طريق عبدالناصر... نموذج لشبكة المستقبل

نشر في 01-08-2015 | 00:06
آخر تحديث 01-08-2015 | 00:06
رمضان لـ الجريدة.: 58% نسبة الإنجاز وعدد الحارات يصل إلى 12 في بعض المواقع
أكدت وزارة الأشغال العامة أن مشروع تطوير شارع جمال عبدالناصر يعد أحد مشاريع التنمية الكبرى التي تنفذها الوزارة وفق أحدث المعايير العالمية.

يشكل مشروع تطوير شارع جمال عبدالناصر أحد النماذج الفريدة للطرق المستقبلية في البلاد والتي تساهم في حل جذري لأزمة الاختناقات المرورية التي تشهدها البلاد حاليا فضلا عن ان المشروع بصيغته المستقبلية من شأنه ان يلبي متطلبات زيادة الحركة المرورية والتعامل بانسيابية مع المناطق السكنية والخدمية الجديدة في البلاد.

وفي هذا السياق أكد مدير المشروع المهندس محمود رمضان أن أعمال المشروع تسير بشكل سريع حيث وصلت نسبة الإنجاز إلى 58% بكلفة إجمالية للمشروع بلغت 242.420 مليون دينار.

وقال رمضان في لقاء مع "الجريدة" ان تطوير شارع جمال عبدالناصر مشروع لإنشاء وإنجاز وصيانة طرق وممرات علوية وصرف صحي ومجاري مياه الأمطار بالإضافة إلى الخدمات الأخرى للطريق.

وأشار إلى أن وزارة الأشغال العامة تقوم بتنفيذ المشروع لتحويل الشارع القائم إلى طريق سريع متعدد الأدوار يمتاز بمقاييس الطرق السريعة العالمية ليكون بدوره أحد أضخم مشاريع البنية التحتية على الصعيد الدولي في المنطقة، ويأتي ذلك وفقا لالتزامات الوزارة بتلبية احتياجات البنية التحتية القائمة والمستقبلية في الكويت.

وبين أن من أهداف المشروع الاستراتيجية رفع القدرة الاستيعابية المرورية للطريق وترقية مستوى الأمان والسلامة المرورية، مما يؤدي إلى خفض نسب الحوادث والتقليل من الازدحام المروري بشكل كبير.

الموقع

وأشار رمضان إلى أن المشروع يقع في المنطقة الغربية لمدينة الكويت التجارية "العاصمة"، ويمتد من دوار بوابة الجهراء "دوار الشيراتون" حتى شرق منطقة غرناطة شمال العاصمة، ويعد المشروع بمثابة البنية التحتية للعديد من الجهات الحكومية والتعليمية والصحية وغيرها، ومن تلك الجهات جامعة الكويت، والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، والمستشفيات الرئيسية الواقعة بالمنطقة المحاذية للطريق، إضافة إلى مؤسسة الموانئ الكويتية، وسوف يساهم في تسهيل حركة الوصول والخروج من وإلى تلك الأماكن من خلال الفصل بين المسارات المرورية المختلفة العابرة والمحلية.

المراحل

أوضح أنه نظرا لطبيعة المنطقة والمعدل العالي للتدفق المروري عليها، فقد تم تقسيم أعمال تنفيذ المشروع إلى خمس مراحل تتم مباشرتها بطريقة متزامنة بهدف تجنب الازدحام المروري في أوقات الذروة وتسهيل حركة الدخول والخروج من وإلى كافة المناطق والخدمات القائمة على جانبي الطريق.

وقال: المرحلة الأولى تبدأ من طريق الدائري الأول "قصر السلام" وتنتهي عند طريق المطار، والمرحلة الثانية تبدأ من دوار مستشفى الصباح وتنتهي عند منطقة غرناطة باتجاه منطقة الصليبيخات، والمرحلة الثالثة تبدأ من تقاطع مستشفى الرازي وتنتهي عند تقاطع طريق الغزالي، والمرحلة الرابعة تبدأ من طريق المطار وتنتهي عند تقاطع طريق الغزالي، والمرحلة الخامسة عند تقاطع طريق الغزالي فقط.

الأعمال

وأشار إلى أن مشروع تطوير شارع جمال عبدالناصر في مرحلتيه التصميمية والتنفيذية يعتبر ذا قيمة هندسية عالية جدا حيث تطلب خبرات محلية وعالمية كبيرة لتقوم بالإشراف على الأعمال بالتقنيات العالمية المستخدمة، كما أن القيمة الهندسية العالية للمشروع تتمثل أيضا في حجم الأعمال الضخمة والمختلفة فيه سواء كانت أعمالا إنشائية أو نقلا أو تحسين مرافق وخدمات أو أعمال الطرق المؤقتة والتحويلات المرورية أو صب قطع الجسور في ساحة الصب لاسيما أن بعضا من تلك الأعمال يتم تنفيذه بتقنيات حديثة ومبتكرة بواسطة آلات هائلة منها الرافعات الآلية لنقل وتركيب وحدات الجسور.

