فؤاد المهندس... أستاذ الكوميديا ومهندس الضحك (الأخيرة) ... رحل «يا مولاي كما خلقتني»

نشر في 17-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 17-07-2015 | 00:01
من بين أكثر المشاهد تأثيراً في السينما المصرية، ذلك المشهد من فيلم «البيه البواب»، الذي ودع فيه موظفون رئيسهم، فؤاد المهندس، الخارج إلى المعاش، بينما وقف أحدهم يخطب في الجمع منفعلاً وهو يصف الرجل الذي بلغ الستين بأنه بعدما أعطى عمره للعمل خرج «يا مولاي كما خلقتني»...
والحق أن هذا المشهد بحذافيره تكرَّر مع المهندس في الواقع، فقد اشتكى في سنواته الأخيرة من إهمال الجميع له ومن ابتعادهم عن أعماله كافة وعن فوازيره التي خصصها للأطفال، ناهيك عن تخفيض أجره.
أعادت مسرحية «هالة حبيبتي» الاعتبار إلى فؤاد المهندس فنياً ودفعته إلى صدارة المشهد مسرحياً. وكالعادة، تصوَّر أو توقع الأستاذ أن ينعكس نجاحها على بقية الوسائط الفنية. إلا أن الرياح لم تأت بما يشتهيه ويتوقعه، إذ لم يعرض عليه نص سينمائي يحمسه، أو عمل تلفزيوني يحفزه على التواجد فنياً في أعمال تحترم تاريخه و قيمته وإبداعه، ما دفعه لاحقاً ومن باب «حلاوة الروح» وربما «أكل العيش» إلى أن يقبل عرضاً بمشاركة النجمة الاستعراضية شريهان بطولة مسرحيتها «علشان خاطر عيونك»، آخر إبداعات الراحل بهجت قمر، والتي أخرجها الراحل حسين كمال في أولى تجاربه مع المسرح.

المسرحية الاستعراضية، والتي حققت نجاحاً كبيراً حينها نظراً إلى موهبة شريهان الاستعراضية المميزة، منحها الأستاذ بصمته الخاصة كفنان له خبرة كبيرة، ما أسهم في نجاحها، إلا أنها لم تشبعه فنياً، كما أعرب عن ذلك كثيراً.

يعترف فؤاد المهندس أن المسرحية لم تضف إليه أو تنتقص من رصيده الفني لدى الجمهور، فكانت لأول مرة بمثابة المسرحية العابرة التي قدمها حتى يقف على المسرح ولا يغيب عنه، فيما شريهان كانت ولا تزال تعرب عن سعادتها بمشاركة الأستاذ هذا العمل الذي تألقت فيه موهبتها الفنية كنجمة للاستعراض لم نشاهد موهبة مثلها حتى الآن.

فشل هذه التجربة عوَّضه فؤاد في تجارب سينمائية أخرى قدمها في تلك الفترة، لعل أهمها فيلم «البيه البواب» من بطولة الراحل أحمد زكي والذي أصر على ترشيحه للدور:

زكي: ألو يا أستاذنا أنا أحمد زكي.

فؤاد بسعادة: أهلا أهلا يا عبقري.

زكي: عبقري إيه بس ده حضرتك أستاذنا كلنا.

فؤاد: لا طبعا أنت عبقري وموهوب جدا و شهادتي فيك مجروحة، أنا فعلا من أشد المعجبين بك يا أحمد.

زكي: والله يا أستاذنا كلامك ده تاج على راسي من فوق، ويشجعني أطلب منك بقى تشرفني في فيلم جديد بعمله.

فؤاد: والله معنديش مانع بس لو الدور حلو.

زكي: هأبعت لحضرك السيناريو وهو من إخراج حسن إبراهيم.

وأعجب فؤاد بالفيلم وبدوره، كذلك الرسالة التي يطرحها الفيلم والرؤى التي يرصدها، لا سيما الخلل الاجتماعي الذي أصاب المجتمع، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً.

