الجزر... مضاد خارق للشيخوخة!

نشر في 04-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 04-07-2015 | 00:01
No Image Caption
الجزر جذر مدهش نظراً إلى قدرته على حماية الجسم من السموم. تسهم كمية البيتا كاروتين المرتفعة التي يحتويها في حماية الخلايا من الجذور الحرة. وتحبس الألياف غير القابلة للذوبان من جهتها المواد السامة وتسهل التخلص منها. من المعروف أن البيتا كاروتين (مضاد أكسدة قوي) الموجود في الجزر هو عنصر صحي، لكن يؤدي الجزر دوراً أساسياً أيضاً في الحفاظ على صحة العيون والشرايين. إنه غذاء ممتاز أيضاً للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والحفاظ على بشرة صحية. لا تتوقف الإيجابيات عند هذا الحد إذ تتعدد منافع الجزر الأخرى.
تسهم مادة البيتا كاروتين الموجودة في الجزر في حماية مستقبلات الضوء داخل شبكية العين، وهي الخلايا المسؤولة عن تحويل طاقة الضوء إلى تدفق عصبي. كما أنها تضمن رؤية ليلية سليمة. على صعيد آخر، يساعد هذا العنصر على تجنب داء الساد أو التنكس البقعي المرتبط بالسن، أو تدهور منطقة صغيرة من الشبكية وبالتالي الفقدان التدريجي للرؤية المركزية. يكفي تناول الجزر بين ثلاث وأربع مرات في الأسبوع لتلبية هذه الحاجات، إلا في حال وجود نقص حاد في هذا الغذاء. في هذه الحالة، يجب أكل الجزر مرة في اليوم طوال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.

معالجة الإسهال والإمساك

يحتوي الجزر على جميع العناصر الضرورية لمعالجة الأطفال المصابين بمشكلة الإسهال. هو غني بالمعادن والسكريات ويعطي مفعولاً مضاداً للالتهاب في الغشاء المعوي أيضاً. وبفضل عنصر البكتين، هو يمتص الماء الموجودة في الأمعاء من خلال {تجميدها}، ما يؤدي إلى وقف الإسهال. لمكافحة الإمساك، يصبح الجزر فاعلاً بفضل أليافه غير القابلة للذوبان لأنها تليّن البراز. تؤدي البكتين في هذه الحالة دوراً مليّناً وتسهّل تفريغ البراز.

الوقاية من السرطان

تم رصد الأثر الواقي الذي يحمله عنصر البيتا كاروتين على الأورام منذ سنوات عدة. كذلك، تعزز الألياف غير القابلة للذوبان احتجاز بعض العناصر مثل مشتقات النترات الموجودة في الطعام والمرتبطة بظهور السرطان. من خلال استهلاك بين حصتين وأربع حصص من الجزر في الأسبوع، يمكن تخفيض خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 40%. كذلك يُحدث فرقاً واضحاً على مستوى سرطان المثانة والثدي.

الاحتماء من حوادث القلب والأوعية الدموية

يمكن تخفيض خطر الإصابة بمشاكل في الأوعية الدموية بنسبة 60% من خلال استهلاك الجزر بانتظام. تقوم مضادات الأكسدة الموجودة فيه بالحد من مفعول الجذور الحرة وحماية جدار الأوعية الدموية. أما الألياف غير القابلة للذوبان، فهي تخفف دخول السكر والكولسترول إلى الجسم، وبالتالي يتراجع خطر انسداد الشرايين. إن الجرعة المتوازنة من مضادات الأكسدة التي يحتوي عليها الجزر تجعله مثيراً للاهتمام لأن الكمية المفرطة منها قد تعطي مفعولاً عكسياً.

تنظيم معدل السكري

حين تمتص الألياف غير القابلة للذوبان السكر، تتراجع نوبات ارتفاع معدل سكر الدم المفاجئة لدى المصابين بداء السكري. لكن من الأفضل أكل الجزر نيئاً نظراً إلى ارتفاع مؤشر سكر الدم فيه عند طبخه.

استعادة بشرة صحية

يحمي عصير الجزر الكبد من الجذور الحرة ويحفز على تجديد خلاياه. حين تتحسن صحة الكبد، تتراجع نسبة السموم في البشرة ويصبح لونها أكثر إشراقاً. عند دهنه على شكل غسول، يؤدي العصير دور مضاد التهاب ويهدئ الحكّة والحساسية والجرب. كما أنه يسهّل التئام الجروح عبر تجديد الخلايا. تُعتبر الأقنعة المصنوعة من الجزر المطبوخ مثيرة للاهتمام أيضاً لأنها تسهّل التخلص من الجلد الميت على سطح البشرة وتعزز ترطيبها.

طمس البقع الجلدية

يقدم زيت بذور الجزر الأساسي منفعة مثيرة للاهتمام لا يتمتع بها عصير الجزر، فهو ينشّط الدورة الدموية ويعزز تجدد البشرة. من خلال تذويبه مع زيت القنب ودهنه على البشرة، يمكن طمس بقع الشيخوخة أو تلك الناجمة عن التعرض لأشعة الشمس.

هل من موانع استعمال؟

يمكن استهلاك المنتجات المصنوعة من الجزر المطبوخ خلال أربع وعشرين ساعة. بعد هذه الفترة، تتحول جزيئات النترات، تحت تأثير الحرارة، إلى عناصر سامة عند أخذها بجرعة مرتفعة.

لا يوصى بزيت بذور الجزر الأساسي للنساء الحوامل أو المصابات بتكيّس الثدي أو سرطان الثدي. ولا يجب استعماله إذا كان الفرد مصاباً بحساسية تجاه الكرفس أو الشمار أو الكمون...

حساء لمعالجة الإسهال لدى الأطفال

اطبخي 500 غرام من الجزر (من الأفضل أن يكون عضوياً) طوال ساعة في ليتر من الماء التي تحتوي على القليل من الملح.

حركيه جيداً. أضيفي إليه الماء حتى الحصول على حساء سائل بما يكفي كي يتمكن الطفل من استهلاكه في زجاجة الحليب.

تاريخ الجزر

في الأصل، كان لون الجزر بنيّاً أو أحمر أو بنفسجياً أو أصفر في الشرق وأبيض في الغرب. لكن في القرن السابع عشر، بعد الخلط بين أصناف حمراء وبيضاء في هولندا، اكتسب الجزر لوناً برتقالياً. عند زراعة الجزر العضوي، تحتوي الأصناف البنية والحمراء على كمية مضاعفة من البيتا كاروتين مقارنةً بالأنواع الأخرى.

الجزر النيء أم المطبوخ؟

يحتوي الجزر النيء على كمية إضافية من الفيتامين C والمعادن. ويحتوي الجزر المطبوخ على عنصر البيتا كاروتين وسكريات يسهل أن يمتصها الجسم.

هل يجب أخذ مكملات البيتا كاروتين؟

فكرة سيئة! أثبت بعض الدراسات الوبائية أن استهلاك الجزر يقلص خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية. لذا افترض عدد كبير من الباحثين أن هذا المفعول يرتبط حصراً بعنصر البيتا كاروتين وقد درسوا آثار المكملات في هذا المجال. لكن كانت النتائج مخيّبة للآمال، أو حتى سلبية جداً، ضمن فئة المصابين بسرطان الرئة.

back to top