المسلسلات على youtube ... مكسب أم خسارة؟

نشر في 07-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 07-07-2015 | 00:01
دخل موقع «يوتيوب» مرحلة الصراع على جذب الجمهور، فبعدما كانت القنوات الفضائية تجذب وحدها عين المشاهد أثناء الموسم الرمضاني، دخلت التكنولوجيا الحديثة حلبة المنافسة وأوشكت أن تسحب البساط كاملاً من تحت أقدام القنوات الفضائية.
في الآونة الأخيرة، أصبح عقد المنتجين مع القنوات الفضائية يتضمن من له الحق في  عرض المسلسل على «يوتيوب»، إذ يتم تحديد الطرف صاحب الحق في ذلك، سواء كان المنتج أو القناة الفضائية أو الاثنين معاً، لكن  ثمة سلبيات أخرى ظهرت هذا العام، وهي تسريب بعض حلقات مسلسل «الكبير قوي» قبل بدء عرضها، وهذا منحى جديد وخطير في علاقة الدراما بموقع «يوتيوب»، فعلى مدى سنوات كانت تُسرب  الأفلام السينمائية أو الألبومات الغنائية، ولم يحدث أن سُربت حلقات مسلسل، وهو ما حدث هذه الأيام.

إيجابيات وسلبيات

تعتبر هنا شيحة  أن الإنترنت أصبح لاعباً أساسياً في الترويج لكل شيء وليس الفن فحسب، وأن فنانين اكتسبوا شهرتهم منه، موضحة أن المشاهدين أصبحوا يفضلون «يوتيوب» لما له من سهولة في التعامل، فثمة من يشاهده على هاتفه المحمول أو على  الـ{لاب توب» أو جهاز الكمبيوتر.

لكل شيء سلبياته وإيجابياته، برأيها، مشيرة إلى أن من ضمن عيوب هذه التكنولوجيا الحديثة ما يحدث من قرصنة وسرقة لمضمون الأعمال الفنية، طالبة من المشاهدين متابعة الأعمال الفنية على قنوات «يوتيوب» التابعة للقنوات الفضائية صاحبة حق العرض، أو عن طريق شركة الإنتاج، وألا ينجرفوا وراء قنوات غير شرعية تربح أموالاً بغير وجه حق.

بدوره يرى السيناريست عبدالرحيم كمال أن الدراما استفادت من هذا الوسيط، بدليل أن صناع الأعمال الفنية يشاركون أعمالهم عبر حساباتهم على «فيسبوك» و{تويتر» التي يتم تحميلها مسبقاً على قنوات «يوتيوب»، بالتالي  أصبحت هذه القنوات بمثابة أرشيف للأعمال الفنية، فمن يريد مشاهدة أي حلقة من أي برنامج أو مسلسل، عليه العودة إلى هذا الموقع وسيجد ما يبحث عنه فوراً.

يطالب كمال صناع الدراما بالاستفادة الكاملة من التكنولوجيا المتطورة، كي لا يتحوّل المكسب إلى خسارة، وبتقنين أوضاع هذه القنوات وعمل تشريعات لازمة حتى لا تتم القرصنة على الأعمال الفنية التي يخسر صناعها بسبب بعض اللصوص.

شراء قنوات

يؤكد المنتج جمال العدل أن التأثير السلبي لـ«يوتيوب» على الأعمال الدرامية ضعيف جداً، مطالباً المنتجين بشراء قنوات «يوتيوب» خاصة بهم لضمان جلب إعلانات عليها، ومن ثم الانتفاع بهذه الأعمال بدل سرقتها، واستغلال إمكانات الإنترنت في إثراء الحركة الدرامية،  مشيراً إلى أنه في هذه الحالة يتم الابتعاد عن عيوب هذه التكنولوجيا.

يضيف: «باستطاعة الجميع حل هذه الأزمة ببيع حقوق عرض المسلسلات على الإنترنت للقنوات الفضائية العارضة لهذه الأعمال، بالإضافة إلى المواقع الإلكترونية الشرعية المخصصة لعرض الأعمال الفنية على «يوتيوب»، لجلب إعلانات عليها ليستفيد المنتج منها بدل اللصوص الذين لا يستحقون أي مكاسب.

من ناحيتها تشير مها سليم، منتجة مسلسل «الكبير قوي» الذي سربت بعض حلقاته على الإنترنت قبل موعد عرضها: «ما حدث بمثابة سرقة وقرصنة ويختلف كثيراً عما يحدث مع المسلسلات»، مؤكدة أنها تحاول معرفة الشخص الذي فعل ذلك، لا سيما أن مثل تلك الأفعال لو انتشرت ستؤثر سلباً على الدراما المصرية.

تطالب سليم  بضرورة ردع القراصنة حتى نحافظ على صناعتنا وعلى الكيانات الإنتاجية الكبيرة التي تحبط بسبب هذه الأفعال الصبيانية، موضحة أنها ستحرك دعوى قضائية على من تسبب في هذه الجريمة، لأن تسريب الحلقات على «يوتيوب» سيؤدي إلى خسارة كبيرة لأطراف عدة ويعتبر تخريباً متعمداً.

حفظ ماء الوجه

يؤكد الناقد أحمد سعد  الدين أن قنوات «يوتيوب» حفظت ماء وجه الدراما بعدما زاد عدد المسلسلات بشكل كبير، ولم يعد ممكناً بأي حال من الأحول متابعة كل هذه الأعمال، موضحاً أن الجمهور أصبح يتابع المسلسلات التي يريدها على قنوات «يوتيوب» بعيداً عن زحمة القنوات الفضائية والإعلانات المستفزة غير المنظمة.

يضيف: «شئنا أم أبينا، أصبحت قنوات يوتيوب أمراً واقعاً وتسجل نسب مشاهدة عالية، فمن خلال هذا الوسيط الجديد يمكن قياس نسب المتابعة الحقيقية، فضلا عن التعليقات العفوية  الصادرة عن المشاهدين، ويمكن من خلالها للمتابعين معرفة مدى إعجاب المشاهدين بالعمل».

يشدد سعد الدين على أن «يوتيوب» أصبح أرشيفاً للأعمال الفنية، فمن يريد العودة إلى أي عمل، مهما كان قديماً، سيجده على هذ الوسيط الإلكتروني، موضحاً أن «هذه التكنولوجيا أصبحت أمراً واقعاً ولن يستطيع أحد منع نشر الأعمال الفنية عليها، ورغماً عن الجميع أصبح «يوتيوب» الأوسع انتشاراً».

back to top