العيسى والصبيح وضجيج النواب

نشر في 01-08-2015
آخر تحديث 01-08-2015 | 00:01
 حمدة فزاع العنزي عجيب منطق لصوص الوطن، فسرقاتهم لا تقتصر على الأموال والأراضي، إنما تعدت إلى عقول الآخرين وضمائرهم، فهي تحارب تصحيح المسار ومن يسعى إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه في مجال عمله، إذ يُهدَّد بالاستجواب كل من يسير في نهج إصلاحي حقيقي، ويحارب فساد من سبقه وفساد بعض الديناصورات التي تتخفى خلف الخبرة والأقدمية.

 فهل أمست الاستجوابات الفزاعة التي تخيف الوزراء؟ لا أعتقد ذلك، فمن هو على يقين بأنه في الطريق الحق لا يخاف لومة لائم ولا تهديد نائب، ولا يهاب سياسة ليّ الذراع والتهديد التي يتبعها النواب لكل من يحاول أن يصلح ما أفسده الدهر في وزارته، فالتهديدات ما هي إلا وسيلة إرضاخ للنزول عند مصالح النائب الشخصية والانتخابية والتكسبات التي يحصدها لناخبيه.

د. بدر العيسى وزير التربية بادر بالإصلاح في محاربة أهم مرض وفساد في وزارته، وهو الشهادات الوهمية التي أصبحت تجارة ومكسبا للوهميين، من سهولة الحصول عليها واعتمادها بطرق غير واضحة المصدر، فحارب الفساد المستشري والمستفحل في جسد التربية والتعليم العالي، لذلك يهدده النواب بالاستجوابات ويضعون عراقيل وحواجز لإيقاف مسيرته وتحطيمه لكهوف الوهم والفساد.

كذلك محاولاتهم لتهديد الوزيرة هند الصبيح التي تحاول جاهدة لإصلاح هذه الوزارة التي يعدّ من دخلها مفقودا ومن خرج منها مولوداً، وتسعى إلى إيقاف السرقات والتعديات التي فاقت كل التوقعات في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، سواء سرقات مالية أو تعدّ وظيفي لغير المستحقين فيها.

 وعلى الرغم من خطورة هاتين الوزارتين وأهميتهما في الدولة فإن بعض النواب يسعى إلى عرقلة حركة العيسى والصبيح فلماذا يا نوابنا؟ هل استفقتم من السبات البرلماني والإجازة البرلمانية؟

العجيب أن من يطالب ويهدد ويرعد بالاستجواب لم نسمع أو نر صورته وطلّته البهية إلا بإعلان بدء إجازة دور الانعقاد البرلماني للمجلس، فهل هذه الصحوة هي صحوة ضمير الأمة أم صحوة قرب الانتخابات القادمة؟

كم نتمنى أن يعود نوابنا إلى سباتهم ويتركوا من يريد الإصلاح للإصلاح والتعديل، وكفاكم تقريعا وترهيبا بالاستجوابات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل هي مجرد بهرجة ومضيعة للوقت.

back to top