المجلس ناقش تداعيات العمل الإرهابي... والحكومة تؤكد أن الدولة في حالة حرب بعد حادث تفجير مسجد «الصادق»

نشر في 01-07-2015 | 00:05
آخر تحديث 01-07-2015 | 00:05
الغانم: الكويت تصدت لتفجير «الصادق» بشكل استثنائي ومذهل
وافق على تعديلات قانون تنظيم الاتصالات في المداولتين وأحاله إلى الحكومة
إحالة النواب من مجلس 1992 إلى مجلس 2013 لهيئة مكافحة الفساد
خيم الحزن على جلسة مجلس الأمة أمس، التي بدأها بتأبين ضحايا الحادث الإرهابي الذي استهدف المصلين في مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر.

وعقب بيان تلاه رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، أكد فيه أن الحكومة عصية على من يريد بث الفتنة بين أبنائها، تحدث النواب معبرين عن إدانتهم واستنكارهم لهذا الحدث، وسط مطالبة لوزارة الداخلية باتخاذ إجراءات كفيلة بردع كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن.

وكشف نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد أن «الكويت تعيش حالة حرب بعد حادث الإمام الصادق».

كما وافق المجلس على طلب احالة النواب من مجلس 1992 الى مجلس 2013 لهيئة مكافحة الفساد، وذلك استكمالا لملف الايداعات المليونية.

ووافق المجلس على تعديلات قانون تنظيم الاتصالات في المداولتين الاولى والثانية، واحالته الى الحكومة.

ومن المقرر أن يناقش المجلس، في جلسته اليوم، عددا من القوانين المدرجة على جدول أعماله، والحالة المالية للدولة، ثم يفض دور الانعقاد.

افتتح رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم الجلسة الساعة 13:30 ظهر امس وتلا الامين العام اسماء الحضور والمعتذرين والغائبين عن الجلسة الماضية.

وصدق المجلس في بداية جلسته على مضبطتي الجلستين الماضيتين، وعقب ذلك ابن الغانم رئيس ديوان المحاسبة السابق عبدالعزيز العدساني وشاطرت الحكومة المجلس تأبين الراحل.

تأبين الشهداء

وتلا الامين العام طلبا بشأن تخصيص ساعة من الجلسة لتأبين شهداء مسجد الامام الصادق.

وقال رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم إن الكويت أميرا وحكومة وشعبا تصدت منذ اللحظات الأولى للحادث الارهابي الاثم الذي استهدف مسجد الامام الصادق الجمعة الماضية «بشكل استثنائي ومذهل». وقال الغانم في كلمة له خلال تأبين المجلس لشهداء الحادث الارهابي إن «ظهر يوم الجمعة الماضي وبينما كانت مساجد الكويت الامنة تغص بالمصلين ضرب الارهاب الاسود مسجد الامام الصادق بمنطقة الصوابر» ما اسفر عن سقوط 26 شهيدا و227 مصابا.

وأضاف ان «الارهاب الجبان أرادها فتنة فاذا بها قيامة وطنية وانتفاضة شعبية وتعبئة عفوية عامة وارادها صراعا بين مذهبين فاذا به دين واحد لاله واحد ونبي واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة كما أراد الارهاب مسجدين فاذا بنا في مسجد واحد».

وأوضح ان «الارهاب اراد عزلا لشعب عن قيادته فاذا بأمير هذه الارض الطاهرة وقبل الجميع كان حاضرا في مشهد الدم والموت يفتش عن ابنائه بين الركام» لافتا الى انه «بالرغم من الحزن الذي ألقى بظلاله على كل بيت من بيوت الكويت فإن هذا الشعب الأصيل استطاع أن يحول الحزن الجمعي الى طقس مليء بالاشارات والرموز والرسائل تصب جميعها في خلق مناخ من التضامن والتلاحم والتعاضد المجتمعي شديد الخصوصية واستثنائي وعفوي وفوري وقبل كل شيء فهو كويتي وبامتياز».

وذكر الغانم ان «ما يهم وما يبعث على الفخر هو ردة فعل الكويتيين التي كانت سريعة ومنظمة وصادقة ولم ينتظر احدا فرمانا أو توجيها ليتحرك ويقوم بمسؤوليته».