كلاكيت ثاني مرة

حافظ فؤاد في تلك الفترة على نجاحه الإذاعي عبر برنامجه «كلمتين وبس»، وعلى نجاحه المماثل في فوازير «عمو فؤاد» التي أصبحت حديث الأطفال الذين كانوا ينتظرونها مع الكبار عاماً تلو الآخر، فيما كان حفاظه على تواصله الدائم مع مطلقته شويكار سبباً في ترشيحهما للعمل معاً مرة أخرى فقد فوجئ ذات يوم باتصال من المخرج ياسين إسماعيل ياسين:

ياسين: إزيك يا أستاذ فؤاد.

فؤاد: مين

ياسين: أنا ياسين إسماعيل ياسين المخرج.

فؤاد: أهلا يا ياسين، إزيك عارفك طبعاً وبأشوف شغلك على التلفزيون وفي السينما.

ياسين: ربنا يخليك يا أستاذ، ده من ذوقك، أنا كنت عاوز أشتغل معاك.

فؤاد: قوي قوي، بس هات لي نص مكتوب كويس.

ياسين: في سيناريو فيلم اسمه «جريمة إلا ربع» وكنت عاوز حضرتك تقوم ببطولته مع مدام شويكار.

فؤاد: ياااااااااه شوشو، يا ريت والله إحنا كذا مرة كنا هنشتغل مع بعض بس المشروعات مكانتش بتكمل.

ياسين: طيب يعني حضرتك موافق.

فؤاد: مبدئياً معنديش مانع بس محتاج أقرأ السيناريو وخليني لو عجبني الدور أكلمها وسيب موافقتها عليّ.

أرسل ياسين السيناريو إلى الأستاذ الذي تحمَّس له بعد قراءته، وقرر الاتصال بشويكار ليخبرها بالعثور على النص السينمائي الجديد المناسب للعودة سوياً، وبدأوا بالفعل تصوير الفيلم والذي لم يلق نجاحاً جماهيرياً ولا نقدياً كبيراً. ولكنه أكَّد بما لا يدع مجالاً للشك أن شويكار والمهندس ثنائي فني ظل مطلوباً ولفترة طويلة، وأن ابتعادهما عن العمل معاً يرجع إلى عدم وجود نص جيد يجمعهما.

بعد الفيلم انقطع التواصل الفني بينهما نحو ثلاثة أعوام حتى اتصل المخرج محمد شاكر بالأستاذ يعرض عليه العودة إلى المسرح مع شويكار:

شاكر: صباح الخير يا أستاذ فؤاد.

أهلا يا شاكر خير إيه اللي فكرك بي؟

شاكر: وهو إحنا نقدر ننساك يا أستاذ؟ ده أنت نوارة المسرح والفن كله.

فؤاد: ربنا يكرمك.

شاكر: عندي نص كويس يا أستاذنا عاوز ابعتهولك، ويا ريت لو عجبك تقنع الأستاذة شويكار تعمله معاك. الجمهور مشتاق يشوفكم مع بعض تاني على المسرح.

صمت فؤاد للحظات قبل أن يطلب من محمد شاكر المخرج المسرحي بأن يرسل له نص مسرحية «روحية اتخطفت»، والذي وافق عليه بمجرد قراءته، ومن جانبها تحمست شويكار لتقديمه ومشاركة رفيق مشوارها الفني تجربة جديدة، المؤكد أن جزءاً كبيراً من حماستهما للعرض يتعلق برغبتهما في اقتسام عمل فني معاً مرة أخرى.

الطريف أن المسرحية حققت بالفعل نجاحاً معقولاً يتوازي والجهد المبذول فيها من صانعيها، كذلك الدعاية التي رافقتها. ومن جانبه بذل فؤاد المهندس مجهوداً كبيراً في التحضير لها وتعميق المواقف الكوميدية التي احتوتها المسرحية بحكم خبرته الطويلة في العمل المسرحي.

