الثوم... زراعة غنيّة بالموارد

نشر في 08-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 08-07-2015 | 00:01
ما عاد كثيرون اليوم يميلون إلى زراعة الثوم في حدائقهم وبساتينهم. لكن هذه النبتة، التي تسهل زراعتها، تتمتع بخصائص غذائية عدة، ولها استخدامات كثيرة، وتأثيراتها الإيجابية في الصحة معروفة منذ زمن (من بينها تحفيز الجهاز المناعي والوقاية من بعض أنواع السرطان والأمراض القلبية الوعائية بفضل خصائصها المضادة للتخثر)، وما زالت تشكل محور عدد كبير من الأبحاث.
حدَّد العلماء في الثوم جزيئاً، الأليسين، يتحوَّل في جسم الإنسان إلى مركب كيماوي يحد من المخاطر الوعائية. كذلك يُعتبر الثوم مضاداً للفطريات وله خصائص المضادات الحيوية. سعى المزارعون، الذين يحرصون على إبقاء زراعتهم عضوية، لحماية محاصيلهم من الأمراض الفطرية أو الطفليات المختلفة، مستعينين بالثوم. تسمح لك زراعة الثوم في حديقتك بأن تتناوله طازجاً، صحياً، ومن إنتاجك الخاص. ولا شك في أن هذه متعة حقيقية لأن زراعته سهلة جداً.

أي نوع تختار؟

قد يقع المزارع الهواي على نحو 30 نوعاً من الثوم يمكنه زراعتها وتختلف بسرعة إنتاجها، إمكان حفظها، لون بصلتها وقشرتها، وطعمها. كي تختار النوع المناسب، من الضروري أن تأخذ في الاعتبار الفترة التي تزرع فيها والطقس.

اشترِ نباتات من مكان موثوق به، ما يتيح لك تفادي أمراض قد تنتقل بين المحاصيل. وهل تحب الثوم؟ إذاً، لا تتردد في زراعة أصناف متنوعة ربيعية وخريفية، ولا شك في أن اختلاف الطعم وتنوعه سيفاجئك.

كم رأس ثوم يجب أن تزرع؟

احتسب وفق الاستهلاك العادي نحو 12 رأساً لكل شخص. ولكن إن كنت تستهلك الثوم أخضر، طازجاً، وجافاً، وإن كنت تحتفظ ببعض منه لتعالج نباتاتك، فعليك أن تزيد هذه الكلمية إلى 20 أو 25 رأساً للشخص.

متى يُزرع؟

• تظهر براعم الثوم على حرارة تتراوح بين 5 إلى 20 درجة مئوية، وتختلف مدة الإنبات بين 10 إلى 30 يوماً وفق حرارة التربة، التي يُفترض أن تكون في الأحوال المثالية بين 15 إلى 17 درجة مئوية. إن أردت زراعة الثوم في الخريف، فلا تتوقع أن تبرد الأرض بسرعة. أما في الربيع، فلا تنتظر أيضاً أن تسخن بسرعة: الحل: مدّ قطعة من البلاستيك الأسود فوق المنطقة المزروعة لتكتسب بضع دراجات من الحرارة.

• يُزرع الثوم الأبيض والبنفسجي في التربة من أكتوبر حتى ديسمبر، علماً أن إنتاجهما يكون أكثر غزارة من الثوم الوردي. يُزرع الأخير خلال الأشهر الثلاثة الأولى من السنة، ويمكن الاحتفاظ به مدة أطول.

• يُقال إن عليك زراعة الثوم في الأيام الخمسة التي تسبق البدر وبعده بيوم للحصول على رؤوس ثوم كبيرة وجميلة.

كيف تعد التربة وتزرع الثوم؟

• ينتمي الثوم إلى الزنبقيات مثل البصل، الثوم المعمر، الكراث، ما يجعله عرضة للأمراض والطفيليات ذاتها. لذلك تفادَ زراعتها بعضها قرب بعض واحرص أن تفصل بين زراعة نوعين من الثوم والزنبقيات الأخرى مدة لا تقل عن خمس سنوات.