وكان اول المتحدثين النائب يوسف الزلزلة الذي اكد ان الحادث التكفيري الاثم الذي قامت به مجموعة تكفيرية ارهابية هو اجرام كبير في حق الكويت والانسانية جمعاء.

وشدد الزلزلة على ان هذا الحدث الدامي احيا في الكويت الولاء للوطن ودموع سمو الامير عكست ان سموه ينظر للجميع باعتبارهم اولاده وما رأيناه من توافد مئات الاف الكويتيين لتقديم العزاء في الشهداء سطر ملحمة الوحدة الوطنية.

من جهته، قال خلف دميثير: اهنئ الشعب الكويتي على وقفته الاصيلة ووحدته الوطنية خلال عملية تفجير مسجد الامام الصادق، لافتا الى ان الكويتيين كانوا يدا واحدة وتجمعهم الازمات والمحن والشدائد ولا تفرقهم.

وذكر ان الشعب الكويتي صغيرا وكبيرا نساء ورجالا سطر اروع الامثلة في الوحدة الوطنية، موضحا ان وجود سمو الامير في موقع الحادث بعد دقائق من الانفجار دليل على حب الامير لشعبه وتأكيد الوحدة الوطنية.

وأشاد بدور وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الذي اكتشف رجاله خيوط الجريمة في اقل من 48 ساعة كما احيي وزارة الصحة والاعلام لجهودهما تجاه معالجة المصابين وتوعية الشعب الكويتي بالحقائق وايضاح الامور، ورحم الله شهداء الكويت نجوما تتلالأ لتكون عنصرا جديدا على طريق الوحدة الوطنية.

كلاب النار

وقال محمد طنا ان الشعب الكويتي وقف صفا واحدا خلف اميره الذي ابهر العالم بتواجده بموقع الحادث ليؤكد ان الشعب الكويتي واحد، وان جميع القبائل والطوائف لا تختلف على حب الكويت، لافتا الى انه لا تزر وازرة وزر اخرى، فمنذ تعرض موكب الامير الراحل للانفجار في الثمانينيات الى حادثة الصادق كان الشعب الكويتي رجلا واحدا، لافتا الى ان القبائل وخاصة الشمال هم من اهل الكويت، ويجب الا يظلم البدون بما ارتكبه كلاب النار، وان الدواعش بكل مناطق الكويت.

بدوره، طلب فيصل الدويسان خمس دقائق لتلاوة قصيدة وطنية.

وسأل سعدون حماد الله ان يتغمد الشهداء برحمته ويسكنهم فسيح جناته، منوها بحرص سمو الامير على التواجد في موقع الحادث الاليم ما أطفأ نار الفتنة، وأكد ان الكويتيين يد واحدة وان دموع سموه الغالية تعبر عن الم القائد تجاه شعبه، مشيرا الى ان هذه الاعمال الارهابية لن تكون الاخيرة ولابد من اخذ الحيطة والحذر ولابد من تشريعات تدعم جهود وزارة الداخلية لمكافحة الارهاب.

وطالب الحكومة بالإسراع في مشروع الكاميرات والا تقف الميزانيات حجر عثرة امام ذلك المشروع المهم، وان يكسر الروتين على هذا الصعيد، ليس كذلك فحسب بل ان الجمارك يجب ان تدعم بالاجهزة الحديثة، وان يتم استيراد الاجهزة الحديثة المتطورة لحفظ امن البلاد، وهذه مسؤولية وزير المالية، والمتفجرات مرت عن طريق الجمارك وعلى المجلس ان يكون له دور واضح تجاه هذه الامور.

كشف المتفجرات

وقال جمال العمر: أعزي الكويت بهذا المصاب الجلل، مؤكدا ان العمل الاجرامي حدث في البلد الانساني وكان المواطنون صياما ساجدين، موضحا ان الرد جاء سريعا وان الدماء الذكية وحدت الكويتيين.

واشار الى ان البلد في حالة حرب مع الارهاب وهذه المرحلة الاولى التي انتصر الشعب الكويتي فيها، متسائلا: هل هناك ضمانات بأن المشكلة لن تتكرر؟ وما دور الحكومة على هذا الصعيد؟ لافتا الى ان الكويتيين بحاجة الى جهاز لادارة الازمات، فلا يجوز ان الجمارك لا توجد لديها اجهزة متطورة لكشف المتفجرات، فهناك سيارات مفخخة قد تنفجر في اي لحظة، ولابد من الابتعاد عن البيروقراطية في استيراد الاجهزة المهمة لكشف المتفجرات.