ولفت إلى أن الأعمال تتضمن أعمال إنشاء طريق علوي بطول 2.7 كم يشمل 3 تقاطعات ويستوعب تسيير 5 حارات مرورية لكل اتجاه شاملة لحارة الأمان ومنحدرات للمداخل والمخارج بطول إجمالي يصل إلى 8 كم بعدد ۱ إلى٢ من الحارات المرورية، وسيتم تشييد تلك الجسور والتقاطعات عن طريق الرافعات الآلية الحديثة بوسيلة التركيب القطعي وتقنية تركيب البحور الكاملة بالتوالي (span by span)، التي تعد أحدث تقنية للتركيب القطعي والاكثر سرعة وفعالية من حيث الخطوات وسير عمليات التركيب.

وأضاف: كما تشمل الإنشاءات نفقا يتقاطع مع طريق الدائري الثاني بطول 716 مترا وعرض 34 مترا ويتألف من 4 حارات شاملة لحارة الأمان وذلك لكل اتجاه ويعلوه دوار لحركة المرور العابرة بالاتجاهين، لافتا إلى أن المشروع تضمن كذلك تعيين وتجهيز ساحة "للصب والإجهاد المسبق" وذلك لتصنيع ومعالجة وإنتاج حوالي 8600 وحدة من قطع الجسور والتي تم تأسيسها في منطقة الدوحة تبعد عن مواقع العمل وعن الوحدات السكنية لضمان أقل نسبة من الازعاج ومن الإعاقة لحركة المرور على الطريق.

وتابع: أما عن أعمال الطرق فسيتم تطوير الطريق الأرضي القائم ذي الحارتين بكل اتجاه ليصبح طريقا سريعا بطول إجمالي يصل إلى حوالي 10 كم يتراوح عدد حارات الاتجاه الواحد فيه بين الأربع والخمس حارات شاملة لحارة الأمان بالإضافة إلى تزويده بتسع دوارات بديلة عن الإشارات المرورية لضمان نسبة أكبر من الانسيابية للتدفق المروري.

المميزات

وأوضح رمضان أن من مميزات المشروع بلوغ المساحة الإجمالية لمسطح الطرق الأرضية والعلوية في مشروع جمال عبدالناصر إلى 760 ألف متر مربع، إضافة إلى أن عدد الحارات فيه في بعض المواقع يصل إلى 12 حارة بالاتجاهين، ويحوي في انشاءاته حوالي مليون متر مكعب من الخرسانة المسلحة، لافتا إلى أن الطول الإجمالي للأوتاد 149000م، وحجم إجمالي القواعد 140000م٣، وحجم إجمالي الأعمدة 124000م٣، موضحا أنه من العناصر الأساسية التي تعكس ضخامة الأعمال في المشروع تشييد مجموعة كبيرة من الجسور والمنحدرات بحرفية عالية والتي يصل طولها الإجمالي معا إلى 22.666 كيلومترا.

ولفت إلى أن انشاء التحويلات المرورية في المشروع تتم بالمعايير الهندسية العالمية المطابقة للشروط من حيث الامن والسلامة والإشارات الضوئية وتصميم المنحدرات الملائمة لسرعة السائقين وبدون تفرقة بين تنفيذه وتنفيذ الطريق الجديد بلا استثناءات مما يضمن أعلى مستوى للطريق.

الإنجازات

أما عن إنجازات المشروع فقال رمضان: على صعيد الأعمال الإنشائية وأعمال تحويل الطرق ونقل وتحسين المرافق، تقدمت خطوات التنفيذ في المشروع بشكل سريع فوصلت أعمال الأساسات الخرسانية الى 2838 كما أنه تم إنجاز جميع خوازيق الاختبار في جميع المراحل الأخرى للمشروع، ويتم صب 275 من قواعد الأعمدة وتجهيزها بالكامل وذلك لصب الأعمدة الخرسانية التي تم تشييد 235 منها بالإضافة الى 132 من الكمرات التي تتكون من قطع الركائز الرئيسية حيث ينطلق منها تركيب قطع الجسور مسبقة الصب والإجهاد. وقال: من أبرز الإنجازات الإنشائية انطلاق اثنتين من الرافعات المعلقة العملاقة والآلية المتحركة لتركيب قطع الجسور من اجل استكمال أعمال تركيب الطريق العلوي المكون من قطع الجسور مسبقة الصب والإجهاد حيث تم تشييد حوالي 4.6 كم من 7.2 كم (حوالي 64٪) من طريق جمال عبدالناصر العلوي بأحدث وأسرع التقنيات المستخدمة عالمياً في بناء الجسور، والذي يتكون كل سطح منه من 9 إلى 12 قطعة خرسانية مسبقة الصب والإجهاد، من خلال رفع جميع القطع، التي يبلغ وزن كل منها حوالي ٩ أطنان، مشيرا إلى أن المتعهد قام بإنتاج أكثر من 6309 قطع من إجمالي 8600 من قطع الجسور التي يتم تصنيعها وتخزينها في ساحة الصب والإجهاد المسبق في منطقة الدوحة.

