«النصرة» توثّق خطف «المدربين»... و«الشام» تنعى الملا عمر

نشر في 03-08-2015 | 00:07
آخر تحديث 03-08-2015 | 00:07
No Image Caption
● «الفتح» يبدأ المرحلة الثانية في الفوعة وكفريا
● «لجان التنسيق» تنسحب من «الائتلاف»
واصلت جبهة "النصرة" استفزاز واشنطن بنشرها شريطاً مصوراً لعملية خطف عناصر "الفرقة 30" المدربة بتركيا في إطار البرنامج الأميركي لتأهيل وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة، في حين نعت شريكتها "أحرار الشام" الزعيم التاريخي لحركة "طالبان" الملا محمد عمر وقدمت التعازي بوفاته.

نشرت جبهة "النصرة" ذراع تنظيم القاعدة في سورية، شريط فيديو وثقت فيه قيامها هذا الأسبوع بخطف مقاتلين سوريين مدربين ضمن البرنامج الأميركي للمعارضة المعتدلة، بعد هجوم شنته على مقر "الفرقة 30" قرب مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي أسفر عن مقتل 27 من الطرفين.

وفي الشريط، الذي بثته أمس الأول على قناتها في موقع "يوتيوب" بعنوان "جنود جبهة النصرة يبدؤون عملية عسكرية تهدف لمنع تمدد الذراع الأميركية في الشمال السوري"، يظهر خمسة رجال يمشون في أحد الحقول خلف بعضهم ويضعون أيديهم فوق رؤوسهم ويحيط بهم رجل مقنع وآخر مسلح. وقال أحد المختطفين المفترضين أمام الكاميرا إنه تم تجنيده من قبل الأميركيين عبر وسطاء ليتم تدريبه خلال شهر ونصف الشهر في أحد معسكرات التدريب في تركيا، مؤكداً أن المتدربين تلقوا بندقية ومبلغاً من المال كي يأتوا "لمحاربة النصرة" في سورية.

كما أكد رجل ملثم عرف عن نفسه بأنه أحد عناصر "جبهة النصرة" أن المجموعة الجهادية "قطعت يد الغرب وأيدي الأميركان في بلاد الشام" باختطافها للمقاتلين. وأضاف أن "تعاونهم مع الغرب واضح"، مشيراً إلى أن المقاتلين ساعدوا طيران الائتلاف الدولي على ضرب مواقع الجبهة.

«الشام» والملا

بدورها، نعت حركة "أحرار" الشام الإسلامية وفاة زعيم حركة "طالبان" الملا محمد عمر، معبرة عن "بالغ التعازي".

وقالت الجماعة، في بيان نشرته عبر الإنترنت أمس الأول باللغة العربية، إن زعيم طالبان الراحل "ذكرنا من جديد بمعاني الجهاد والإخلاص وعلمنا "كيف تبنى الإمارة (الإسلامية) في قلوب الناس قبل أن تصبح واقعاً على الأرض".

يأتي البيان بعد أن كتبت أحرار الشام مقالات رأي الشهر الماضي نشر أحدها في صحيفة "واشنطن بوست" ونشر آخر في صحيفة "ديلي تيليغراف" البريطانية قدمت فيها نفسها كحركة وطنية سورية تنأى بنفسها عن المجموعات الجهادية العابرة للحدود، ومؤكدة أنها ستحمي الأقليات في سورية.

وتعد "أحرار الشام" جزءاً من تحالف عسكري في سورية يسمى جيش "الفتح" يضم أيضاً جبهة "النصرة". كما حاولت الحركة التمييز بينها وبين "القاعدة" لكنها حذرت الغرب من توقع تشكيل حركة سياسية سنية "على معيار الليبرالية الغربية".

عمليات كفريا والفوعة

وعلى الأرض، أعلنت فصائل "الفتح" أمس بدء المرحلة الثانية من عمليات الفوعة وكفريا، "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به"، موضحة في بيان أنه "تتمة لنصرة المحاصرين في الزبداني تحت قصف النظام الأسدي وميليشيات إيران، وغياب أي ضغط دولي لمنع هذه الجهات من ارتكاب المجازر بحق المدنيين، قررت قيادة غرفة عمليات جيش الفتح بدء المرحلة الثانية من عمليات الفوعة وكفريا ليعلم النظام وحلفاؤه أن أرض سورية واحدة لا تتجزأ، فما يحدث في الزبداني يخص سورية كلها، وآلام الزبداني ستعيشه ميليشيات النظام ومرتزقة إيران التي معه في الفوعة وكفريا، ولن نوقف تقدمنا بإذن الله حتى يتوقف الهجوم على إخواننا في الزبداني".

قتلى يوليو

في غضون ذلك، وثق المرصد السوري استشهاد ومصرع ومقتل 4834 شخصاً، خلال شهر يوليو من العام الجاري، موضحاً أن عدد الشهداء المدنيين بلغ 1021 بينهم 231 طفلاً دون سن الثامنة عشر و159 مواطنة فوق سن الثامنة عشر و587 من الفصائل الإسلامية و587 من الفصائل المقاتلة والوحدات الكردية من الجنسية السورية و744 من قوات النظام و695 من اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني والمخبرين الموالين للنظام.

لجان التنسيق

سياسياً، أعلنت لجان التنسيق المحلية، أحد المكونات الرئيسية في المعارضة السورية في المنفى، أمس الأول انسحابها رسمياً من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بسبب "صراعات داخلية على المكاسب والأهداف الشخصية لبعض المنتمين للائتلاف".

وقالت لجان التنسيق، في كتاب إلى "الائتلاف"، إنها "قررت الانسحاب رسمياً، بعد أن كانت علقت مشاركتها في أي من فعالياته منذ نهاية العام الفائت"، متهمة لجانه باعتماد "آليات لم تأخذ أي منحى مؤسساتي في العمل، واعتمدت بدلاً من ذلك على التكتلات المرتبطة بعوامل وقوى خارجية، كانت السبب الأهم في نشوء صراعات داخلية على المكاسب والأهداف الشخصية لبعض المنتمين للائتلاف".

وذكرت اللجان، في رسالتها بأنها كانت "أحد المؤسسين في تشكيل هذا الجسم السياسي، الذي كنا نأمل أنه سيعبر عن طموحات الشعب السوري ومبادئ ثورته، ويسير به نحو تحقيق طموحاته التي دفع لأجلها أثماناً خيالية".

(دمشق - أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top