا بـ «الواجب الأخلاقي والقانوني».

وقالت عقب قمة فيينا إن الاتحاد الأوروبي يعمل على وضع مقترحات جديدة لاتباع سياسة لجوء مشتركة، وأوضحت أنه من ضمن هذه المقترحات وضع قائمة تحدد الدول الآمنة، مشددة على أنه «ليس هناك حل سحري» للأزمة.

إيطاليا

وفي روما، وردا على بعض الانتقادات التي توجه لإيطاليا، قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني إن بلاده تشكل «نموذجا إيجابيا» بإنقاذها «عشرات الآلاف من الأرواح البشرية» في المتوسط. وأضاف أن «أوروبا تحتاج الى السير في اتجاه معاكس تماما لذلك الذي يقضي بانتقاد الدول الواقعة على الحدود الخارجية»، مشددا على ضرورة «إدارة أوروبية لتدفق» اللاجئين.

وتابع أن «المهاجرين يصلون الى أوروبا وليس الى إيطاليا أو اليونان أو المانيا أو المجر. الأمور كما تجري الآن يمكن أن تعرض منطقة شينغن للخطر».

بولندا

من ناحيته، صرح الرئيس البولندي أندري دودا في مقابلة مع صحيفة «بلد» الألمانية نشرت أمس، بأن بولندا يجب أن تكون مستعدة لاستقبال «مئات الآلاف» من الأوكرانيين، مبررا بذلك تحفظ بلاده عن استقبال مهاجرين سوريين.

مجزرة في النمسا

في غضون ذلك، أعلنت شرطة النمسا، أمس، العثور على جثث عدد كبير من المهاجرين داخل شاحنة متوقفة على جانب طريق سريع في شرق النمسا.

وقال المتحدث باسم الشرطة هانس بيتر دوسكوزيل، خلال مؤتمر صحافي مع وزيرة الداخلية يوانا ميكل-ليتنر إن الشاحنة التي عثر فيها على ما بين 20 و50 جثة كانت متوقفة في موقع مخصص للوقوف بجانب الطريق السريع في ولاية برغنلاند الحدودية شرق البلاد.

وقالت الوزيرة ميكل ليتنر إن «هذه المأساة أثرت فينا جميعا بعمق. المتاجرون بالبشر مجرمون. كل من لايزال يعتقد أنهم لطفاء يرغبون بالمساعدة يحتاج إلى المساعدة».

ولم يتضح بعد كيف قضى هؤلاء المهاجرون ولا متى.

وكان خفر السواحل الإيطالي أعلن أمس الأول العثور على جثث 55 مهاجرا على متن 3 مراكب، بينهم 51 كانوا في قعر إحدها. ويبدو أن هؤلاء توفوا اختناقا بالغازات المنبعثة من محرك المركب الصغير، كما ذكرت معلومات صحافية غير مؤكدة.

أرقام قياسية!

وفي بريطانيا، أعلن مكتب الإحصاءات الوطنية في بريطانيا أن عدد المهاجرين الى المملكة المتحدة بلغ «مستوى تاريخيا» في الأشهر الـ 12 التي انتهت في نهاية مارس الماضي، ووصل الى 329 الف شخص، متجاوزا بذلك الرقم القياسي المسجل بين يونيو 2004 و2005.

وأعلنت الشرطة المجرية، أمس، أن المهاجرين يواصلون التدفق من صربيا على المجر العضو في الاتحاد الأوروبي، موضحة ان عددهم بلغ 3241 الأربعاء. وبين هؤلاء المهاجرين الذين جاء معظمهم من سورية وأفغانستان وباكستان نحو 700 طفل.

وفي المانيا، تتوقع السلطات رقما قياسيا من 800 ألف طلب لجوء هذه السنة، أي أكثر من أي بلد أوروبي آخر وأكبر بأربع مرات من 2014. وهي تطالب شركاءها بتقاسم عادل للاجئين في أوروبا.

وتسلمت بولندا 2318 طلب لجوء من أوكرانيين في 2014 مقابل 46 في العام الذي سبقه. وارتفع عدد التأشيرات المؤقتة لمدة 6 أشهر من 720 ألفا و125 الى 830 ألفا و553 في 2014.

back to top