مسؤول بالخارجية الكويتية: موقف الكويت من الإرهاب مبدئي وليس مصلحي

نشر في 29-07-2015 | 11:18
آخر تحديث 29-07-2015 | 11:18
No Image Caption
قال مدير إدارة المتابعة والتنسيق بوزارة الخارجية الكويتية رئيس لجنة متابعة الإرهاب بالوزارة السفير ناصر الصبيح أن موقف دولة الكويت من الإرهاب "موقف مبدئي وليس مصلحي أو تفاوضي".

وأضاف الصبيح في تصريح خاص لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم بعد مشاركته في الاجتماع الخاص للجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن بالأمم المتحدة الذي اختتم أعماله في العاصمة الأسبانية مدريد أمس وحضره أيضاً سفير دولة الكويت لدى أسبانيا الدكتور سليمان الحربي والسكرتير الأول في إدارة المتابعة والتنسيق بوزارة الخارجية الكويتية مشاري النيباري "أن التسامح وحب السلام والوسطية ونبذ العنف والإرهاب هي من سمات دولة الكويت وأهلها منذ نشأتها".

وشدد على أن دولة الكويت كانت ولا زالت صاحبة مواقف واضحة وقوية مناهضة للعنف ومنددة به ومؤيدة للجهود الدولية الساعية للقضاء عليه واجتثاث جذوره في ضوء استراتيجية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وتوجيهات النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية صباح خالد الحمد الصباح.

ورأى الصبيح أن ظاهرة الإرهاب ظاهرة عالمية تؤثر على كافة دول العالم وتحتاج بالتالي لاستجابة موحدة وتنسيق دولي وثيق للتصدي لها ووضع حد لانتشارها المتزايد في الفترة الأخيرة.

وأوضح أن الاجتماع حول "وقف تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب" بإسبانيا بحث بشكل أساسي سبل التعامل مع المقاتلين في المراحل الثلاث أي قبل توجههم إلى مناطق الصراع وخلال ذلك وعقب عودتهم إلى بلاد المنشأ.

ولفت إلى أنه رغم أن الكويت ليست نقطة عبور للمقاتلين الأجانب فإن ذلك لا يجعلها بمنأى عن آثار الإرهاب، مشدداً في هذا السياق على أهمية تعاون دولة الكويت مع الدول التي تواجه إما حركة تصدير أو مرور للمقاتلين وتبادل المعلومات معها لتفادي وصول أولئك إلى أرض الكويت والحفاظ على سلامة مواطنيها.

وذكر الصبيح في هذا السياق بأن الاجتماع ركز على أهمية التنسيق بين الدول المصدرة للمقاتلين ودول المرور والدول المستقبلة لهم بحيث يكون بالإمكان ايقاف خط سير المقاتلين الأجانب في واحدة من تلك الخطوات.

وكشف عن أنه تم أيضا إلقاء الضوء بشكل خاص على سبل التعامل مع المقاتلين العائدين إلى بلادهم وأهمية استيعابهم وإعادة إدماجهم في المجتمعات على نحو فاعل ليكونوا أداة نشطة في مناهضة التطرف، مشيراً إلى أهمية عدم تهميشهم فيعودون إلى مناطق الصراع أو زجهم في السجون بلا منهجية عمل واضحة ومدروسة لإعادة تأهيلهم فيشكلون خطورة كامنة لاستمرار نهج تفكيرهم.

وأشار في هذا السياق إلى أن المشاركين بالاجتماع نادوا بتطبيق النظام المتقدم لمعلومات المسافرين لتتبع حركة الأفراد واتخاذ الإجراءات المناسبة بحق الأفراد بموجب بيانات موثوقة وثابتة وليس ارتكازاً إلى الظن.

وأفاد الصبيح بأن المشاركين في الاجتماع أجمعوا على مناهضة الإرهاب والتنديد به وعلى أهمية تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات وإنشاء قاعدة بيانات متكاملة حول الأشخاص المطلوبين لتسهيل عمل الدول ومساعدتها على ضمان أمن مواطنيها كما أكدوا على أهمية تطبيق قرار مجلس الأمن 2178 المتعلق بقضية تدفق المقاتلين.

وفي سياق متصل، قال الصبيح "أن التفجير في مسجد الصادق بالكويت كان عملاً إرهابياً جباناً بكل معنى الكلمة استهدف أبرياء في دور عبادة وعملاً إجرامياً في أبشع صوره"، مشيراً في هذا السياق إلى أن المجتمع الدولي برمته ندد بذلك الهجوم وأعلن تأييده لدولة الكويت ومواقفها في الوقت الذي نوه بوقوف المجتمع الداخلي الكويتي بدوره صفاً واحداً خلف القيادة السياسية ودعمه إجراءاتها بشأن المتورطين في ذلك العمل الإرهابي.

وشدد على أن دولة الكويت اتخذت إجراءات قوية وحاسمة في مسألة التمويل الإرهابي وأوجدت نظماً واضحة وحازمة لمراقبة الأموال والتحويلات من الداخل إلى الخارج لتجعل من عملية تمويل الإرهاب من الكويت مسألة في غاية الصعوبة والتعقيد.

يذكر أن أكثر من 400 خبير من 70 بلداً اجتمعوا في مدريد خلال اليومين الماضيين لبحث سبل التصدي لظاهرة "المقاتلين الإرهابيين الأجانب" ارتكازاً إلى ثلاثة محاور أساسية تجسد أولها في الكشف والوقاية فيما تناول ثانيها سبل تجنب سفر المقاتلين الأجانب إلى مناطق الصراع واستعرض ثالثها مسائل تجريم المقاتلين ومقاضاتهم وإعادة إدماجهم في المجتمعات.

back to top