متى تستشير اختصاصي الحساسية؟

نشر في 15-08-2015
آخر تحديث 15-08-2015 | 00:01
No Image Caption
أصبحت الحساسية مشكلة شائعة وقد أكدت الهيئات الطبية على حقيقة هذه النزعة. قد تكون الحساسية مزعجة أو حادة ويجب معالجتها في مطلق الأحوال. لكنّ العملية ليست سهلة. من الشائع أن يستشير المريض الطبيب العام لكن من الأفضل اللجوء في هذه الحالات إلى اختصاصي في الحساسية.
لا بد من التساؤل عن سبب شيوع ظاهرة الحساسية لدى الجميع، لا سيما الأولاد. تتعدد الظواهر المتداولة في هذا المجال، منها التلوث والعيش في مراكز المدن الكبرى. لكن يجب أخذ عوامل أخرى بعين الاعتبار.

حساسية من جميع الأنواع                    

مشاكل الحساسية معروفة منذ العصور القديمة وتعتبرها منظمة الصحة العالمية المرض الرابع الأكثر شيوعاً في العالم (بعد السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والإيدز). سُجّل ارتفاع في حالات التهاب الملتحمة والتهاب الأنف والربو ومشاكل أخرى من الحساسية الغذائية في الثلاثين سنة الماضية.

لكن تطورت بيئتنا بوتيرة سريعة خلال هذه الفترة: تغير النظام الغذائي، زيادة استهلاك الأدوية، زيادة التلوث، ارتفاع درجات الحرارة في الخارج كما في الداخل، غياب التهوئة المناسبة في المنازل، تضاعف عدد الحيوانات الأليفة... باختصار، حتى لو اعتبرنا الحساسية وراثية بطبيعتها، تلعب البيئة دوراً واضحاً جداً. ثمة ظاهرة أساسية أخرى لكننا نتردد أحياناً في تسليط الضوء عليها: النظافة المفرطة! سمح التقدم الذي سُجّل في هذا المجال بإطالة متوسط العمر المتوقع، لكن يتحدث بعض الباحثين عن مبالغة معينة في هذا الإطار لأن النظافة المفرطة قد تمنع الأولاد من تطوير مناعة صلبة.     

ما هي الحساسية التأتبية؟

إنها قابلية وراثية للإصابة بحالات الحساسية الشائعة مثل التهاب الجلد والأكزيما والربو وحمى القش والحساسية تجاه العث. تعني هذه المشكلة في معظم الحالات الإصابة بحساسية مفرطة تزامناً مع تطوير أجسام مضادة.

أبرز المسببات

• العث يكون مسؤولاً عن حالات الربو.

• المأكولات قد تسبب الحساسية، لا سيما بيض الدجاج وحليب البقر وثمار البحر والمكسرات...

• الحيوانات الأليفة.

• الصراصير المنتشرة في المباني القديمة.

• اللاتكس.

• بعض أنواع الأدوية.

• العفن.

• غبار الطلع.

• غشائيات الأجنحة، والنحل، والدبابير...

ظاهرة معروفة

في المقام الأول، لا بد من وجود قابلية وراثية للإصابة بالحساسية. ويتعلق الشرط الثاني بضرورة الاحتكاك بمسببات الحساسية. لا يتم اللجوء إلى اختصاصي الحساسية منذ ظهور أولى المؤشرات. بل إنّ تكرر المشكلة هو الذي يوجّه المريض إلى ذلك الاختصاصي في نهاية المطاف.

لا يمكن أن نشتبه مثلاً بأن الطفل الذي يعاني التهاب القصبات الهوائية يكون مصاباً بالحساسية.

لكن إذا أصيب بحالتين أو ثلاث حالات مماثلة خلال موسم واحد، يجب أن يتدخل اختصاصي الحساسية للتأكد من أن انتكاس الحالة لا يتعلق بمشاكل الحساسية.

كذلك، لا داعي للقلق إذا أصيب الشخص الراشد أو الطفل بالتهاب الأنف إلا إذا بدأ هذا الوضع يعوق مسار الحياة اليومية: إنها حالة الأشخاص الذين يواجهون مشكلة الحساسية نفسها في مناسبات متكررة من السنة، لا سيما إذا ترافقت الحالة مع التعب والأرق وألم الرأس والعواقب الأخرى المترتبة عن الحساسية.

مسار عمل الاختصاصي

يخضع اختصاصي الحساسية للتدريب كأي طبيب عام وتدوم هذه المرحلة سبع سنوات. بعد نيله الشهادة، يجب أن يدرس لسنتين إضافيتين على الأقل كي يحصد لقب اختصاصي الحساسية.

حين يقصد المريض الطبيب العام، هو يخضع في معظم الأحيان لفحوصات جلدية ويتلقى علاجاً بالأدوية ويتخذ تدابير وقائية.

المرحلة الأولى: تسمح الفحوصات بتحديد العامل الذي يسبب الحساسية ويطرح المشكلة. يقضي الحل الأول بتجنب المشكلة منذ البداية، وهو أمر ممكن في بعض حالات الحساسية الغذائية.

المرحلة الثانية: يمكن أخذ مضادات الهيستامين مع أن فاعليتها الأولية تميل إلى التلاشي مع مرور الوقت. تُطبَّق بعض التدابير الوقائية أيضاً لتقليص حدة الأعراض.

المرحلة الثالثة: هذه العملية ليست منهجية وقد تشمل التخلص من الحساسية. يكون العلاج في هذه الحالة أشبه باللقاح، فيعطي اختصاصي الحساسية المريض جرعات تدريجية من مسبِّب الحساسية كي يعتاد عليه جهاز المناعة. تمتد هذه المقاربة على سنوات عدة، لكن تكون النتائج ممتازة إذا كانت الحساسية التي يواجهها المريض محددة (حساسية تجاه العث أو غبار الطلع أو الدبابير مثلاً).

يقدم اختصاصي الحساسية مساعدة قيّمة للمريض حين تبدو وتيرة الأعراض غير طبيعية. لذا لا داعي للتسرع في اتخاذ قرار اللجوء إلى هذا الاختصاصي مع أن مساهمته تبقى ضرورية في أغلب الأحيان. ومع القليل من الصبر، يمكن أن يساعد اختصاصي الحساسية المريض على تحقيق الشفاء الكامل.

back to top