ومن المواقف الطريفة التي حكاها المهندس حول ذكرياته عنها أنه فوجئ بأحد المشاهدين يصرخ فيه مطالباً بتوقفه، وفور دخول فؤاد إلى الخشبة، صرخ أحد الأشخاص قائلاً « استنى يا أستاذ فؤاد»، ما جعل القاعة تصمت بشكل كامل وفوجئوا به ينقل كرسيه من آخر المسرح إلى الصف الأول ويجلس عليه قائلاً: «كمل يا أستاذ»، ما أصاب القاعة بالضحك لفترة قبل أن يعود لاستئناف المسرحية ويجلس هذا الشخص في الصف الأول.

الأستاذ يرفض البرلمان

رغم أنه لم يكن لفؤاد المهندس دور سياسي بارز فإن اسمه طرح ليتم تعيينه في مجلس الشورى في بداية التسعينيات كممثل للفنانين للدفاع عن مطالبهم، وهو الدور الذي حيره كثيراً، خصوصاً أنه لا يجيد الحديث في السياسة بالإضافة إلى مشقة التنسيق بين أعماله الفنية والدور البرلماني المرتقب.

لم يجد فؤاد سوى اللجوء إلى أستاذه محمد عبد الوهاب والذي كان على تواصل معه باستمرار فذهب لزيارته في منزله، للاطمئنان عليه ومعرفة رأيه:

فؤاد: يا أستاذ عبد الوهاب أنا معروض عليا أبقى عضو في مجلس الشورى.

عبد الوهاب: الموضوع صعب قوي يا فؤاد نصيحتي ليك متقبلش.

فؤاد: أنا متردد بصراحة من الموضوع.

عبد الوهاب: السياسة عاوزة تفرغ وتركيز ونصيحتي ليك متدخلش إلا وأنت مستعد، مستعد تسيب المسرح والفن؟

فؤاد: لا طبعاً يا أستاذ، أنت عارف أنا نفسي أموت وأنا واقف على خشبة المسرح.

عبد الوهاب: يبقى خلاص تنسى الموضوع.

خرج فؤاد من منزل عبد الوهاب وقد حسم أمره بالاعتذار عن التعيين ودخول معترك السياسة مفضلاً التفرغ لمشاريعه الفنية والابتعاد عن السياسة.

ولكن مجدداً لم تأت الرياح بما كان يحلم به فؤاد، إذ قدَّم في تلك الفترة مجموعة من الأدوار الأقل بريقاً في السينما فجاءت مشاركته في أفلام مثل «دليل المرأة الذكية»، و»الكداب وصاحبه»، و»فتاة المافيا»، وكلها لم تضف إلى رصيده الفني جديداً، والأهم أنها لم تنتقص منه، ربما لأنه حافظ فيها على أسلوبه نفسه في تقديم أعمال تحترم جمهوره، حتى لو لم يتح له تقديم كوميديا من خلالها. باختصار، لم تأخذه أي موجة طفت على سطح الفن، ومن ثم يقدم عملا دون المستوى لا يليق بتاريخه الفني.

المؤكد أيضاً أن الأستاذ تمتَّع بقدرة مذهلة على الرفض رغم الإغراءات المالية التي كانت تقدم إليه، وهو ما دفعه إلى الاعتذار عن عدم تقديم بطولة مسرحية «حزمني يا» التي أدت بطولتها الفنانة فيفي عبده، رغم الأجر الكبير الذي عرض عليه، فهو لم يجد نفسه في دور أسند لاحقاً إلى الفنان حسن حسني.

وحاولت بطلة المسرحية فيفي عبده إقناع المهندس بالعدول عن موقفه في اتصال بينهما، إلا أنها لم تنجح، رغم إبدائه إعجابه بأدائها الفني وخفة دمها خلال تلك الفترة، الأمر الذي دفعها إلى إجراء تعديلات على الدور بعدما كتب خصيصاً للأستاذ.

