مدينة جابر الأحمد… «بيوت مع وقف التنفيذ»

نشر في 09-08-2015 | 00:01
آخر تحديث 09-08-2015 | 00:01
مواطنون لـ الجريدة•: المدينة لا ماء ولا كهرباء ولا أمن... ولا خدمات عامة
في حين تراهن المؤسسة العامة للرعاية السكنية على توزيع مدينة المطلاع، ثالث مدينة إسكانية في البلاد، تعد مدينة جابر الأحمد (أولى المدن التي نفذتها المؤسسة) مثالاً غير مرضٍ، كما وصفه سكانها بعد تحقيق صحافي أجرته «الجريدة» مع بعضهم، أجمعوا خلاله على سوء الخدمات، وعلى رأسها عدم إيصال الكهرباء لجميع أجزاء المدينة، وعدم وصول الماء حتى الآن، فضلا عن افتقاد السكان للأمن والأمان، إذ شهدت العديد من حالات السرقة والحوادث، ما دفع سكانها إلى العيش مع أبنائهم في مدينة خالية من الخدمات، بدءاً من الجمعية التعاونية والمدارس والمساجد، مروراً بالمستوصفات والمستشفى، وأخيرا الماء والكهرباء فضلاً عن النوم على صوت «المحول الكهربي الديزل» وانتظار رحمة «تناكر المياه».

«الجريدة» التقت عدداً من سكان مدينة جابر الأحمد الذين أعربوا عن استيائهم لتجهيزات المؤسسة العامة للرعاية السكنية لبيوت مدينة جابر، والتي تمثلت في العديد من النقاط أبرزها «الخرير» المتفشي في كثير من البيوت المسلمة للمواطنين والناتج عن سوء التمديدات الصحية، وفيما يلي التفاصيل:

بداية، عبّر المواطن أحمد العازمي عن استيائه من طبيعة الخدمات العامة والتصميم النهائي لمدينة جابر الأحمد الإسكانية، مبينا أنها بلا ماء ولا كهرباء ولا أمن ولا أمان، لافتاً الى أن البيوت التي وزعتها المؤسسة العامة للرعاية السكنية في المشروع لم تكن في المستوى المطلوب.

وكشف العازمي أن "السكنية" طلبت منه التوقيع على إقرار بتسلم بيته (وبحال جيدة) قبل تسلم مفاتيحه، مبيناً أنه فوجئ عند التسلم بعدم وجود قبضات لأبواب المنزل، فضلا عن إقفال الأبواب التي تفتح بالعكس، وذات كفاءة سيئة.

حجم الغرف

واستنكر سوء تصاميم البنيان في المشروع، مبينا أنه انتظر طلبه الإسكاني 18 عاماً، وعند تسلمه لم يكن كما توقع، لافتا الى أن التصميم السيئ قام بتصغير حجم الغرف ومساحة البيت، نظرا لكثرة الأعمدة، مضيفا أن هناك سوءا في التشطيب من ناحية الصبغ، الى جانب أن مناهيل المجاري مساحتها صغيرة بنحو 2 إنش، مما قد يسبب مشكلات مقبلة.

وقال العازمي: الوزير وعدنا في ديوانية ناطر بيت في حضوره خلال يناير الماضي بإيصال التيار الكهربائي الى بيوت مدينة جابر الأحمد الحكومية قطاع N2 في يونيو الماضي، ولم تصل الكهرباء حتى الآن، وحصل تأخير بالحصول على الدفعات تسليم مبدئي، وجعلونا نوقع على تعهد بعدم المطالبة بالكهرباء لحين وصول التيار.

ووصف العازمي المدينة بالمنطقة المقطوعة، وأنها بلا حياة وبلا كهرباء وبلا أمن ولا أمان، مشيرا الى أن العمال يفتحون الأبواب، وهناك نسخة من المفاتيح عند عمال الشركة المنفذة، وفوجئنا بأن هناك بيوتا مسروقة منها "وايرات الكهرباء"، وتقدمنا بعديد الشكاوى إلى "السكنية".

الشوارع بلا إنارة

من جهته، قال المواطن يوسف تقي إن المطلوب من "السكنية" قبل توزيع البيوت على المواطنين، تجهيز البنى التحتية للمدينة على أكمل وجه، مبيناً أن شوارع المدينة بلا إنارة.

وأضاف أن المدينة خالية من رجال الأمن، وبها كثير من العصابات للسرقة، فضلا عن القوارض التي يجب ألا تكون في مدينة سكنية، مبينا أنه لم يسكن في بيته بعد، ولكنه يتردد عليه كل يومين، خوفا من السرقة.

ودعا تقي بلدية الكويت إلى تكثيف جولاتها على المدينة، مشيرا الى أن المدينة بها كثير من الأنقاض، مما يتسبب في تجمع الحشرات والجرذان سريعة التكاثر.