وطالب الحكومة بإنشاء مجلس حرب، فالبلد يعيش حرب استنزاف ويجب ان نستعد لما هو اسوأ.

من جانب آخر، قال عبدالحميد دشتي ان حدوث الفتن في هذه الامة قدر الهي لافتا إلى أن 27 شهيدا قتلوا عدوانا وظلما وهناك 227 جريحا راحوا ضحية الحادث، مؤكدا ان الدواعش ارادوها فتنة ليطفئ سمو الأمير نار الفتنة في موقف لم يحدث في العالم، مؤكدا ان الكويتيين اكدوا انهم شعب واحد واننا لو قبلنا الارض تحت اقدام المعزين لن نوفيهم حقهم.

الرحمة والخلود

اما صالح عاشور فقال: نطلب الرحمة والخلود للشهداء والدعاء بالشفاء للمصابين، مشيرا إلى أن كلمة هذول عيالي هي كلمة السر لسمو الامير لحفظ اهل الكويت واطفاء نار الفتنة واهالي الشهداء والكويتيون والشعب ينتظرون دورا مغايرا للحكومة تحت شعار كفى مجاملات، اما ان تكون او لا تكون، والحكومة اذا لم تستطع تحمل المسؤولية فلتسلم الامانة لغيرها، فالى متى الغمز واللمز والتكفير في المعاملة او في وزارات الدولة؟ فأين وزير الكهرباء من ايصال الكهرباء للمساجد غير المرخصة؟ واين وزير البلدية من المساجد غير المرخصة؟

وقال: فشلنا في الخطاب التعليمي والاعلامي والديني ما ادى الى الكارثة واذا لم نتحرك في كل الجهات ونحم الشعب والكويت واذا لم نجد التحرك القوي من المسؤولين فسنأخذ موقفا ولا احد يلومنا واذا لم نترجم الاقوال الى افعال ما فينا خير.

شاهد عيان

وقال خليل الصالح «انا شاهد عيان للحادث سمعت ورأيت وحسيت بالانفجار والدماء والاشلاء المتطايرة، لماذا هل عاثوا فسادا في الارض إنهم مسلمون صلوا وصاموا في المسجد لماذا يقتلون؟ لكن ما يشفع لهم هو شهادتهم، ويوم الحساب سترون الدماء الذكية سالت للكويت».

واشار الى انها كانت لحظات عصيبة، «هذا يستشهد وهذا يقول ساعدني إلى أن جاء سمو الأمير الذي لم يفرق بين سني وشيعي، ودخل المسجد ليتفقد الشهداء والجرحى وهذا أميرنا لنفتخر فيه».

ظلام الفتنة

ووصف عبدالله الطريجي تفجير مسجد الصادق بأنه جريمة لا تغتفر، وكان الوضع مأساويا الى ان ظهر سمو الامير الذي كان نورا في ظلام الفتنة ليجمع الشعب تحت كلمة الكويت.

وتابع الطريجي ان المجرمين ارادوا بفعلتهم الشنيعة ان يفرقوا بين الشعب الكويتي، لكن هيهات، فالكويتيون سطروا اروع ملحمة في الوحدة الوطنية.

وأشاد بدور رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وجهود وزارة الداخلية والوزير الخالد الذي وعد فأوفى بضبط الجناة، موضحا ان «الجمعة الماضي كان يوم صباح الاحمد، واذا كان عبدالله السالم أبوالدستور فأميرنا أبو الكويتيين».

تشريعات جديدة

من جهته، قال عبدالله المعيوف ان فاجعة الصادق صدمت كل اهل الكويت والخليج، مشيدا بوقفة دول مجلس التعاون وأشاد بدور رئيس مجلس الامة في تجميع النواب تحت كلمة الكويت والوحدة الوطنية.

وأوضح ان الشعب الكويت في الازمات شعب واحد وعلينا التفكير بعقلانية في المرحلة المقبلة، فالخطر موجود، ولدينا وزير داخلية كفؤ هو ورجاله الذين اكتشفوا الخلية ومن وراءها، ونحن كنواب بحاجة الى تشريعات جديدة، ومثلما لا نفرط بالديمقراطية لابد الا نفرط ايضا في امن البلاد، مشيدا بدور وزيري الصحة والاعلام.

