اضطرابات الأمعاء الوظيفية... هكذا تواجهون الأعراض

نشر في 01-07-2015 | 00:01
آخر تحديث 01-07-2015 | 00:01
No Image Caption
من الشائع أن نشعر بأوجاع في البطن أو بنفخة أو قرقرة في المعدة أو أن نصاب بالإمساك... لكن تتعدد الأعراض الهضمية التي تصبح أحياناً غير مقبولة إذا استمرت على مر أشهر متلاحقة. هذا هو معنى اضطرابات الأمعاء الوظيفية.
لا يمكن تفريغ الأمعاء بفاعلية من دون حد أدنى من الانقباضات العضلية والغازات. لكن قد تشكّل هذه الأعراض مصدر إزعاج حقيقي حين تتكرر وتترافق مع أوجاع أو أصوات!

يواجه 60% من الناس أحد هذه الأعراض مرة في السنة على الأقل ويصاب ثلثهم بهذه المشكلة مرة كل شهر. لكن في حالات أخرى، لا تقتصر الأعراض على انزعاج بسيط بل تتحول إلى عائق فعلي.

في حالة 5 إلى 20% من الناس، بين عمر العشرين والستين بشكل عام، تكون هذه الأعراض قوية وتدوم لثلاثة أشهر على الأقل في السنة. تنعكس هذه الاضطرابات الهضمية على نوعية الحياة بشكل بارز. تصيب اضطرابات الأمعاء الوظيفية نسبة مضاعفة من النساء مقارنةً بالرجال. في ما يخص الضغط النفسي الذي يُعتبر من العوامل المسؤولة عن هذه الاضطرابات، يشكل {بيئة حاضنة} تمهد لنشوء المشكلة لكنه لا يكفي لتفسير الحالة كلها.

ألم حاد

لا شك في أن الأعراض كافة تكون مزعجة لكن تُعتبر الأوجاع (تشنجات، انقباضات، حروق...) الأسوأ بينها في هذه الحالة.

 يمكن أن تخفّ الأوجاع أحياناً عبر التغوط. على مستوى تفريغ الأمعاء، قد يميل المريض إلى الإسهال حيناً أو الإمساك أحياناً.

وقد يصاب الفرد أيضاً باضطرابات مرتبطة بالمستقيم، فينتابه شعور مزعج جداً بعدم اكتمال عملية تفريغ المستقيم.

حساسية في الجهاز الهضمي

قد تؤثر الناحية النفسية على ظهور الأعراض الهضمية (كما يحصل مثلاً نتيجة الضغط النفسي الذي يرافق الامتحانات)، لكن تدخل اضطرابات الأمعاء الوظيفية في خانة الأمراض الهضمية التي لا ترتبط بأي عوامل نفسية.

لا تزال هذه الاضطرابات مبهمة (ينسبها بعض الباحثين إلى ناقل السيروتونين العصبي)، لكن يمكن ربطها بالحساسية المفرطة في الأمعاء، وتحديداً التهاب مجهري مزمن في الجهاز الهضمي لا يمكن رصده في الفحوص الاعتيادية.

 يؤدي هذا الالتهاب إلى اضطراب الخلايا العصبية والتسبب بأوجاع مزمنة من شأنها أن تسيء إلى آليات التحكم بالألم على مستوى الدماغ والنخاع الشوكي.

 يرسخ هذا الخلل الاضطرابات المرتبطة بحساسية الأمعاء. وهكذا تبدأ دوامة مفرغة حيث تسبب حساسية الأمعاء المفرطة أوجاعاً يعجز الدماغ عن السيطرة عليها فيردّ عبر زيادة مستوى الألم!

التشخيص العيادي

يكون تشخيص اضطرابات الأمعاء الوظيفية عيادياً وهو يتأكد عند وجود أعراض هضمية متعددة تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر في السنة. لكن لا يسمح مؤشر واحد، مثل الإمساك المزمن، بطرح تشخيص مؤكد.

لا حاجة إلى القيام بفحوص دم أو الخضوع للتصوير. بالتالي، لا يكون تنظير القولون إجراءً منهجياً. لكن يجب أن يكون تقييم الحالة شخصياً ويمكن اللجوء إلى تنظير القولون لاستبعاد بعض الأمراض مثل سرطان القولون حين تبدو الأعراض غير مألوفة (دم في البراز، وجود قيء أو بلغم، أوجاع ليلية) أو عند وجود عوامل خطر تمهد للإصابة بسرطان القولون.

كذلك، يجب استبعاد مشاكل الحساسية وعدم تحمّل الأغذية (وتحديداً الغلوتين والكازيين) لأنها قد تسبب أعراضاً هضمية حادة، ولا ننسى عدم تحمّل اللاكتوز الذي يطاول 20% من الناس.

علاج يستهدف الأعراض

يرتبط علاج اضطرابات الأمعاء الوظيفية بالأعراض وهو يرتكز تحديداً على الأدوية المضادة للتشنجات، مع أنها لا تكون فاعلة دوماً، أو حتى الأدوية التي تعزز تفريغ الأمعاء عند الحاجة. إذا فشلت هذه الخيارات، يقترح بعض الأطباء اللجوء إلى مضادات اكتئاب ثلاثية الحلقات، بجرعات متدنية، لأنها تستهدف آليات التحكم بالألم.

على صعيد آخر، تبدو المحفزات الحيوية فاعلة على المدى الطويل. في ما يخص الطب التقليدي، يمكن أن يعطي التنويم المغناطيسي وتقنيات الاسترخاء نتائج جيدة أيضاً.

نظام غذائي طبيعي

على المستوى الغذائي، يسمح حذف الغلوتين أو الكازيين بالتأكد من وجود حساسية أو عدم تحمّل الأغذية، وبالتالي استبعاد اضطرابات الأمعاء الوظيفية. وإلا يجب ألا يغير الفرد شيئاً في عاداته إذا كان نظامه الغذائي متوازناً، لكن يجب أن يتجنب استهلاك كمية مفرطة من الألياف لأنها قد تخفف المشكلة عند الإصابة بالإمساك ولكنها تعزز النفخة بسبب إنتاج الغازات بعد استهلاكها.

back to top