خرير في البيوت

بدوره، هاجم المواطن مزعل الرشيدي "المؤسسة" بقوله إن المدينة مقطوعة وبلا حياة، لخلوها من الماء والكهرباء والأمن، مبينا أن بيته الذي تسلمه أخيرا من المؤسسة به كثير من الخرير الناتج عن سوء التمديدات الصحية، لافتاً الى أنه تقدم بالعديد من الشكاوى، ولكن بلا فائدة.

واستغرب الرشيدي وجود "الخرير" في سقف منزله وجدران الحائط، فضلا عن تشقق أرضية السطح، مبينا أن منزله ناقص المرافق وغير كامل، مقارنة بالمخطط الذي عرضته عليه المؤسسة قبل التسليم، مشيرا الى أن المخزن أحد أهم المرافق في البيت مفقود عند التسليم، وكان موجودا بالمخطط.

وذكر أن بيوت المدينة شهدت الكثير من عمليات السرقة، وذلك لوجود نسختين من مفاتيح البيوت عند الشركة المنفذة و"السكنية"، مبينا أن أسلاك محول الكهرباء مفقودة في الـ"دي بي" الخاص بالكهرباء، والتي تقدر بـ3 آلاف دينار.

وناشد الرشيدي رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، ضرورة النظر في احتياجات سكان مدينة جابر الأحمد لخلوها من الخدمات العامة، مشيرا الى أن ما يحدث في المدينة يعد الأول في تاريخ الكويت من خلال تسليم بيوت من دون كهرباء ولا ماء، وعلى عكس ما كان يعمل به في السابق.

بلا مصداقية

بدوره، طالب المواطن علي الغضروي، أحد سكان المدينة، المؤسسة العامة للرعاية السكنية بالالتزام بالمواعيد مع المواطنين، مبينا أن المؤسسة لا تلتزم بالمواعيد مع المواطنين وبلا مصداقية.

ووصف الغضروي البيت الذي تسلمه من المؤسسة بـ"المأكول"، وعدم بنائه بالشكل المطلوب، وبشكل غير مفيد للأسر الكويتية، مبينا ان تقييمه للمنزل 50 في المئة، ومن المتوقع اعادة بنائه لسوء توزيع المرافق.

وكشف المواطن سعد العتيبي عن تخوفه من تسلم منزله في مدينة جابر الاحمد، مبينا انه لم يتسلم بيته حتى الآن، الا أنه متخوف من الأضرار التي لحقت بجيرانه واصدقائه، مضيفا: "انا مزهب الدوا قبل الفلعه".

وذكر العتيبي: "انا خايف من استلام بيتي، الكهرباء تعبانه والصحي تعبان، عشمونا وصرت ما اهتم"، مبينا انه بانتظار تسلم بيته ليراجع المشاكل الفنية الخاصة بتوصيلات الكهرباء والماء، مضيفا: "مابي اسكن ويطلع خرير، والكهرباء ما فيها لعب".

وقف التنفيذ

وذكر أحد سكان المدينة بدر الناقة أن "وعود وزير الدولة لشؤون الاسكان كلام فقط، وبيوت جابر الاحمد مع وقف التنفيذ"، متسائلا: "هل هناك أحد يسكن المدينة؟"، داعيا إلى ضرورة إنارة الشوارع.

ودعا الناقة المؤسسة الى سرعة توزيع الدفعتين المتبقيتين السادسة والسابعة للمواطنين، متابعا: "عطونا مفاتيح البيوت خلونا نشتغل فيها"، وقيم البيوت الموزعة بالقول: "المساح غلط  وسيئ، والسيجما غلط".

ولفت المواطن بدر المطيري انه استعجل في التخصيص على بيوت مدينة جابر الاحمد، مبينا ان المدينة ادنى من المتوسط، والتمديدات الصحية والكهربائية سيئة، مضيفا انه تبين له خلال تسلمه بيته من المؤسسة ان "البرسلان" في المطبخ مكسور، فضلا عن مساح "السيجما" سيئ جدا.

وعن تقييمه للمدينة، قال المطيري إن مدينة جابر الاحمد منطقة لا مدينة، فالأخيرة يجب ان تكون متكاملة الخدمات، وهذا الامر غير موجود في مدينة جابر الاحمد، مبينا ان المدينة وضع حجر أساسها عام 2005، ومر عليها حتى الآن 10 سنوات، "خالي بلاش" كما وصفها.

مقاضاة المؤسسة

من جهته، افاد المواطن محمد الرشيدي بأنه مجبر على التخصيص في مدينة جابر الاحمد، مضيفا: "مجبر اخاك لا بطل، انتظرت 18 عاما وابنائي بالجامعة ومضطر للسكن في أي مكان، وادفع شهريا 700 دينار"، متسائلا: "ما ذنبي للحصول على بيت غير جاهز بعد طول الانتظار، خاصة اننا في بلد تبني بلدان غيرنا؟".