وطالب المعيوف الوزير الخالد والحكومة بتوفير الاجهزة الامنية الحديثة والخبرات للعمل على كشف كل من تسول له نفسه العبث بأمن الكويت.

بدوره، اشار عادل الخرافي الى ان ما اصاب الكويت امر محزن، ونحن نتكلم عن دولة نموذجية للعالم، ونحن في بلد يفتقد الامن، موضحا ان الحكومة لم تستفد ولم تعتبر وقبل شهر كان الخطر موجودا ولم تحرك ساكنا، وعلينا انتقاد الذات، مؤكدا ان الحكومة غير مستعدة للاحداث الحالية ونحن مسؤولون عما حدث، مشيدا بسمو الامير الذي استطاع بعفوية الكويتي الاصيل ان يطفئ النار.

وأشار احمد مطيع الى ان ما حصل كان تفجيرا غادرا دون مراعاة للصلاة والمسلمين وفي شهر الصوم، مؤكدا ان ما حدث جريمة لايقوم بها مسلمون انما شرذمة إرهابية لا تمت للدين بصلة من خلال هذا الفعل الشنيع الذي تدينه كل الأديان السماوية.

وقال عبدالله التميمي ان الطغاة والمجرمين ارادوا ان يؤثروا بالكويت ويفرقوا بين اهلها لكنهم صدموا بأن المصاب مصاب واحد للجميع وان الشهداء هم لكل بيت في الكويت، لافتا الى ان الوطنية الكويتية يجب ان تدرس بالعالم وهي نادرة كما انه نادرا ان تجد بلدا صغيرا بإمكانات محدودة يعطي ابلغ الدروس في الوطنية والكويت اكرمها الله بقائد فريد من نوعه حضر كالفارس المقاتل رافضا بقاءه في قصره من منطلق قوله (هذول عيالي).

خطاب حماسي

وقال عبدالرحمن الجيران ان وزير الخارجية قالها ان الكويت ليست بمعزل عن الارهاب ونحن لا نريد اليوم الخطاب الحماسي ويجب ان نفكر بعقل والسؤال الان هل يمكن اجتثاث الفكر التكفيري؟ الاجابة: لا يمكن، فالقضية ليست مجموعة متطرفة فحسب انما الامر يتعلق بالغرب الذي يدعم الارهاب، والمسألة ليست سنة وشيعة انما هناك حرب انظمة من خلال معسكرين، شيوعي تقوده روسيا والاخر تقوده اميركا.

وأكد الجيران انه لا يوجد اي عالم من السنة يدعم هذه الجرائم وحتى الكافر لا يمكن قتله بظلم، فكيف اذا كانت القضية تتعلق بمصل وصائم؟ موضحا انه لا أحد يجب ان يزايد في هذا الاتجاه، لافتا الى اننا لا يمكن ان نوقف الارهاب والتطرف فنحن دولة صغيرة، موضحا ان من أهم اسباب التطرف والارهاب وسائل التواصل الاجتماعي فضلا عن الدور السيئ لجامعة الدول العربية التي تعيش على سرير الانعاش، مشددا على ضرورة تكاتف الدول العربية بعدما طال الفكر الارهابي الجبان كل الشعوب العربية وهو فكر خسيس.

وحذر مطيع وزير التربية من تعديل مناهج التربية الاسلامية، لافتا الى ان زيارة القبور جائزة وأن التفكيريين لا دين لهم.

بدوره، قال سلطان اللغيصم ان صباح العز حمل هموم شعبه ووطنه موضحا ان دموع سمو الامير جمعت تحت كلمة الحق واطفأت حمم الانفجار وكانت بردا وسلاما على الكويتيين.

كما أشاد بدور رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم، مؤكدا انه من الان لن نترك طائفيا يحاول تفتيت الكويت والكويتيين، موضحا ان من يرتكب الجرائم الارهابية يجب الا ننظر من خلاله الى قبيلة وطائفة انما يجب النظر لفعلته.

وثمن اللغيصم جهود وزير الداخلية ورجاله الاوفياء الذين واصلوا الليل بالنهار للتوصل الى من قام بهذه الجريمة، موضحا ان الكويت ستبقى ونحن زائلون.

