يوسف: الخطر كبير في آسيا... والسعودية بأمان حالياً

نشر في 28-08-2015 | 00:04
آخر تحديث 28-08-2015 | 00:04
No Image Caption
دول الخليج في وضع جيد لكنها قد تواجه صعوبات... وأرفض الضرائب
ذكر عدنان يوسف، أن المشكلة بدأت بالصين و«سوف تنتقل منها إلى الدول المجاورة» لأن خفض سعر صرف العملة سينعكس في أمرين الأول خفض سعر الصادرات، فتزداد الصادرات، لكن بالمقابل تزداد كلفة الواردات من المواد الأولية التي تحتاج إليها الشركات للصناعة.

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية والرئيس السابق لاتحاد المصارف العربية عدنان يوسف، إن الأزمة المالية التي بدأت في الصين حالياً ستمتد إلى آسيا، وستكون تداعياتها خطيرة للغاية في ظل فقدان دول تلك المنطقة القدرة على التعامل معها.

وأضاف يوسف، الذي كان يتحدث لـCNN بالعربية حول آخر تطورات الأوضاع الاقتصادية العالمية، أن دول الخليج بوضع جيد حالياً، إلا أنها قد تواجه صعوبات بحال استمرار الوضع حتى نهاية 2017، لافتاً إلى رفضه سياسة فرض الضرائب في الخليج، داعياً إلى رفع ذكي للدعم.

وأوضح أن المشكلة بدأت في الصين، وسوف تنتقل منها إلى الدول المجاورة» لأن خفض سعر صرف العملة سينعكس في أمرين الأول خفض سعر الصادرات، فتزداد الصادرات، لكن في المقابل تزداد كلفة الواردات من المواد الأولية التي تحتاجها الشركات للصناعة.

وذكر أن الكثير من الشركات في الصين استدانت بالدولار، وهي ستواجه مشكلة كبيرة كما حصل عام 1997 في دول جوار الصين التي تأثرت بالعملية نفسها وتحولت من دول كانت توصف بأنها نمور سبع إلى قطط صغيرة.

وعن خطوة الصين الثلاثاء بالتعامل مع سعر صرف اليوان رأى يوسف أن اختيار توقيت خفض الأسعار «لم يكن موفقاً» مضيفاً: «سبق أن سئلت قبل سنوات ما إذا كان العالم سيواجه أزمة مالية مقبلة وكان ردي أن العالم سيتعرض لأزمة لكنها لن تكون في أوروبا بل في الدول الآسيوية، وتحديداً من الصين والهند.

وتابع: «قد أكدت على الصين تحديداً بسبب ارتفاع الصادرات ومواصلة النمو في الوقت عينه دون التنبه للدورات الاقتصادية التي يعقب النمو فيها حالة من التصحيح والتراجع، وقد ركز الناس كثيراً على النمو متناسين التصحيح، لذلك انزلقت الصين لتكرر الخطأ نفسه الذي ارتكبته اليابان قبل سنوات وأدى إلى الركود الذي مازالت تعيش فيه».

وحذر يوسف من مخاطر الأزمات في الصين وآسيا في ظل فقدان آليات إدارة الأوضاع قائلاً: «المشكلة الأكبر في الصين هي عدم وجود قدرة لديها على إدارة الأزمات، بخلاف أميركا وأوروبا حيث الدول معتادة على التعامل مع صعود وهبوط الاقتصاد ولديها تكتيكاتها لمواجهة الأزمات، أما دولنا العربية والآسيوية فاقتصاداتها نامية لكنها لم تمر بالمشاكل التي تواجهها أوروبا وأميركا وليس لديها القدرة».

وأضاف أن هناك عوامل إيجابية تساعد الصين في مواجهة الوضع القائم، وبينها وجود اقتصاد موجه، وإن كان من الصعب اليوم ممارسة نفس قدرة التحكم فيه كما في السابق بعد الانفتاح الكبير الذي شهده أخيراً، إلى جانب تراجع أسعار النفط التي كانت تشكل جزءاً كبيراً من فاتورة الصين.

وحول التأثير المتوقع في المنطقة في ظل الرهان السابق على الطلب الصيني الكبير من النفط وارتفاع سعره رد يوسف قائلاً: «الاستيراد الخاص بالنفط لن يتراجع لأن السعر منخفض ويشجع على الشراء، «لكن نحن نتكلم عن النمو بالاستيراد، وخلال العامين المقبلين أظن أنه سيكون هناك بعض من شد الحزام على صعيد الاستيراد ما يؤثر تلقائياً علينا، ويجب ألا ننسى أن ارتفاع الأسعار السابق كان بسبب ارتفاع الطلب من آسيا، إذ إن أوروبا وأميركا لم تسجلا نمواً بالوتيرة نفسها».

وعن الطرح الجدي لقضايا فرض ضرائب في الخليج وبدء رفع الدعم بالكثير من القطاعات، قال يوسف: «أنا ضد فكرة الضرائب ولا أحبذها، ما أدعو إليه هو رفع الدعم عن الكثير من السلع مثل البترول والكهرباء والماء والهاتف، فالمستفيدون من الدعم بمعظمهم من الأجانب وليسوا من المواطنين فقط، كما يجب أن يحصل الرفع تدريجياً بحيث يفهم الناس أن ما يأخذونه من بضائع ليس بسعره الحقيقي».

وجزم يوسف بعدم تأثر خطط المصارف العربية والإسلامية بالتوسع في آسيا بالأوضاع الراهنة، قائلاً إن فترات الانكماش الاقتصادي «تكون الفرصة جيدة للتوسع، فالأسواق ستكون في هذا الوقت منفتحة على الاستثمارات الأجنبية، بل إن أسعار المؤسسات المالية القابلة للاستحواذ ستكون أقل».

وعن الموازنة السعودية وتوقعات «ساما» للنمو عند مستوى 3 في المئة وسط بدء عمليات استدانة داخلية بالسعودية والحديث عن مصاعب للمالية العامة قال يوسف: «هناك نقطة في صالح المملكة، والكثيرون لا يتنبهون لها، وتتمثل في حقيقة أن الكثير من المشاريع الكبرى بالسعودية انتهت أو على وشك الانتهاء».

وأضاف: «عندما ارتفع سعر النفط من 65 إلى مئة دولار بعهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، طرحت الحكومة مشاريع عملاقة، من مدن صناعية ومجمعات وطرق وكهرباء ومياه، وهذه المشاريع كلها على وشك الانتهاء أو ستنتهي خلال عام أو عامين، فبالنسبة لهم هذه نقطة في صالحهم، لأن القيام بهذه النهضة اليوم سيكون أمراً صعباً.

(سي إن إن)

back to top