فؤاد المهندس... أستاذ الكوميديا ومهندس الضحك (2) ... وضاع الحلم يا ولدي

نشر في 04-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 04-07-2015 | 00:01
أنهى فؤاد المهندس دراسة المرحلة الابتدائية من دون أن يفكر في الانضمام مجدداً إلى فريق التمثيل بعد الموقف المحرج الذي وضعته فيه والدته، إلا أن حلم التمثيل والوقوف على خشبة المسرح لم يفارق مخيلته أو وجدانه.
عشق فؤاد الفن عموماً، لذا كان حريصاً على قراءة كل ما تصل إليه يده ويتعلق بالفن. كذلك كان شغوفاً بالمسرح والسينما، ويذهب إليهما كلما أتاحت له الظروف ذلك، شجعته على ذلك علاقة {الجيرة} والصداقة التي ربطته بآل ذو الفقار، محمود وعز، وكانا يسكنان إلى جوار منزل فؤاد بحي العباسية، وكثيراً ما لعبوا الكرة معاً في سنوات الطفولة، وفي سنوات الصبا ربطهم عشق الفن، فكانوا دائمي الذهاب إلى السينما، التي جمعتهم لاحقاً بعد احترافهم جميعاً الفن.
كان المسرح عشق فؤاد الأكبر، خصوصاً أستاذه نجيب الريحاني الذي فتن به عشقاً، وظل يتحين الفرصة لمشاهدته وجهاً لوجه على الخشبة. في أحد الأيام، عرض عليه صديقه مصطفى نجل الزيدي باشا مرافقته لمشاهدة أحد عروض الريحاني.

مصطفى: نجيب الريحاني ده ممثل عبقري.

فؤاد: آه طبعاً كل الناس بتقول عليه كده.

مصطفى: أنت إزاي لحد دلوقتي محضرتش عرض ليه.

فؤاد: نفسي أروح قوي.

مصطفى: طب إيه رأيك نروح بكرة سوا.

فؤاد: بس أنا مش معايا فلوس.

مصطفى: ولا أنا، بس أيه رأيك نروح بتذكرة واحدة.

فؤاد: إزاي؟

مصطفى: أنا شفت ناس زينا بيقطعوا تذكرة واحدة، ويقعدوا على نفس الكرسي وفي المسرح مش بيعترضوا.

فؤاد: خلاص موافق، هي التذكرة بكام.

مصطفى: 15 قرش كل واحد يدفع 7 قروش ونصف.

وفعلاً، اتفق مصطفى وفؤاد على الذهاب إلى المسرح في مساء اليوم التالي. لم ينم فؤاد في تلك الليلة بانتظار رؤية الريحاني على خشبة المسرح للمرة الأولى، وكالمعتاد لم يصارح والدته، مكتفياً بإخبارها أنه سيخرج بصحبة صديقه مصطفى، خوفاً أن ترفض ذهابه إلى المسرح.

القرار الحاسم

خرج فؤاد في اليوم التالي متوجهاً إلى المسرح مع زميله مصطفى، وبعدما قطعا تذكرة واحدة جلسا على الكرسي نفسه، انتظاراً لرفع الستارة ومشاهدة نجيب الريحاني، والذي ظل فؤاد يركز في أدائه وحركته على المسرح بشكل أثار اندهاش صديقه مصطفى الذي كان يعلِّق على إيفيهات المسرحية، بينما بقي فؤاد صامتاً متأملاً أستاذه. وفي طريق عودته ظل شارد الذهن، لا يفكر سوى في ما شاهده على خشبة المسرح، ولأيام تالية ظل على الحال نفسها إلى أن اتخذ قراره بضرورة دراسة فن التمثيل، بوصفه مستقبله وحياته التي لا يمكنه الابتعاد عنها.