وقال النائب فارس العتيبي: يجب ان نقف اليوم قيادة وحكومة وشعبا امام الارهاب ونشكر الجهود التي قام بها وزراء الداخلية والصحة والاعلام.

وطالب العتيبي الحكومة بالتكاتف وتشكيل لجنة من اجل وقف كل من يبث الفتنة بين ابناء المجتمع الكويتي.

من ناحيته، قال النائب كامل العوضي: «للمرة الاولى ارى دولة كاملة بمن فيها من مواطنين ومقيمين نساء ورجالا كبارا وصغارا حزينة جميعا على هذا الحدث الارهابي، وشكرا للشهداء الذين قدموا ارواحهم ليثبتوا لنا ما نستطيع التأكد منه في سنوات بتمسك الكويتيين بوحدتهم الوطنية، وهنيئا للكويت بشعبها المؤمن».

أجواء الغزو

بدوره، ذكر النائب سيف العازمي ان «الاجواء الآن تذكرنا بأجواء الغزو العراقي الغاشم، حيث التف الكويتيون بجميع أطيافهم حول سمو الامير»، مشيدا بوجود سموه في مسجد الامام الصادق فور وقوع العمل الارهابي رغم التحذيرات الامنية، مؤكدا ان ذلك يبين ان سمو الامير والد الجميع.

واكد النائب محمد الحويلة ان «هذا العمل زادنا لحمة وتعاونا وترابطا، وحضور الامير الى موقع الحادث ما هو إلا رسالة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الكويت».

كما أشاد الحويلة بالاجتماع الطارئ الذي دعا اليه رئيس مجلس الامة مرزوق الغانم، وما تعهد به وزير الداخلية خلال الاجتماع، حيث قال: «لن يهدأ لنا بال حتى يتم القبض على الجناة وقد اوفى بوعده».

وقال النائب حمدان العازمي: «نحن في البلد الطيب قد نختلف سياسيا حبا في هذا الوطن، إلا أننا كنا وما زلنا جسدا واحدا، وفي هذا العمل الاجرامي الذي لا يراعي حرمة المسجد وحرمة الشهر الفضيل وهتك لحرمة الامن والاستقرار، ونعلم ان الارهاب لا دين له».

واشاد العازمي بجهود وزير الداخلية بسرعة إلقاء القبض على الجناة، «ونؤكد انه كان هناك تقصير في الإجراءات الامنية والجمارك، لانه حسب الصحف ووسائل الاعلام تم التخطيط لهذا العمل قبل ثلاثة أشهر، وكان يراقب مسجد الإمام الصادق منذ أكثر من 20 يوما، واعتقد انه كان هناك تقصير واضح في الاجراءات الامنية، ونكرر اشادتنا بسرعة القاء القبض على الجناة».

فكر قديم

وقال النائب حمود الحمدان ان «العمل الارهابي لا يمت للاسلام بصلة، وهو فكر قديم جدا، وتجدد عند بعض الجماعات والتيارات، والمتتبع لا يجد نسبا تذكر بالنسبة لعدد الكويتيين المتأثرين بهذا الفكر».

واكد النائب محمد الجبري ان «الارهاب يكفر السنة ويكفر الشيعة، ونجحنا في تفويت الفرصة عليهم في هذا العمل الجبان الذي يهدف الى شق الوحدة، خاصة في ظل قيادة صاحب السمو التي نزلت دمعته العزيزة على قلوب كل الكويتيين».

واضاف الجبري: «نشكر وزير الداخلية، فقد كان على قدر المسؤولية، وعلى الحكومة دعم المنهج الوسطي من الطرفين، وان تحارب المنحرف من الطرفين، واذا حدث ذلك فنحن بخير».

وفي السياق ذاته شكر النائب عودة الرويعي سمو الامير على دوره في اطفاء نار الفتنة «ونعاهدك بأننا لن نخذلك، وسنكون على العهد، وحفظك الله وأبقاك قائدا للجميع».

الى ذلك، قال النائب سعد الخنفور ان فتح باب المسجد الكبير للمعزين رسالة وطنية من سمو الامير بان الكويت وطن واحد للجميع، ولا تفرق بين ابنائها والاخ وزير الداخلية رجل المرحلة الصعبة، فخلال 48 ساعة تمكن من كشف الجناة.

