السلّ: هل أخضع لفحص؟

نشر في 31-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 31-07-2015 | 00:01
No Image Caption
لا شك أن القضاء نهائياً على السل خطوة مفرحة، إلا أنها لم تتحقق. صحيح أن الحالات الجديدة السنوية في الولايات المتحدة في تراجع مستمر منذ 20 سنة، لكننا شهدنا عام 2013 نحو 9500 حالة جديدة. بالإضافة إلى ذلك، لا يزال السل يمثل مشكلة حول العالم، وخصوصاً في العالم النامي. ففي عام 2013، شهد العالم 9 ملايين حالة جديدة من السل ونحو 1.5 مليون حالة وفاة جراء السل.
عدوى في الرئتين

السل مرض معدٍ سببه نوع محدد من البكتيريا. تظهر العدوى عادة في الرئتين، إلا أنها قد تتفشى إلى أجزاء أخرى من الجسم. يُعتبر السل معدياً جداً. فمن الممكن لمن يعاني عدوى رئوية ناشطة أن ينشر البكتيريا من حوله بالسعال عبر الهواء الذي يتنفسه الآخرون.

عندما تدخل بكتيريا السل رئة الإنسان للمرة الأولى، لا تسبب عادة أي عوارض، بل تكتفي بالتمركز في الرئة. وقد تظل فيها من دون أن يلاحظ المريض وجودها طوال عقود. ومن ثم تبدأ فجأة بالتكاثر والانتشار، ما يجعل الشخص مريضاً جداً.

تهدف الفحوص التي يريد الطبيب أن تخضع لها إلى معرفة ما إذا كانت البكتيريا قد دخلت خلسة إلى رئتيك. وإذا صح ذلك، فقد «تستيقظ»، تتكاثر، وتجعلك مريضاً في المستقبل. ولكن بمعالجتها اليوم، في مرحلة لم تسبب لك بعد أي عوارض، قد تتفادى الوقوع ضحية هذا المرض.

عندما دخلت كلية الطب قبل وقت طويل، كنا نخضع الجميع تقريباً لفحوص السل. ولكن بما أن عدد مَن يحملون السل في الولايات المتحدة تراجع كثيراً، فما عدنا نجري هذه الفحوص إلا لمن يُعتبرون أكثر عرضة لهذا المرض. ويشمل هؤلاء مَن يحتكون بأناس يعانون من عدوى سل ناشطة، مَن يعيشون في أجزاء من العالم يُعتبر فيها السل أكثر انتشاراً، مقارنة بالولايات المتحدة، عمال الرعاية الصحية، مَن يعملون في السجون ودور المشردين، ومَن يعانون من ضعف جهاز المناعة. وتضم هذه الفئة الأخيرة مَن يعانون بعض أنواع السرطان، مرضى الداء السكري، مَن يحملون فيروس نقص المناعة البشري، مَن يتناولون أدوية محددة، مَن يعانون القصور الكلوي ويخضعون لغسيل الكلى، مَن يدخنون منذ زمن، مَن يعانون مرضاً في الرئتين يُدعى سحار سيليسي، ومَن يخضعون لصورة صدر بالأشعة السينية تُظهر بقعة في الرئة قد تكون إشارة إلى عدوى السل.

بما أنني أعمل في مجال الرعاية الصحية، أخضع لفحص السل كل سنة. ويسرني ذلك، لأنه يحميني من مرض قد يكون بالغ الخطورة.

د. أنتوني كوماروف

back to top