حسم فؤاد قراره لكنه أجل مناقشته مع والديه حتى ينتهي من دراسة التوجيهية، ليكون بعدها مؤهلاً للاتحاق بمعهد التمثيل. وفعلاً جاء اليوم الموعود وألقى قنبلته التي أثارت ثورة عارمة، خصوصاً والدته التي اعتبرت ما قاله {مخيباً لأملها فيه}، فيما والده كان أكثر تفهماً وتقبلاً للفكرة، إذ كانت لدراسة الأب في الخارج دوراً في تفتحه، ثم تقبله للفكرة، أضيف إليها عمله بالجامعة وثقافته. وكلها عوامل أسهمت في احترامه الفن، لذا حاول إقناع زوجته بالعدول عن موقفها، خصوصاً بعدما وجد لدى نجله رغبه قوية في دراسة التمثيل واحترافه. إلا أن الأم والتي تمسكت بموقفها، دفعت الأب إلى أن يقترح حلا وسطا.

الأب: إيه رأيك تأجل دراسة التمثيل 4 سنين بس.

فؤاد: إزاي... مش فاهم؟

الأب: يعني تدخل أي كلية وتخلص دراستك فيها وبعدها تبقى تدرس التمثيل براحتك.

صمت فؤاد، فواصل الأب، قائلاً: أصل التمثيل في الأصل موهبة، وأنت ممكن تمارسه من دون دراسة، ولما تخلص أبقى أدرس براحتك.

وتدخلت الأم قائلة: على الأقل يكون في أيدك شهادة تستوظف بيها، وأبقى مثل براحتك محدش حيمنعك.

لم يدم تفكير فؤاد طويلاً، وقبل على مضض هذا الحل الوسط، فتمسك والدته بقرارها كان من المستحيل العدول عنه، لذا التحق بكلية التجارة جامعة عين شمس، وفي أول يوم له بالجامعة، لم يسأل عن مدرج المحاضرات، ولكنه سأل عن مسرح الجامعة وموعد اجتماع فريق التمثيل.

التلميذ العاشق

لم يكتف فؤاد بتفريغ {طاقة التمثيل} على خشبة مسرح الجامعة، ولم يشبعه تفوقه على زملائه وتصدره مقدمة الصفوف بينهم، وحصده أهم الأدوار في العروض المسرحية رغم أنه كان {طالباً مستجداً}، إذ إن عشقه للفن ورغبته في تعلم أصوله وقواعده وإثقال موهبته فيه دفعته إلى ارتياد مسرح الريحاني بصورة دائمة. كذلك كان حريصاً على أن يحضر العروض بصورة شبه يومية، وأن يجلس في مكان قريب من الكواليس ليتابع توجيهات الريحاني لأبطال العرض، لدرجة أنه اشتهر بين أفراد الفرقة {بالتلميذ العاشق}. حتى إن الريحاني كان يسأل مساعديه إذا لم يجده بين الحضور في الصالة: {فين التلميذ محدش لمحه النهارده؟}.

وصلت درجة عشق فؤاد للريحاني إلى الجنون، إذ لم يكتف بالحضور شبه الدائم لعروضه، ولكنه بدأ يراقب تحركاته بعد انتهاء العرض، فلاحظ توقفه يومياً بسيارته أمام {كشك صغير} كان يشتري منه سجائره، ومن جانبه كان يتظاهر بأنه يبتاع من الكشك أي شيء حتى فوجئ بالريحاني يتوقف يوماً أمام {الكشك} وينادي عليه.

الريحاني: أنت يا شاطر.

ارتبك فؤاد قبل أن يرد متلعثماً: أنا يا أستاذ؟

الريحاني: أيوة أنت وهو في حد واقف غيرك؟

في أقل من لحظة كان فؤاد يقف أمام سيارة الريحاني، فيما الأخير أخرج بعض الأوراق المالية من محفظته، وناولها لفؤاد، قائلا: ممكن تشتري لي علبة سجاير {لكي استرايك}.

فؤاد: حالاً يا أستاذ، وقد تنفس الصعداء، إذ توقع أن يوبخه الريحاني على ملاحقته الدائمة له.