وقال النائب ماضي الهاجري: لقد حاول الارهابيون اثارة الفتنة لكن تواجد سمو الامير وأد نارها، فنشكر سموه وسمو ولي العهد وجميع الاجهزة الامنية والصحية.

وحرص النائب خليل عبدالله في بداية حديثه على توجيه العزاء للكويت مهنئا اسر الشهداء بنيل ابنائهم شرف الشهادة، مضيفا: من خلال تواجد سمو الامير في موقع الحدث وتوحد الشعب الكويتي اوجه رسالة واحدة للارهابيين مفادها «خسئتم».

وأضاف عبدالله: علينا ان نحسم امرنا هل نريد الانتصار في الحرب على الارهاب؟ مشيرا الى ان «الرغبة في الانتصار تؤكد توحد كل الجهات، ونحن نتطاحن في بعض الجبهات وعلينا توحيد الصفوف حتى نواجه الارهاب وشكرا للرجل الحديدي وزير الداخلية».

عبرنا الأزمة

في موازاة ذلك قال النائب احمد لاري ان «المنطقة تعيش مخاطر كبيرة ونحمد الله وبفضل تواجد سمو الامير وتوحد الكويتيين عبرنا الازمة».

وشدد لاري على ان «ما حدث ضريبة السياسة الخارجية التي تتبعها الكويت والمتمثلة في الاعتدال، وعلى الحكومة الاستمرار في الاستعدادات للتحديات الامنية واطلاع الشعب على ما تتخذه، وأطلب من الشعب إغلاق الواتس اب وتويتر والاعتماد على الاخبار من الجهات الرسمية حتى نفوت على الارهابيين الفرصة كما وجه التحية لجميع المعنيين».

اما النائب فيصل الكندري فقال ان سمو الامير رد على تحذيرات وزير الداخلية له من دخول المسجد بسبب عدم الامان بالقول «هذول عيالي»، وكل المصابين يقولون «ما حد يقدر علينا» وهذه رسالة يجب ان يفهمها الجميع فالكويت كلها صف واحد في مواجهة الارهاب.

وقال الكندري: «كل اهل الكويت يشكرون وزير الداخلية اليوم».

وتقدم النائب طلال الجلال بخالص التعازي الى الكويت في الشهداء، مشيرا إلى أن الارهابيين حاولوا ضرب وحدة المجتمع الكويتي، لكن الشعب زاد قوة وتماسكا وتوجه صفا واحدا الى بنك الدم والمسجد الكبير لتقديم واجب العزاء.

وشكر الجلال رئيس مجلس الأمة على موقفه الثابت والحكيم، كما شكر وزير الداخلية الذي قال لسمو الامير اذهب وارتح وخلال 48 ساعة سنكشف الجناة وأقول له: تسلم يمناك.

وفي السياق ذاته، قال النائب مبارك الحريص «ان الكويت مرت بحوادث كثيرة وكان حادث تفجير الامام الصادق أكثر فاجعة، والشعب الكويتي في كل الحوادث على قلب رجل واحد».

وقال النائب راكان النصف تحية اجلال وتقدير لشهداء الكويت ولسمو الأمير ولرجال الداخلية الذين تصدوا بكل بسالة لاسود الجزيرة، مضيفا: «وتحية اجلال للشعب الكويتي الذي واصل الدفاع عن وحدته الوطنية، فهي لم تكن المرة الأولى، فحرب الجهراء من أعظم الحروب التي خاضها للحفاظ على الوحدة الوطنية، وكان هناك قائد حكيم وشجاع انذاك هو سالم المبارك الذي دافع عن اهل الكويت ووحدته».

وتابع النصف: «سأفترض جدلا ان هناك دعما من دول الجوار، فالمفترض ان يكون لدينا ارض خصبة تشرب هذه الخلافات».

وأضاف النصف: «حسب الشواهد في الاقليم لا نقدر ان نقول ان ذلك سيكون اخر عمل ارهابي، وهناك كثير من الوزارات مسؤولة قبل وزارة الداخلية وهناك دعاة يلقنون الاولاد تعاليم لم تذكر في الدين الاسلامي والجمارك مسؤولة عن المنافذ».

واعتبر النصف ان المستهدف هوية الكويت قبل جغرافيتها والكويتيون في كل مرة يجددون تلاحمهم وتمسكهم بالوحدة الوطنية.

