اجتزنا الاختبار ولكن؟

نشر في 04-07-2015
آخر تحديث 04-07-2015 | 00:01
 عبدالوهاب النصف دعونا نعترف أولاً أننا اجتزنا الاختبار دون مذاكرة، فحين سمعت بالفاجعة، ورأيت الصور الأولية للجريمة "الخائبة"، كان شعور القلق هو الطاغي، وبدأت الشكوك تنتابني، فهل ستنتقل الطائفية من قنوات الفتن ومواقع التواصل، ومنابر التكريه إلى الميدان؟ وظننت أن البلد على مرمى حجر من ذلك.

المناخ العام في الكويت والوضع الإقليمي تبلور من خلالهما القلق والتشاؤم في وجداني، ولكن سرعان ما تبدد كل شيء، وزال القلق والتشاؤم مع رؤية القيادة السياسية في موقع الحدث بدقائق، والصور التي وصلت من بنك الدم، ومنظر المتبرعين من جميع أطياف المجتمع وفئاته، فنار الفتنة لم تشتعل حتى تُطفأ، ورموز التطرف الديني يسيرون في طريق، والقيادة والشعب الذي أثبت تلاحمه في طريق آخر.

مر الأسبوع الأول للجريمة النكراء، والآن علينا إعادة حساباتنا من جديد، ضربتا هيروشيما وناغازاكي كانتا مخرجاً لليابانيين لتصحيح المسار الذي حوّل اليابان بعد ١٥ سنة من بلد مُدمر إلى أمة وقف العالم إجلالاً لها، فالتفكير بالمؤامرة والانتقام لم يكن لهما وجود ولا أساس عند اليابانيين، ولكن التعلم من أخطاء ما قبل الحرب وتصحيحها كانا هما المخرج.

درس الغزو لم نخرج منه باستفادة، فهل دروس هذه الجريمة انطلاقة جديدة؟ أم هو "قطو وطقيناه"؟ فالإرهاب الأسود ثعبان خبيث يدخل جحره ويخرج ليلفظ سمومه، ثم يعود لجحره مجدداً، ومعالجته لم ولن تكون أمنية فقط، ولكن على صعد مختلفة تبدأ بترسيخ قيم التسامح، وتجفيف منابع الإرهاب، وإحلال مفهوم التعايش بين الأفراد.

أخيرا نسأل الله الرحمة والمغفرة لكوكبة أسماء جديدة من شهداء الوطن تسطع في سمائه والصبر والسلوان لذويهم.

back to top