تركيا تغرق في «حرب الإرهاب» وتركز على المقاتلين الأكراد

نشر في 31-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 31-07-2015 | 00:01
No Image Caption
غرقت تركيا في حرب مفتوحة مع المتمردين الأكراد، الذين يردون بهجمات دامية على غارات جوية يومية تستهدف قواعدهم الخلفية، تاركة الأميركيين في الخطوط الأمامية في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وفي هجوم يعتبر الأكثر دموية منذ اندلاع موجة العنف الجديدة بين الطرفين في 20 يوليو الجاري، قتل ثلاثة جنود أتراك صباح أمس في كمين نسبه الجيش لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد ذات الغالبية الكردية، موضحاً أن قافلة عسكرية وقعت في الكمين خلال قيامها "بعملية أمنية" في محافظة شرناق المحاذية لسورية والعراق.

وفي اليوم ذاته، توفي شرطي ومدني متأثرين بإطلاق مسلحين للنار على مقهى في مدينة تشينار كان يجلس فيه الشرطي وإلى جواره المدني.

وقبل ساعات، شنت طائرات "إف-16" تركية غارات جديدة ضد مواقع لحزب العمال الكردستاني في معقله في جبال شمال العراق، حيث توجد هيئة أركان الحزب، فضلاً عن مواقع أخرى في تركيا في هجمات باتت يومية منذ هجوم سوروتش الانتحاري الذي نسبته السلطات الى "داعش" وأسفر عن مقتل 32 شخصاً من الموالين للقضية الكردية.

وفي المقابل، تتواصل الهجمات رداً على الغارات ما أدى خلال الأيام العشرة الماضية إلى مقتل 11 عنصرا من القوات الأمنية على الأقل، ينقل التلفزيون الحكومي يومياً جنازات رسمية لـ"الشهداء" ضحايا هجمات حزب العمال الكردستاني. كذلك سجلت حوادث اختطاف لشرطيين، أحيانا مع عائلاتهم، يضاف اليها الهجمات المتكررة على مراكز الشرطة.

وفي حين كتبت صحيفة "حرييت" في افتتاحيتها أمس ان تركيا تجد نفسها غارقة "في كابوسها المتكرر المتمثل بالقضية الكردية"، اعتبر الرئيس رجب طيب اردوغان انه من "المستحيل" مواصلة عملية السلام مع المتمردين الاكراد أو "التراجع في الحرب ضد الارهاب"، واضعا حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الاسلامية في الخانة ذاتها.

وأجبر هجوم سوروتش انقرة على تبديل موقفها والانضمام للحملة ضد الجهاديين بعدما اتهمت وقتا طويلا بالتغاضي عنهم. وفي هذا السياق، تجاوبت تركيا أمس الأول مع طلب ملح لواشنطن وسمحت لها باستخدام قاعدة انجرليك الجوية في جنوب البلاد في اطار عمليات التحالف الدولي ضد "الدولة الاسلامية". كما بدأت انقرة بشن غارات ضد مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في سورية.

ولكن من الجهة التركية، تبدو الاولوية للحرب ضد حزب العمال الكردستاني. وخلال اسبوع، شن الجيش التركي عشرات الغارات الجوية ضد مواقع لحزب العمال الكردستاني، ولم يعلن سوى عن ثلاث غارات ضد تنظيم الدولة الاسلامية في 25 يوليو الجاري.

الى ذلك، فان من بين 1300 شخص اعلنت السلطات أمس الاول عن توقيفهم منذ 20 يوليو 847 شخصا اوقفوا للاشتباه بعلاقتهم بالمتمردين الاكراد و137 آخرين للاشتباه بارتباطهم بـ"داعش".

أما على الصعيد السياسي، يهاجم الرئيس التركي والحكومة المحافظة بدون توقف رئيس حزب الشعب الديمقراطي، المؤيد للاكراد، صلاح الدين دمرداش باتهامه بـ"تهديد الأمن القومي" لرفضه ادانة حزب العمال الكردستاني. ورد دمرداش بالقول ان "اجواء الفوضى القائمة حالية وجدت عن قصد في اطار الانتخابات المرتقبة".

وحزب الشعب الديمقراطي، الذي حصد 13 في المئة من الاصوات في انتخابات السابع من يونيو وبات يشغل ثمانين مقعدا في البرلمان، تسبب الى حد كبير في خسارة حزب العدالة والتنمية الغالبية المطلقة للمرة الاولى منذ 2002.

وبحسب المعارضة، فان اردوغان يحاول ان يفعل ما بوسعه لإضعافه قبل الاعلان عن انتخابات تشريعية جديدة. كذلك اتهم حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي ديمقراطي) الذي يعتبر القوة الثانية في البرلمان، الحكومة بأنها تساهلت فترة طويلة مع الجهاديين.

وقال النائب عن اسطنبول مراد اوزشليك إن "حقيقة عدم وجود اي مبادرة (ضد الجهاديين) فضلا عن غض السلطات طرفها يعني ان تركيا كانت تشكل دعما لتنظيم الدولة الاسلامية".

(أنقرة، إسطنبول - أ ف ب)

back to top