تكرر المشهد نفسه مراراً، تتوقف سيارة الريحاني، لينادي على فؤاد الذي كان حريصاً دوماً على ألا يقترب من الريحاني إلا في حال نادى عليه، وفي كل مرة لا يتبادلا أكثر من الحوار نفسه الذي ينتهي بابتسامة شكر، مصحوبة بنظرة تتفحصه جيداً، أو بالأحرى تتساءل عما يتوقع أن يفاتحه به فؤاد، ولكن من دون جدوى. ففؤاد لم يكن يحلم بأكثر من ذلك، فقط يقترب بهدوء من مثله الأعلى، ما يشعره بقمة السعادة وحسب.

إلا أن الأقدار كانت أكثر رحمة على فؤاد، وتخبئ له ما لم يكن يتوقعه، إذ فوجئ بشقيقته صفية تخبره ذات يوم بمفاجأة لم يتوقعها أو يتخيلها.

صفية: عندي لك مفاجأة يا فؤاد مش حتصدقها؟

فؤاد بفضول: خير قولي؟

صفية والابتسامة تعلو وجهها: عارف مين حيحضر فرحي؟

فؤاد: مين؟

صفية: مش حتصدق، نجيب الريحاني، وعموماً لازم تشكرني، لأني أنا اللي طلبت من محمد خطيبي يعزمه في الفرح، بعد ما عرفت أنه صاحبه جدا.

كانت صفية شقيقته الكبرى قد التحقت بالعمل في الإذاعة المصرية، وما هي إلا بضعة أشهر حتى طلبها للزواج زميلها في العمل محمد شعبان أو كما اشتهر إعلامياً في ما بعد بـ {بابا شارو}، خصوصاً بعد نجاحه في تقديم برامج الأطفال.

أذهلت المفاجأة فؤاد، وظل يتحين يوم الزفاف على أحر من الجمر، غير أن الريحاني وبمجرد رؤيته فؤاد يتوجه نحوه مرحباً به، أصيب بحالة من الهلع، إذ تصور أن مطاردات {التلميذ العاشق} وصلت إلى حد اقتحام {أفراح الناس} والتطفل عليهم، فبادره موبخاً: أنت يا ابني عاوز مني إيه، هي وصلت لحد أنك تقتحم أفراح الناس؟ ده فرح يا حبيبي مش مسرح علشان تيجي ورايا.

كانت كلمات الريحاني أشبه بالصاعقة التي سقطت على رأس فؤاد، صمت تماماً ولم ينطق بكلمة، وما هي إلا ثوان مرت كالدهر قبل أن يظهر العريس مرحباً بضيفه، وعندما اقترب منه كان الريحاني لا يزال يبوخ فؤاد.

بادر بابا شارو قائلا: خير يا أستاذ مالك ده فؤاد أخو العروسة.

الريحاني مذهولا: أنا أسف يا ابني، والله كنت فاكره معجب بيا وجه ورايا الفرح.

ضحك بابا شارو، وواصل: هو فعلاً من المعجبين بيك، أقصد من المجانين، ده بيعشقك وبيقلدك في كل مسرحياتك.

ضحك الريحاني، وهو يصافح فؤاد، قائلا: مش تقول كده يا فؤاد، معلش يا حبيبي متزعلش مني.

كان زفاف شقيقته نقطة تحول في علاقته مع أستاذه، ليس فقط لأنه عرف درجة {هوسه بفنه}، ولكن لأن علاقته بالريحاني بدأت تأخذ منحنى آخر، أي من معجب بفنان وسط آلاف المعجبين إلى أحد المقربين منه، وفي نهاية الفرح طلب منه الريحاني أن يزوره بالمسرح في اليوم التالي.

لم ينم فؤاد ليلته وظل يعد الدقائق والساعات تحسباً للموعد الذي انتظره طويلاً، ولم يتخيل أنه سيتحقق أبداً. وعندما حانت اللحظة المرتقبة، كان فؤاد يقف أمام باب المسرح ليس كمتفرج يشاهده من بعيد بل دخل كواليس المسرح التي راقبها عن بعد مرارا، وشاهد أستاذه عن قرب.