وبينما قال النائب عبدالله العدواني إن الحادث الإرهابي الجبان «لن يزيدنا إلا تماسكاً ووحدة، أشاد النائب سعود الحريجي بالموقف الشجاع والأبوي لقائد الإنسانية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في تفقد المسجد، وكذلك بالموقف البطولي والمسؤول لرئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم. من جهته أعرب النائب محمد الهدية عن الشكر لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد ورجال الأمن في سرعة القبض على الجناة.

وكان آخر المتحدثين نائب رئيس مجلس الأمة مبارك الخرينج الذي أكد أن حضور سمو الأمير في مقر الحدث، «كان البلسم الذي شافى جرح المصاب الجلل، ودمعتك يا بوناصر عبرت عن دموع أهل الكويت»، مضيفاً أن هذا الحادث الإرهابي «يقرع جرس الإنذار».

بدوره، طالب النائب عبدالحميد دشتي بأن يخلص المجلس إلى توصيات من سياق الكلام الذي تم طرحه. ومن جهته تلا وزير النفط وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د. علي العمير بيان الحكومة، مشيراً إلى أن يد الغدر امتدت إلى بلد الإنسانية.

وقال د. العمير «إن ما حدث من تفجير أثناء تأدية مصلين فريضة الجمعة أبى إلا أن يعكر صفو الوحدة والعبث بأمن الوطن واستقراره» لكن الكويتيين «وقفوا صفاً واحداً خلف سمو الأمير في مواجهة هذا العمل الإرهابي».

وكشف وزير الصحة ان اول سيارة اسعاف وصلت الساعة الواحدة اي بعد 8 دقائق من ورود البلاغ ووصلت 35 سيارة اسعاف الى موقع الانفجار وشاركت المستشفيات في استقبال الجرحي.

ولفت العبيدي الى ان عدد المصابين بلغ 286 تم التعامل معهم في حوالي ساعة ونصف وهو ما يؤكد ان الطاقم الصحي لم يتعامل وفق خطة الطوارئ وانما وفق خطة وطنية.

وقال وزير العدل يعقوب الصانع «نمى إلى علمي للتو ان رئيس المجلس الاعلى للقضاء قرر انه في حال احالة القضية الى المحكمة فسوف يكون لديهم محكمة خاصة دون المساس بقانون الجزاء، ووعدوا بالاسراع في هذه القضية».

وقال وزير التربية: «نحن حريصون على نبذ الطائفية والقبلية ومجموعة من النواب يخشون من المناهج، وهناك عملية مراجعة وليست تعديلا او تقييدا ولا يوجد فيها ما يدعو الى التطرف لتعزيز قيمنا الاسلامية».

وأخذ الغانم موافقة المجلس على جدول اعمال الجلسة امس واليوم وطلب من اللجنة التشريعية الاجتماع على هامش الجلسة للبت في تقريرين طلبتهما وزارة الداخلية حتى يتمكن المجلس من اقرارهما خلال الجلسة.

حدث في الجلسة

المعتذرون

جابر المبارك، وهند الصبيح، ونبيل الفضل، وروضان الروضان، ومبارك الخرينج.

علم الكويت

في مشهد عبر عن مدى تأكيد النواب والوزراء على الوحدة الوطنية ارتدى اعضاء السلطتين بداية الجلسة أوشحة عليها علم الكويت، وخيم الحزن على النواب والوزراء بسبب الحادث الارهابي الذي شهدته الكويت الاسبوع الماضي.

وشاح الخالد

كان لافتاً حرص نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد على ارتداء علم الكويت لحظة دخوله قاعة عبدالله السالم بداية الجلسة.

قرعة حماد

بينما طلب النائب سعدون حماد اجراء قرعة لمن يرغب في الحديث عن الحادث الارهابي بمسجد الإمام الصادق، قال الرئيس الغانم: لقد فتحت باب التسجيل مبكرا فطلب مهم مثل هذا لا يمكن تركه للقرعة.

مجلس حرب

طالب النائب جمال العمر بانشاء مجلس حرب لمواجهة الارهاب وصد الهجمات الارهابية.

بكى وأبكانا

قال النائب عبدالحميد دشتي ان سمو الأمير بكى عند زيارته لمسجد الإمام الصادق وأبكانا.

back to top