كان الأستاذ قد اتخذ قراراً بالابتعاد عن المسرح في الوقت المناسب، خصوصاً مع طغيان المسرح التجاري في تلك الفترة، والهجوم الكبير الذي لحق به وبكثير من العروض، ففضل الحفاظ على تاريخه الطويل والناجح، وعدم المشاركة في عروض جديدة قد لا يكتب لها النجاح، ذلك رغم إعلانه الإعجاب بعدد من المسرحيات التي قدمها تلميذه عادل إمام والفنان محمد صبحي في التسعينيات. وجاء ابتعاده لعدم وجود أدوار تناسبه، كما كان يرى، ولاختلاف جمهور المسرح عن جمهور الستينيات.

إلا أن ابتعاد فؤاد عملياً عن المسرح لم يمنعه من الاجتهاد في تحسين أحواله، فحاول من خلال عضويته في لجنة المسرح في وزارة الثقافة أن يساعد في تحسين أوضاع المسارح لكنه لم ينجح بسبب الإجراءات الروتينية وتحول اللجنة إلى اجتماعات بلا فائدة، ما دفعه إلى الاستقالة منها والاكتفاء بالتركيز في برنامجه «كلمتين وبس»، بالإضافة إلى الفوازير والتي كان يقدمها سنوياً مكتفياً بدخلها.

تكريمات

      

اللافت أنه رغم المسيرة الفنية الكبيرة التي قدمها المهندس فإنه لم يحصد تكريماَ فنياً داخل مصر عن أعماله، ولم يشارك بها في أي مهرجانات سينمائية، حتى وجد اتصالاً من مسؤولي الجالية العربية بالولايات المتحدة لتكريمه مع رفيقته شويكار كأفضل ثنائي كوميدي في تاريخ السينما والمسرح العربي.

فرح فؤاد بالتكريم كثيراً وسافر مع شويكار إلى ولاية كاليفورنيا لاستلام جائزة «الجدارة الفنية» من الجالية العربية، حيث استقبلهما رئيس التلفزيون العربي الأميركي وحيد بقطر، واستلما التكريم في احتفال كبير بحضور الآلاف من جمهورهم العربي، بينما سلمهما الجوائز المخرج مصطفى العقاد.

كانت رحلة التكريم بمثابة استعادة لروابط الصداقة القوية بين المهندس وشويكار، فزارا سوياً الكثير من الأستوديوهات العالمية في هوليوود، بالإضافة إلى زيارتهما مدينة ديزني لاند قبل أن يعودا إلى القاهرة، ويتعرَّض الأستاذ لانتكاسة صحية.

وفي عام 1998، تعرَّض فؤاد المهندس لأزمة قلبية حادة جعلته يكتفي بتقديم فوازير عمو فؤاد في 15 حلقة فقط خلال شهر رمضان وليس 30 حلقة، فيما كان الفضل لخروجها إلى النور  إلى رفيقته شويكار التي وقفت إلى جواره وظلت ترافقه يومياً في التصوير. كانت تتابع حالته الصحية والاطمئنان عليه، ليكرم في العام التالي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي احتفى به وبمسيرته السينمائية.

سيطرت على فؤاد المهندس حالة من الضيق في السنوات الأخيرة من حياته بسبب شعوره بالجحود من الوسط الفني، وعدم سؤال تلامذته وزملائه عنه مع تعرضه لأزمات صحية من وقت إلى آخر، وهو الشعور الذي لم تهونه عليه سوى رفيقته شويكار التي كانت على تواصل دائم معه.

مع بداية الألفية الجديدة، تعرَّض فؤاد المهندس لضغوط إنتاجية مرتبطة بظروف الإعلانات التي أثرت على التلفزيون المصري حيث عرض عليه مسؤولو التلفزيون اختصار مدة الفوازير وتحويلها إلى مسلسل قصير من دون وجود فزورة في الحلقة، الأمر الذي تحفَّظ عليه إذ وافق على اختصار مدة الحلقة. ولكن من دون المساس بالفزورة وهو القرار الذي تمسك به وأوصله لوزير الإعلام آنذاك صفوت الشريف، مهدداً بالاعتذار عنها بشكل كامل ما دفعهم إلى الموافقة على طلبه.

