هل تعانين نقص الحديد؟

نشر في 07-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 07-07-2015 | 00:01
هل تشعرين بالتعب؟ هل تتكسر أظفارك؟ هل أصبح شعرك مقصّفاً؟ ربما تعانين نقص الحديد! إنها مشكلة شائعة بالنسبة إلى النساء بين مرحلة المراهقة وانقطاع الطمث. لا بد من معالجة هذه الحالة لتجنب فقر الدم.
لا داعي للبدء باستعمال المكملات الغذائية الغنية بالحديد منذ ظهور أولى مؤشرات التعب. يجب التأكد في المقام الأول من حقيقة النقص، وإلا لا نفع من زيادة استهلاك الحديد. بل إن هذه الخطوة قد تعطي نتائج عكسية على المدى الطويل، وتحديداً على مستوى القلب والأوعية الدموية.

 يحصل التشخيص عبر فحصين: تحليل تركيبة الدم وقياس معدل الفيريتين على الريق. يسمح الفحص الأول بالتحكم بمستوى الهيموغلوبين (جزيئة في خلايا الدم الحمراء تضمن نقل الأوكسجين) ومتوسط حجم الكريات الحمراء. عند الإصابة بنقص الحديد، ينتج الجسم في المرحلة الأولى كريات حمراء بحجم أصغر من العادة ثم تصبح كمية تلك الكريات غير كافية.

تبرز مشكلة فقر الدم حين يتراجع معدل الهيموغلوبين. أما الفيريتين، فهو البروتين المسؤول عن تخزين الحديد، لكن تضطرب كميته خلال فترة الحمل أو نوبات الالتهاب. إذا أصيب الشخص بالزكام، يرتفع معدل الفيريتين بشكل غير طبيعي بسبب الالتهاب، فيظن الفرد أن مخزون الحديد لا يزال طبيعياً لديه مع أن العكس صحيح.

حالات عدة يجب تحليلها

نفتقر إلى الحديد إذا لم نستهلك كمية كافية منه. ينطبق هذا الوضع على الأشخاص النباتيين والمراهقين الذين يعانون اضطراباً في السلوك الغذائي والفئات التي تتبع حميات صارمة.

قد تتفاقم المشكلة بسبب عدم امتصاص الحديد. يمكن أن يكشف هذا الوضع عن خلل هضمي مثل مرض الاضطرابات الهضمية (عدم تحمّل الغلوتين) أو مرض كرون. ثمة فارق كبير (بحدود 90%) بين الحديد الذي نستهلكه والحديد الذي يمتصه الجسم فعلياً. لكن عند الإصابة بمرض هضمي، تصبح نسبة الحديد التي يمتصها الجسم شبه معدومة.

يمكن أن ينجم النقص الشديد في معدل الحديد عن دورة شهرية غزيرة جداً أو نزيف في الجهاز الهضمي. يكون نقص الحديد مثيراً للقلق بالنسبة إلى الرجال أو النساء في مرحلة انقطاع الطمث لأنه قد يشير إلى قرحة نازفة أو سرطان القولون. في هذه الحالة، يجب القيام بفحوصات إضافية سريعاً لفهم حقيقة الوضع.

أطباق يومية

يمكن أن تتحسن عملية امتصاص الحديد في الجسم حين يشتق هذا العنصر من المصادر الحيوانية: لحوم حمراء، دواجن، أسماك دهنية، ثمار البحر.

 كذلك، يوفر البيض والخضروات الجافة (عدس، فاصولياء بيضاء) والحبوب الكاملة كمية مهمة من الحديد، فضلاً عن الزنجبيل والكاري وحبوب السمسم أو الكزبرة أو الكمون. ويجب تفضيل عصائر الحمضيات أو الطماطم التي تحتوي على الفيتامين C كونه يسهم في تعزيز امتصاص الحديد. على صعيد آخر، يجب استهلاك الشاي والقهوة باعتدال لأن حمض الطنطاليك يحدّ من امتصاص الحديد.

 يسهم الغذاء في الحفاظ على مخزون الجسم لكن لا يمكن سدّ النقص من خلال تغيير محتوى الأطباق المستهلكة أو أخذ مكملات غذائية لأن جرعات الحديد فيها لا تكون كافية.

علاج سريع

يقضي هذا العلاج بحقن الحديد في الدم عبر طريقة التسريب في الوريد. تتطلب هذه العملية دخول المستشفى. بالتالي، إنه علاج معقد ومكلف وهو يناسب الأشخاص الذين يعانون نقصاً شديداً في الحديد. يمكن اللجوء إلى هذا الخيار أيضاً إذا لم يكن المريض قادراً على ابتلاع الحديد على شكل أقراص أو عند إصابته بمرض هضمي ينعكس سلباً على عملية امتصاص الحديد في الجسم.

دواء طوال ثلاثة أشهر

إذا ثبتت مشكلة نقص الحديد، يجب أخذ علاج بالأدوية، بمعدل 150 إلى 200 ملغ من الحديد في اليوم. يجب أخذ قرصين في الصباح، قبل الفطور، طوال ثلاثة أشهر. يمكن أن يصف الطبيب دواء تارديفيرون أو فيروغراد، فهما يحتويان على الفيتامين C الذي يسهّل امتصاص الحديد. لكن يجد الكثيرون صعوبة في تقبّل هذه العلاجات على المستوى الهضمي: براز أسود (يشير إلى وجود الحديد)، نفخة، إسهال... يصعب تحمّل هذا العلاج على مر أشهر عدة.

 ما السبيل للحد من هذه الآثار إذاً؟ يجب ابتلاع الأقراص في منتصف وجبة الطعام أو الاكتفاء بأخذ قرص واحد في اليوم أو قرصين كل يومين تزامناً مع متابعة العلاج طوال ستة أشهر.

back to top