منذ هذه اللحظة ارتبط فؤاد بأستاذه، لازمه في حياته كظله، ومن جانبه أحبه الريحاني بشدة، وأعتبره ابنه الذي لم ينجبه، أو سكرتيره الخاص ورفيقه الدائم. ولكن لم يستغل فؤاد علاقته بالريحاني ليطلب المشاركة بأي من عروضه ولو دور صغير. الاستغلال الوحيد الذي أقدم عليه حينما طلب منه أن يجري معه حواراً صحافياً مطولاً لمجلة الجامعة، كان مثاراً لحديث الجميع، نظراً إلى طبيعة الأسئلة التي تطرق إليها الحوار والتفاصيل الكثيرة التي لا يعرفها أحد عن الريحاني، ما دفع المسؤول عن المجلة إلى أن يكتب على غلافها وتحت صورة الريحاني {أصغر طالب يحاور أكبر فنان}.

انشغال فؤاد بأن يكون مرافقاً للريحاني على المسرح جعله يرسب لمدة عامين متتالين بالجامعة، ما دفع والدته إلى تحذيره بأنها ستمنعه من الذهاب إلى المسرح مجدداً إذا رسب للعام الثالث في الكلية، الأمر الذي أجبره على الانتباه إلى دروسه والتخرج والانتقال إلى السنة الأخيرة.

اليوم الموعود

في السنة الأخيرة من كلية التجارة، كان فريق التمثيل بقيادة فؤاد المهندس يسعى إلى المنافسة على كأس {يوسف بك وهبي} في التمثيل، والذي كانت كليات الجامعة تتنافس عليه من خلال مسرحية تقدمها كل كلية في نهاية العام الدراسي.

تحمس فؤاد لأن يقدم عملاً مسرحياً بتوقيع عملاق المسرح نجيب الريحاني، فعلاً تجرأ، وتحدث معه حول رغبته في أن يكون مخرج عملهم المسرحي.

فؤاد: أنا عاوز أطلب من حضرتك طلب يا أستاذ نجيب؟

نجيب بقلق: خير يا فؤاد؟

فؤاد: خير إن شاء الله، أنا عاوز حضرتك يا أستاذ نجيب تبقى مخرج المسرحية اللي هنعملها في الجامعة.

نجيب: مسرحية أيه.

فؤاد: في مسابقة كأس يوسف بك وهبي، والمفروض فريق كل كلية يشارك بمسرحية ننافس بيها، وأفضل مسرحية هتفوز بالكأس.

نجيب: بس أنت زمايلك هيعرفوا يمثلوا كويس؟

فؤاد: هما بيحبوا التمثيل قوي، وهيفرحوا قوي لو حضرتك وافقت.

نجيب: طيب أشوفهم الأول وبعدين أقرر.

فؤاد: تحب أجيبهم أمتى.

نجيب: لا أنا هاجيلكم الكلية بكرة.

لم يصدق فؤاد المهندس أن نجيب الريحاني وافق على اقتراحه بهذه السهولة. لم يكن يعرف أن الريحاني كان يسعى دوماً إلى اكتشاف المواهب الجديدة في التمثيل، ووجد في عرض المهندس فرصة للتعرف إلى مواهب جديدة بالجامعة قد يكون فيها من يصلح لينضم لفرقته.

في اليوم المحدد، انتظر المهندس أستاذه الريحاني على باب الجامعة، وصحبه إلى الكلية، حيث كان بانتظارهم فريق التمثيل، وبعد مناقشات استمرت لأكثر من ساعة، وافق الريحاني على إخراج العرض، بل اختار مسرحية {رواية كل يوم} للتنافس بها على كأس يوسف وهبي، والتي ستحمل توقيع الريحاني مخرجا، ومن بطولة فريق التمثيل بالكلية.

