صالون «التجارة»

نشر في 31-07-2015
آخر تحديث 31-07-2015 | 00:01
 أ. د. فيصل الشريفي معالي الوزير هل تعلم أن مراجعي تلك الوزارة يبدؤون يومهم بثلاث ساعات على الأقل، وذلك لاستلام أرقام الدخول من موظفي الأمن بدلاً من موظفي الوزارة؟ وهل تعلم أن المراجعين يصلون في هذا الوقت المبكر ويحملون معهم طروداً من المشغولات الذهبية الثمينة التي تقدر بآلاف الدنانير دون أن تكون هناك حماية لهم؟

جرت العادة أن تقوم إدارة العلاقات العامة بتعليق صور الوزراء السابقين وقد كُتب عليها الفترة التي قضاها كل منهم ما عدا صورة الوزير الحالي التي تبين فقط تاريخ توليه للمنصب، وقد تكون وزارة التجارة من ضمن أكثر الوزارات التي تعلق تلك الصور على حائطها.

هذه الصور قد ينظر لها البعض على أنها من باب «البريستيج»، لكن الحقيقة التي أتمنى على الأخ وزير التجارة الحالي أن يراها من تلك الصور الإنجازات التي حققها من سبقه، والأسباب التي من أجلها أقيل أو استقال أي منهم، والأهم من ذلك الأسباب التي دفعته لذلك.

وزارة التجارة تختلف عن غيرها من الوزارات كونها المسؤولة عن تنظيم كل شيء في القطاع الخاص ومراقبته، فلا يمكن لأحد مزاولة أي نشاط تجاري مهما صغر حجمه دون أن يحصل على ترخيص منها، وهي المسؤولة عن ضبط الأسعار، وبركاتها داخلة في كل بيت من خلال بطاقة التموين، ومع هذا إذا صعد وزيرها المنصة لا يعرف «طقاقه» من كثر تداخل المصالح.

معالي الوزير استجواب الدكتور المدعج ليس ببعيد، ومادة الاستجواب وأسبابها ما زالتا كما هما، ولا أعتقد أنك ستُترك في حالك إن لم تبادر بمعالجة جذرية وناجعة من خلال متابعتك لكل الأسئلة البرلمانية التي قدمها زملاؤك النواب لزميلك الوزير السابق، فحتى لو سقطت من الناحية الدستورية لكنها من الناحية الإدارية والفنية ما زالت قائمة.  

معالي الوزير لقد تعرضت في مقالي السابق إلى إحدى الإدارات التابعة لك، وهي إدارة المشغولات الثمينة، وكيفية إدارتها وتعاملها مع المراجعين والموظفين، ولتكون الصورة واضحة لمعاليك ما عليك إلا أن تفتح الملف الذي حوّله الوزير السابق إلى النيابة، ولماذا ألقى الدكتور المدعج أمر النقل التعسفي لبعض الموظفين، ولماذا شكل فريق متابعة لشكاوى المراجعين، وكيف كان يتعامل معهم أحد المسؤولين دون مراعاة لأبسط قواعد المهنية والإنسانية، والأمثلة كثيرة ومتعددة ويمكن أن أزود مكتبك بها إن أردت.  

معالي الوزير هل تعلم أن مراجعي تلك الوزارة يبدؤون يومهم بثلاث ساعات على الأقل، وذلك لاستلام أرقام الدخول من موظفي الأمن بدلاً من موظفي الوزارة؟ وهل تعلم أن المراجعين يصلون في هذا الوقت المبكر ويحملون معهم طروداً من المشغولات الذهبية الثمينة التي تقدر بآلاف الدنانير دون أن تكون هناك حماية لهم؟

معالي الوزير زيارة مفاجئة من معاليك في ساعات الصباح الباكر، وقبل مباشرة الموظفين لأعمالهم، ستكشف لك الكثير، وستتعرف على نوع الخدمة التي تقدمها إدارة المشغولات الثمينة لأصحاب الورش ومحلات الذهب بعد أن رفعت رسوم الدمغ إلى عشرة أضعاف، وستعلم معاليك أن هذه الإدارة هي الوحيدة ضمن كل الإدارات التابعة لوزارتك التي حصل كل موظفيها على امتياز دون مراعاة لبنود التقييم التي أقرها ديوان الخدمة المدنية، ما عدا اثنين فقط!

أخيراً أتمنى لمعاليك التوفيق في رفع الظلم إن وجد وأن ترجع الحق لأصحابه.

ودمتم سالمين.

back to top