ظلَّ فؤاد المهندس يقدم الفوازير حتى قبل عام من رحيله، ودوماً كان يعلن أن عشقه للأطفال هو دافعه الوحيد إلى تقديمها والمشاركة بها، لدرجة أنه كان يطلب من نجله محمد الذي كان يتردد على أوروبا باستمرار شراء أحدث لعب الأطفال في كل مرة يسافر فيها، ما جعله يحتفظ بخزانة كبيرة من لعب الأطفال الحديثة، وكان يهديها للأطفال العاملين معه في أعماله الفنية.

في إحدى المرات خلال تصوير المسلسل، فوجئ ببكاء أحد الأطفال المشاركين معه في «عمو فؤاد» وسأله عن السبب فأخبره بأن لعبته انكسرت بعدما تركها على الكرسي وبدأ التصوير، ولم يعرف من قام بذلك، وهو لن يستطيع شراء واحدة تشبهها لأن والده جاء بها من الخارج.

احتضن الأستاذ الطفل قبل أن يبلغه بأنه سيأتي له في اليوم التالي بهدية مثلها، وهو ما لم يصدقه الطفل لتأكده من أن هذه اللعبة ليست موجودة في مصر. واستمر بالبكاء لفترة طويلة من دون أن يتوقف لعدم تصديقه بأن عمو فؤاد سيشتري اللعبة نفسها له.

في اليوم التالي، بحث الأستاذ عن الطفل محمود وأعطاه اللعبة، فلم يصدق أن الأستاذ فؤاد وجد له لعبة مماثلة، فلحسن حظ الطفل أن محمد فؤاد كان قد اشترى لوالده هذه اللعبة في زيارته الأخيرة إلى روما التي عاد منها قبل أيام فقط، فكانت بمثابة تعويض للطفل عن لعبته المكسورة، ودعاه الأستاذ للحفاظ عليها لأنه لن يستطيع أن يشتري منها واحدة أخرى.

قبل وفاته بعام، حصل الأستاذ على جائزة الدولة التقديرية وهي الجائزة التي لم يذهب لتسلمها لشعوره بقسوة المرض عليه وبأنها جاءت متأخرة كثيراً. وهو نجا من الموت مرتين داخل شقته التي تعرضت لحادثة حريق، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، إثر إصابته بأزمة قلبية يوم 16 سبتمبر 2006 ليخرج جثمانه في جنازة مهيبة شارك فيها المئات من جمهوره بالإضافة إلى تلامذته من الفنانين.

نهاية العمر

جاءت وفاة فؤاد المهندس بعد أشهر قليلة من وفاة رفيقه عبد المنعم المدبولي، التي أدخلته في حالة نفسية سيئة حتى وفاته. وهما رغم الخلاف بينهما فإن علاقاتهما تحسنت كثيراً في السنوات الأخيرة من عمرهما، وظلا يتبادلان الحديث باستمرار واللقاءات.

شعر المهندس بأن نهاية العمر اقتربت، لكن الأمل في العودة إلى العمل الفني لم يتوقف طوال الوقت. حتى بعد إيقاف الفوازير بسبب حالته الصحية، ففي كل مرة كان يستجيب فيها للأطباء على أمل تحسن حالته للوقوف أمام الكاميرات مجدداً.

رغم شعور فؤاد بأن العمل يخرجه عن الحالة المرضية التي يمر بها فإنه لم ينجح في إيجاد ما يحمسه، حتى الفوازير بدأ يشعر فيها بالتكرار وعدم الاهتمام من التلفزيون الذي غيَّر مواعيدها لتكون قبل الإفطار في فترة أقل مشاهدة.

back to top