الكويت تطوي ربع قرن على الغزو الغاشم

نشر في 02-08-2015 | 00:01
آخر تحديث 02-08-2015 | 00:01
No Image Caption
مدرسة للوحدة الوطنية والنضال في مواجهة التحديات
تصادف اليوم ذكرى ربع قرن على الغزو العراقي الغاشم للكويت، الذي قدم خلاله الكويتيون للعالم أمثلة تحتذى في وحدتهم الوطنية، وأثبتوا أن ترابطهم عصي على الكسر، وتلاحمهم في وجه المتربصين بهم لا يلين، وتكاتفهم يزداد قوة كلما ازدادت المحنة شدة، مما جعل من الكويت مدرسة للوحدة والتآزر والدفاع عن الوطن.

فمع اللحظات الأولى للغزو في الثاني من أغسطس عام 1990 تجلت أواصر الوحدة والأخوة والترابط بين الكويتيين، الذين أثبتوا بعد ربع قرن في محنة تفجير مسجد الإمام الصادق أنهم صامدون على قلب واحد ويد واحدة ولسان واحد.

ففي ذلك الصباح المشؤوم للغزو، وكعادة الكويتيين في الأزمات بوقوفهم وتعاضدهم وتعاونهم بدأت الاتصالات الهاتفية بين الأهالي والأقارب للاطمئنان بعضهم على بعض، وأخذ الجيران يطرقون أبواب جيرانهم للوقوف صفاً واحداً للخروج من هذه المحنة.

وشكلت الديوانيات غرف اجتماعات لأهالي «الفريج» لكي يتعرفوا على أخبار واحتياجات الأهالي في صورة رائعة من صور التعاضد الوطني والأخوي.

وطال أمد أزمة الاحتلال لسبعة أشهر عجاف ضرب خلالها الشعب الكويتي أروع معاني اللحمة الوطنية التي أبهرت العالم، رغم قلة عدد هذا الشعب الذي يعيش حياة رغيدة بفضل الله تعالى، حيث امتهن أبناؤه خلال المحنة الكثير من المهن كخبازين وعاملي نظافة، ليقدموا خدماتهم التطوعية لأهالي الكويت جميعاً.

ويقف «بيت القرين» شاهداً ورمزاً على التضحية البطولية للشباب الكويتيين الذين استشهدوا فيه، وكانوا من جميع أطياف المجتمع الكويتي وقدموا أرواحهم فداء لوطنهم، واختلطت دماؤهم لتروي أرضهم مقاومين المحتل، ومقدمين أروع الأمثلة على الوحدة الوطنية.

كما التف الشعب الكويتي كله حول قيادته الشرعية، وهو ما أكده مؤتمر جدة الشعبي الذي عقد في المملكة العربية السعودية الشقيقة في أكتوبر عام 1990 ليظهر الشعب والقيادة تمسكهم بنظام الحكم الذي اختاروه منذ نشأة البلاد وارتضته الأجيال، مؤكدين ألا تفاوض على سيادة الكويت واستقلالها وسلامة أراضيها ما استوجب إعجاب العالم بأسره بهذا الموقف الواحد والمتماسك.

وأكد أبناء الكويت في الخارج هذا التماسك والتعاضد من خلال اللجان التي عملت على إبراز القضية والحق الكويتي في جميع المحافل الدولية، والقيام بالمسيرات التعريفية بالحق والشرعية الكويتية في عدد كبير من العواصم العالمية في جميع القارات.              (كونا)

back to top