«داعش»... سفراء جهنم

ما الملامح الحقيقية والأساسية لتنظيم "داعش" الإرهابي، وجرائم خلافة البغدادي وطموحاته، وأحلامه التي قامت تحت عباءة الدين، وتحريف أتباعه ومريديه لمبادئ الشريعة الإسلامية السمحة، والمنهج النبوي القويم، وفق أفكارهم التكفيرية وتطبيقهم السياسي لآيات القتال والجهاد بشكل عام، يتفق مع غلظتهم، وتشددهم.

هذا ما رصده كتاب "داعش سفراء جهنم... الحياة في أحضان الدم" الصادر حديثاً في القاهرة للكاتب المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية عمرو فاروق، والذي يكشف فيه عن مجموعة من الأفكار الداعشية، التي تعتمد على فقه استحلال دماء المسلمين وغير المسلمين، وتأويلهم تأويلاً سياسياً لآيات الجهاد والقتال، بشكل يتوافق مع غلظتهم وتطرفهم.

يسوق المؤلف العديد من التقارير والأبحاث التي يحذر فيها من مصير الأمة الإسلامية، إذا وقعت فريسة بين فكي الجماعات المتطرفة، التي تستهدف تقسيم الأقطار العربية إلى وحدات عشائرية، وطائفية، وهنا يعزو الكاتب أسباب ظهور هذه الجماعات المتطرفة إلى سقوط الخلافة الإسلامية على يد كمال أتاتورك، حيث إن سقوط الخلافة الإسلامية أفرز كبريات الحركات الإسلامية العالمية مثل جماعة الإخوان في مصر، وجماعة التبليغ والدعوة، والجماعة الإسلامية في الهند، وجماعة النور في تركيا، ثم ظهر بعد ذلك حزب التحرير الإسلامي، وكيف رأينا أن هذه الحركات تفتت العديد منها، وأفرزت جماعات أخرى أكثر عنفاً ودموية.

ويبحث الكاتب عن جذور "داعش"، فيؤكد أن هذا التنظيم أعلن ظهوره عام 2004 فقط، وهو خارج من رحم تنظيم "القاعدة"، ويستعرض جميع الحركات التي ظهرت وانتهجت فكر الدم، ومارست الغلظة والتشدد على مر التاريخ الإسلامي، وكيف أن "داعش" ظهر في جميع مراحل الضعف الإسلامي، مؤكداً أنه ليس وليد اليوم، بل وليد ظروف وتمزق، وصراع سياسي على أرض المسلمين يعمقه أعداء الإسلام. كما يكشف المؤلف عن سلوكيات مذهبهم في الغلو والتطرف، وطمسهم لمظاهر الحضارة والحياة الثقافية للمسلمين، والمعاني الوطنية، بهدم الآثار والمدارس، وتدمير مقامات الأنبياء، وكذلك فرض الجزية، وإنشاء المحاكم الشرعية المتشددة، واعتقال وتعذيب الرجال، واستغلال الأطفال، ورجم النساء.

كما استعرض المؤلف الآراء الشرعية التي صدرت من المؤسسات الدينية، وأحكام العلماء حول "داعش"، وأكدوا بإجماع أن هذه الجماعة المنتسبة زورا وبهتانا إلى الإسلام أساءت إلى ديننا الحنيف، وهي تندرج تحت فكر جماعة الخوارج، ومنهم من وصفهم بالبرابرة الجدد، كما أنهم أدخلوا المسلمين السنة مدخلا غير كريم، وأظهروا الإسلام بأنه دين متعطش للدماء، لا يعرف رحمة بامرأة أو شيخ كبير، أو طفل، بل إن منهجهم في الحياة قطع الرؤوس، والإفساد في الأرض، بغية إقامة دولتهم المزعومة.

كما يستدل المؤلف، حسب التقارير التي حصل عليها، والاعترافات الغربية بمدى علاقهم الوطيدة بداعش، بما يؤكد أن هذا التنظيم صناعة غربية أصيلة، هدفها تدمير المسلمين.