• تشكل الفراولة، الجزر، الشمندر، الخس، والطماطم جيراناً مناسبين للثوم عند زراعته، وينطبق الأمر عينه على الكرافس. في المقابل، إن أردت الحصول على رؤوس جميلة، يُفضل أن تبتعد عن زراعة النباتات التي تغني الأرض بالأزوت. إذاً، تفادَ زراعة البازيلاء، الفاصولياء، العدس...

• من السهل زراعة الثوم. تتحمل هذه النبتة البرد (حتى 15 درجة مئوية تحت الصفر) جيداً. على سبيل المثال، يزرعها الكنديون ويحمونها بطبقة من القش فحسب.

ماذا تتفادى من ناحية التربة؟

• الرطوبة المترسبة: ازرع في تربة نفاذة كفاية، إلا أنها غنية كفاية بالدبال كي تبقى قوية وغنية. أما إذا كانت تربة أرضك ثقيلة، فهوِها قدر المستطاع وازرع في تلال صغيرة. ولتحصل على محصول أفضل، اختر موسماً ربيعياً الذي يُفترض أن يحد من الرطوبة وفق الطقس، مقارنة بمحاصيل الخريف.

• الأسمدة العضوية الطازجة: لا تزرع الثوم بعد تسميد الأرض بسماد أخضر أو قش أو سماد قوي حديث العهد. يُعتبر معظم أنواع التربة غنياً كفاية ويحمل ما يكفي من المواد المغذية. لذلك لا داعي لاستخدام كميات كبيرة من الأسمدة. يكفي أن تضع على سطح التربة قليلاً من السماد القديم عند الزراعة. وإذا أردت تعزيز عملية تشكل البصلة بإغناء التربة بالبوتاسيوم، فيمكنك أن تضيف إليها قليلاً من الرماد.

الاستعداد قبل الزراعة:

• انكش التربة من دون قلبها حتى عمق 20 إلى 30 سنتمتراً لتجددها، ومن ثم سوِّ التربة بواسطة مشط الزراعة لتتخلص من التلال الصغيرة.

• اغرز كل فص أو رأس ثوم على عمق 3 إلى 4 سنتمترات. واحرص أن تفصل بينها مسافة 10 إلى 12 سنتمتراً بالطول و25 إلى 30 سنتمتراً بالعرض.

ما مشاكل النظافة التي قد تخشاها؟

• خلال مرحلة الإنبات، من الممكن تفادي فساد السطح الجذري بتغميس الرؤوس في محلول مضاد للآفات تضيف إليه مسحوق فحم الخشب.

• من الضروري احترام “الراحة الصحية” للتربة بين محصولين من الثوم وإحراق النباتات المريضة لتفادي ضعف المحاصيل.

• يحدث نادراً أن يعاني الثوم غزو نوع من الديدان يُدعى الديدان الممسودة. ولكن من الممكن معالجة هذه المشكلة باللجوء إلى نباتات مطهرة، من بينها الخردل.

• من الضروري تفادي خلال الزراعة القوباء. يضع البالغ منها بيضه على الورق، ومن ثم تقوم الدودة بأكله بين شهري مايو ويونيو. الحل: عليك التخلص من الأوراق المصابة والقضاء على الدودة.

• يتجلى الصدأ من خلال بقع صفراء أو برتقالية على الأورق وأحياناً على الرؤوس. ويمكن تفادي هذه المشكلة بمعالجة الثوم بمحلول يحتوي على أكسي كلوريد النحاس.