وقيم الرشيدي بيته بأنه دون المستوى، مبينا ان التمديدات الصحية في البيت سيئة والسيراميك "تعبان"، مضيفا انه سيقاضي المؤسسة لعدم اعطائه ما وعدته به من مميزات في بيت العمر.

دخان أسود

"الجريدة" خلال جولتها في مدينة جابر الأحمد لاحظت اقتراب أحد أجزاء المدينة من محطة للضغط العالي تابعة لوزارة الكهرباء، وتبعد ما يقرب من 500 متر عن البيوت، لاسيما أنها تطرد يومياً دخانا أسود كثيفاً، ما يتسبب في تلوث بيئي ضار على مقربة من بيوت المواطنين.

كفالة بلا فائدة

وصف قاطنو المدينة الكفالة الموجودة من المؤسسة العامة للرعاية السكنية على بيوتهم بأنها بلا فائدة، متسائلين ماذا تفيد الكفالة عند تسلم بيوت بعض مرافقها بها كسور، في ظل وجود الكثير من الشكاوى وعدم وجود تحرك واضح؟

سرقات بلا رادع

كشف عدد من المواطنين لـ"الجريدة" أن المدينة شهدت العديد من حالات السرقة لخلوها من رجال الأمن، معبرين عن خوفهم واستيائهم لكثرة السرقات التي واجهوها بعد تقديم العديد من الشكاوى إلى "السكنية"، إذ قوبلت بالرد إن ذلك ليس من اختصاصهم.

جرذان وكلاب ضالة

عبر عدد من سكان مدينة جابر الأحمد لـ"الجريدة" عن استيائهم لكثرة الكلاب الضالة فيها، ما يسبب تخوفا لدى الكثيرين منهم، ويؤدي إلى عدم استقرارهم وراحتهم في بيوتهم الجديدة، فضلا عن كثرة انتشار الجرذان والتخوف من دخولها منازلهم.

العنزي: تسلمنا بيوتاً مختلفة عن المخطط

كشف رئيس اللجنة الإعلامية لسكان مدينة جابر الأحمد ناصر العنزي أن هناك العديد من المواطنين من سكان قطاع (N2) في المدينة تسلموا بيوتا ناقصة المرافق ومختلفة عما تم الاتفاق عليه خلال عملية التخصيص، مشيراً إلى أن معظم بيوت القطاع ناقصة وبلا مخزن، كما تعهدت المؤسسة بتوفيره داخل البيوت.

وقال العنزي في تصريح خاص لـ"الجريدة" إن الكثير من بيوت القطاع تشهد خريراً للمياه ينتج عن سوء التمديدات الصحية للمنازل، والذي تسبب في تصدع حائط المنازل وتشقق السقف، لافتاً إلى أن العديد من سكان القطاع تقدموا بالكثير من الشكاوى إلى المؤسسة بشأن ذلك... ولا نتيجة مرجوة حتى الآن.

ولفت العنزي إلى أن البيوت المتسلمة في القطاع بلا أسلاك للتكييف، مبينا انه خلال الاستفسار من المؤسسة تبين أن الأسلاك يجب شراؤها على حساب المواطنين الخاص، على الرغم من تمديدها في قطاعات اخرى من المؤسسة، مضيفا ان قيمة الأسلاك مكلفة وتقدر بـ350 دينارا.

وأضاف أن سكان المدينة ينتظرون توفير الخدمات العامة، وعلى رأسها الأمن والأمان والمتمثلة في المدارس، فضلا عن المساجد غير المجهزة.

وتابع أن وزير الدولة لشؤون الإسكان ياسر أبل وعد ابناء المدينة بإيصال التيار الكهربائي إليها في مارس الماضي، ثم تعهد بذلك في يونيو الماضي، إلا أنه لم يصل إلى جميع أجزائها حتى الآن بعد ايصاله لـ375 بيتاً فقط نهاية يوليو من أصل 1475 بيتاً، ما يعني وصول الكهرباء فقط على نحو 30 في المئة من اجمالي البيوت.

مطالبات الأهالي

أجمع عدد من أهالي سكان مدينة جابر الأحمد لـ"الجريدة" على أن لديهم العديد من المطالبات الموجهة إلى المؤسسة العامة للرعاية السكنية برئاسة وزير الدولة لشؤون الإسكان ياسر أبل تمثلت في التالي:

• توزيع الدفعات السادسة والسابعة المتبقية من بيوت مدينة جابر الأحمد مع إعلان موعد توزيعها.

• إيصال الكهرباء والماء إلى جميع بيوت وقسائم ومرافق المدينة.

• الانتهاء من تجهيز المدارس ومركز الشرطة والمستشفى.

• الجمعيات التعاونية ومحطات الوقود.

• إيصال خطوط الهواتف الأرضية.

• دعوة الشركات المتنقلة لتقوية الشبكات والإنترنت.

back to top