وأوضح رمضان أن تشييد عناصر المشروع الضخمة وشبكاته المميزة، التي ستحل الأزمة المرورية القائمة، تتم وسط تحديات كبيرة، في مقدمتها ضيق مساحات العمل ما يتطلب التنسيق مع الجهات المعنية فيها بشكل دوري خلال التنفيذ حسب حاجة العمل وحاجة الموقع، مؤكدا أن تقدم سير الأعمال بالمشروع يتطلب مجموعة من الإجراءات الداخلية التي تشمل الدورات المستندية الدقيقة والحصول على الموافقات والاعتمادات اللازمة والخاصة بكل جهة لها خدمات تقع ضمن حرم الطريق المقترح للمشروع، لافتا إلى أن وقوع المشروع في منطقة حيوية مأهولة بالسكان ومساحات العمل الضيقة استوجبت الحرص على التنبيه على المقاول بإنجاز العمل بأقل نسبة من الإزعاج.

وأضاف: من التحديات كذلك الكثافة المرورية الكبيرة على الطريق القائم نظرا لوجود المستشفيات والجامعات والمعاهد الجديدة، إضافة إلى إجراءات شحن المعدات والآلات الكبيرة المستقدمة من الخارج وعمليات اعتمادها وإدخالها، وعوامل الطقس وغيرها التي تؤثر نسبيا على عمليات صب الخرسانات والإنتاجية في الموقع.

معالم الطريق

وأوضح رمضان أن المناطق التي بدأت معالمها في الظهور تتمثل في الطريق العلوي بامتداد الطريق، وتقاطع الدائري الثاني، واعمال النفق في شارع المستشفيات، وتشييد المنحدرات في "المرحلة الثانية من المشروع" وإنشاءات تقاطع الغزالي (تشييد الأعمدة).

التزام بالجوانب البيئية للمشروع

أكد رمضان أن وزارة الأشغال العامة تقوم بتقديم الدراسات البيئية اللازمة إلى الهيئة العامة للبيئة بشكل دوري وبما يفوق المتطلبات، وتم ذلك منذ بدء أولى خطوات التصميم بالمشروع في عام ٢٠٠٩ ويستمر حتى تاريخه، بحيث تتضمن الدراسات مجمل التفاصيل عن آليات العمل في جميع مراحل المشروع ضمن إطار الاشتراطات والضوابط البيئية المسموح بها والمعتمدة من الهيئة ويتم تنفيذ أعمال المشروع في الموقع ضمن الاشتراطات والمعايير البيئية التي يتم وضعها وتطويرها بشكل دوري من قبل الهيئة العامة للبيئة.

وأضاف ان المشروع اشترط تعيين مقاول باطن متخصص ومعتمد لدى الهيئة لرفع تقريره الشهري الذي يتم مراجعته من قبلها، ويشمل التقرير سجل المراقبة اليومية لمنطقة المشروع من خلال الزيارات اليومية والقياسات الميدانية لتحديد مصادر التلوث في الهواء والضوضاء في البيئة الخارجية، والضوضاء في بيئة العمل، والمياه الجوفية، ومياه الصرف الصحي، والمخلفات الصلبة والسائلة وذلك للتأكد من توافر جميع المتطلبات ومن ثم اقتراح أفضل السبل للحد منها بالتعاون مع الجهاز الاستشاري، لافتا إلى أنه سيتم تعويض نسبة كبيرة من التشجير والتحضير الذي فقد أثناء عملية التنفيذ وتجميله وفقا للمعايير العالمية.

وتابع: تراقب الوزارة عن كثب الأعمال الجارية في هذا المشروع وتحرص دائما على توجيه المقاولين والاستشاريين القائمين على المشروعات بتوخي كافة الاحتياطات البيئية والمحافظة على أمن وسلامة العاملين في المشروع قبل غيرهم، مما يعني أن الوزارة تحرص على أن تكون مشروعات مطابقة لجميع المواصفات لجميع الهيئات والوزارات في دولة الكويت لما له من انعكاس على الأفراد وذلك من خلال، تعيين مختبر متنقل لقياس الانبعاثات والملوثات وتعيين عيادة متنقلة لسلامة العاملين وعيادة خاصة مجهزة بالكامل في ساحة الصب المسبق، وتقديم محاضرات وتدريبات دورية عن الامن والسلامة للعاملين، واجراء مسابقات تحفيزية لأفضل عامل اتبع ارشادات الامن والسلامة، وتطبيق المعايير العالمية على كافة العاملين والزائرين لمواقع العمل من حيث الخوذ والسترات وكذلك اللافتات والحواجز والاشراف.

back to top