• نلاحظ أحياناً اصفرار الأوراق يترافق مع فساد الرؤوس، وهذا ما يُعرف بدهن الثوم. يظهر هذا المرض في التربة الرطبة والغنية بالأزوت أو عندما يتعرض الثوم لمواد غضوية حديثة العهد. وينصح بعض المزارعين برش ملح البحر بمعدل 30 غراماً في المتر المربع وبحرق النباتات المصابة.

كيف تواصل زراعة الثوم؟

يكون هدف كل مزارع الحصول على رؤوس ثوم قاسية. تبدأ عملية تشكّل البصلة عندما ترتفع الحرارة ويطول النهار (أكثر من 12 ساعة من النهار). ولا يستطيع المزارع التدخل في هذه العملية.

• يمكنه في المقابل الحرص على الحد من نمو الورق لتعزيز نمو الرؤوس: من الضروري تفادي الأزوت في الزراعة وقطع الأوراق في يونيو للسماح للرؤوس بأن تكبير.

• تعشيب وتنظيف التربة باستمرار بغية تجنب النباتات التي قد تجذب ما قد يخرب رؤوس الثوم.

• إن هطل المطر بغزارة، فاعمل على تصريف الماء. كذلك قد يُفضل أن تروي الثوم بضع مرات نحو نهاية شهر أبريل ومطلع مايو، إن كان الربيع جافاً. ولكن لا تبالغ في ذلك.

• أوقف عمليات الري قبل شهر من وقت الحصاد.

ما المحصول الذي تأمل جنيه؟

عندما نتحدث عن محصول الثوم، نفكر عادةً في الرؤوس. لكن الثوم برمته لذيذ.

• قبل تشكل البصلة، يمكن تناول النباتات الصغيرة كاملة ومن الممكن للأوراق الطازجة أن تطيب السلطة.

• عندما تتشكل البصلات الصغيرة (نحو شهر مايو)، من الممكن للنبتة بأكملها أن تحل محل البصل الطازج، أو تستخدم في الأطباق التي تحتوي على الثوم.

• من الممكن استهلاك رؤوس الثوم بعد تجفيفها مدة طويلة بطرق عدة. كذلك تستطيع استخدام الرؤوس لمعالجة نباتات أخرى في البستان أو إعداد موسم السنة المقبلة. ولهذه الغاية، لا تختر مطلق رأس ثوم، بل الرؤوس في الوسط لأنها الأفضل.

• يجب ألا ننسى أيضاً الأزهار التي تُقطف قبل أن تتفتح. فقد تحوَّلت هذه إلى نوع مفضل من الخضراوات في بعض البلدان. ولكن من الضروري ألا تنسى أن عليك التخلص من الخيزرانة المزهرة، إذا أردت أن تحصل على رؤوس ثوم كبيرة وقوية.

كيف تحصده وتحفظه؟

لا تحرم نفسك من هذه المتعة اللذيذة:

• منذ شهر يونيو، يمكنك أن تحصد الثوم طازجاً مع أوراقه تدريجياً.

• انتظر بعد ذلك توقف نمو الأوراق الذي يسمح للبصلة بالنمو. يحدث ذلك مع اصفرار الأوراق طبيعياً. ويمكنك أن تسرع هذه العملية بقطع الأوراق أنت بنفسك. ومن الضروري أن تعرف أن حصد الثوم الناضج جداً يحد من مدة حفظه. لذلك عندما يصفر جزء من الورق، أدرك أن الثوم قد نضج وعليك اقتلاعه.

• اترك الثوم على الأرض مدة طويلة، في الظل، وفي مكان دافئ ومهوى إن كان الطقس ماطراً.

• في الأحوال الجيدة، من الممكن الاحتفاظ بالثوم من ستة إلى ثمانية أشهر. ومن الضروري إبقاء البصلة في حالة سبات. لذلك يجب أن تبقى الحرارة أكثر من 18 درجة مئوية.

• احرص على تهويته جيداً. وإن كنت تضع الثوم على الأرض أو على منضدة، فقلبه من حين إلى آخر.

back to top