وعلى الفور بدأ التحضير للمسرحية والبروفات بشكل يومي على مسرح الجامعة، وعلمت الفرق المتنافسة أن الريحاني سيكون مخرج عرض كلية التجارة، ما جعلهم يشعرون بتميز فريق الكلية لاستعانتهم بممثل ومخرج محترف مثل الريحاني.

بعد اختبارات عدة للطلبة الموجودين في الكلية، منح الريحاني فؤاد المهندس دور البطولة، بعدما شاهد أداءه المبهر على المسرح، خلال التمرينات التي أجراها للطلاب، كي يختار الأنسب منهم للأدوار، ومن جانبه لم يتخيل فؤاد أن أستاذه سيمنحه دور البطولة عن جدارة واستحقاق وليس مجاملة لعلاقة المحبة التي جمعتهم.

فؤاد: عاوز أسأل حضرتك سؤال يا أستاذنا؟

الريحاني: أتفضل خير؟

فؤاد: هو حضرتك اخترتني لدور البطولة لأني أستحقه فعلا ولا.

الريحاني مقاطعاً: وهو أنت متخيل أني ممكن أجامل في الفن؟، أنت لو ابني من صلبي ومش موهوب عمري ما حديك الفرصة دي أبدا، أنت فعلا موهوب يا فؤاد وجدا كمان، وحيبقى لك شأن كبير، وبكرة تفتكر كلامي ده كويس، أنت بس ركز واجتهد وحتنجح.

كان العرض هو البطولة الأولى الحقيقية التي حصل عليها فؤاد في مستهل مشواره، فرغم ترأسه فريق التمثيل وقيامه ببطولة كثير من العروض، فإن العرض كان له سحره الخاص، لأنه بتوقيع أستاذه نجيب الريحاني.

اعتاد الريحاني على التوجه إلى مسرح الكلية يومياً وعلى مدى شهرين متواصلين لإجراء التمارين مع فريق العمل، ورغم انشغاله بمشاريعه الفنية، وهو درس آخر مهم تعلمه فؤاد يخص احترامه للفن وتقديسه له حتى لو كان يعمل مع مواهب شابة غير معروفة ومن دون أجر.

وجد فؤاد في هذه التجربة فرصة لتعلم الكثير عن المسرح، وفن أداء الممثل وكيف يتفهم الشخصية ويعبر عنها، وطريقة وقوفه وحركته بل {دخلته} إلى خشبة المسرح، وهو ما أفاده لاحقاً ولم ينساه أبداً، إذ كان أقرب إلى {النقش على الحجر}.  

حقق فؤاد حلم حياته على يد الريحاني، ذلك الحلم الذي انتظره طويلاً، أملاً في لحظة التتويج على المسرح. إلا أن الرياح دوماً تأتي بما لا يشتهيه فؤاد ولا يحبه، فالحلم ضاع في اللحظة الأخيرة، إذ إن فؤاد لم يحضر العرض.

فما السبب الذي منعه؟ وكيف تعامل الريحاني بعد غياب تلميذه عن العرض؟

هذا ما سنعرفه في الحلقة المقبلة.

بابا شارو

* الإذاعي محمد شعبان «بابا شارو» من مواليد 21 سبتمبر 1912 تخرج في كلية الآداب، والتحق بالإذاعة فور تخرجه، ‏حيث عمل بالإذاعة كمقدم برامج ومذيع. كان سبب عمله ببرامج الأطفال هو غياب مقدم البرنامج الأصلي في أحد الأيام، فتم تكليفه بتقديم الحلقة، وحدثت غلطة مطبعية فبدلا من كتابة بابا شعبان تم كتابة بابا شارو في الورق عند التقديم للحلقة، ولكن بعد إذاعتها أحبه الناس، خصوصاً الأطفال لأسلوبه المميز، فكلف من يومها بتقديم برامج الأطفال، واشتهر بلقب «بابا شارو».

تُوفي عام 1999، وهو أحد أهم رواد الإذاعة المصرية، ويعتبر المؤسس لمدرسة برامج الأطفال الإذاعية في العالم العربي كله.

back to top