ترامب في المقدمة عشية أول مناظرة «جمهورية»

نشر في 05-08-2015
آخر تحديث 05-08-2015 | 00:07
No Image Caption
تنطلق غداً أول مناظرة تلفزيونية لأبرز عشرة متنافسين من الحزب الجمهوري على كرسي الرئاسة الأميركية، ليدخل الحزب رسمياً وشعبياً السباق الرئاسي، مفتتحاً المناقشات الموجهة مباشرة إلى الرأي العام.

وكما يجري التعامل مع البرامج التلفزيونية التي تستحوذ عادة على نسب مشاهدة عالية وإعلانات تجارية، يتوقع لهذه المناظرة التي ستجرى في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو، أن تحظى بمتابعة عالية، مع اشتداد الجدل وحمى المنافسة بين المرشحين.

معظم التعليقات التي سبقت المناظرة أجمع على أنها ستقدم صورة واضحة عن اتجاهات الحزب وانقساماته في ظل وفرة عدد المرشحين.

جون ويفر، أحد مخططي الحزب الاستراتيجيين، شبّهها بسباق «ناسكار» للسيارات، إذ «يتنافس عشرة سائقين يعلمون أن من بينهم واحداً يقود سيارته وهو في حالة سكر».

غني عن القول إن المقصود هو دونالد ترامب، الذي يتربع على قمة الاستطلاعات، بتعليقاته وانتقاداته التي أثارت حفيظة الجناح التقليدي في الحزب، خصوصاً أن خطابه الشعبوي غير المعهود سواء في تعامله مع الجمهوريين أو مع الديمقراطيين، يطرح إشكاليات لا يمكن الرد عليها بخطاب عقلاني.

وعلى رغم من أن الاستطلاعات تظهر تقدمه على منافسيه، فمن المبكر معرفة من هو المرشح الذي سيحجز بطاقة الترشح الجمهورية الرسمية.

أحد المعلقين يقول، إن نصف عدد المرشحين سيبدو غير جدي، وقد يتألق البعض ويسقط آخرون، وفي النهاية قد يقدم اثنان أداءً يفوق التوقعات، من دون أن يعني أنهما سيفوزان بالترشيح.

ويرى آخرون أن خطاب ترامب، الذي استطاع أن يستقطب إعجاب قسم كبير من الجمهور «الجمهوري»، بل يجسد ظاهرة كانت تنمو داخل الحزب وتعكس رفضاً للتغيير وشعوراً متنامياً بأن الحكومة تتجاهل معاناة الطبقة الوسطى من البيض، وتمنح المهاجرين الجدد والمهاجرين غير الشرعيين فرصاً، يعتقدون أنهم أولى بالحصول عليها.

وفي السياسة الخارجية، ترى هذه الشريحة أن الحكومة تبرم اتفاقات مع مَن يعتبرون «أعداء الأمن القومي».

لكن معظم التعليقات تجزم بحصول مفاجآت وتغيير في ترتيب المرشحين، خصوصاً أن مرشحي العيار الثقيل أمثال جيب بوش وسكوت واكر يملكون ماكينة انتخابية وأموالاً كافية وخبرات ميدانية قد تمكّنهم من خوض تكتيكات إعلامية تعيدهم إلى الصدارة.

غير أن قدرات ترامب لا يمكن الاستهانة بها، فقد تمكن من الحفاظ على تقدمه بالرغم من «الهفوات»، وحتى التجاوزات، التي ارتكبها بحق رموز الحزب أمثال السناتور جون ماكين.

ترامب وعد قبل أيام بأنه سيقدم خلال المناظرة التلفزيونية وبعدها برنامجه الانتخابي الكامل داخلياً وخارجياً. وحتى الآن معظم تعليقاته ومداخلاته لا تعدو كونها شعارات، الأمر الذي سعى منافسوه إلى استغلاله عبر اتهامه بأنه لا يملك برنامجاً متكاملاً.

كما يعيب عليه البعض تلونه السياسي، وأنه في كثير من الأحيان يبدو مرشحاً أقرب إلى الحزب الديمقراطي، خصوصاً أنه لم يعلن بعد مواقف واضحة من قضايا كالإجهاض وزواج المثليين، رغم انتقاداته الحادة لإدارة الرئيس باراك أوباما، وخصوصاً برنامجه الصحي المعروف بـ»أوباما كير».   

back to top