سعد الفرج: أسست قسم الدراما في تلفزيون الكويت (4-5)

نشر في 01-07-2015 | 00:02
آخر تحديث 01-07-2015 | 00:02
• أيقونة الفن الخليجي ورائد المسرح السياسي

في الحلقة الرابعة من الحوار مع الفنان القدير والكاتب الدرامي سعد الفرج أحد أعمدة الفن الكويتي، ومن أوائل ممثلي الدراما في الإذاعة، مؤسس فرقة المسرح العربي، قسم الدراما بالتلفزيون، ورائد الفكر والتنوير والمسرح السياسي، أضواء على تخصصه في الإخراج في مصر والمملكة المتحدة وأميركا وتأسيسه قسم الدراما في التلفزيون الكويتي.
ماذا كنت تحلم أن تكون؟

 

أن أكون محامياً، بعدما انهيت الدراسة في المرحلة الثانوية كنت استعد لدخول كلية الحقوق لأسير على درب مثلي الأعلى شقيقي الأكبر المحامي خليفة، لكن ابني بدر عوضني هذا الطموح  الذي لم يذهب أدراج الرياح،  وهو الآن يعمل في سلك المحاماة، وحاصل على درجة الماجستير في الحقوق.

 

لماذا حرصت في بداياتك على دراسة الفن والإخراج؟

 

من لديه موهبة عليه صقلها بالدراسة، ليحميها وينميها، وفي عز مكانتي في المسرح كنت شغوفاً بالتعلم، فتتلمذت على يد زكي طليمات في المسرح، بعدها سافرت في بعثة لأربع سنوات. رغم أن اسمي حقق، آنذاك، مكانة في رأس القائمة بين الفنانين في المسرح والتلفزيون، من خلال الأعمال التي قدمناها في ستينيات القرن المنصرم، حبذت الاستزادة وتعلم تفاصيل المسرح الدقيقة ومدارسه الحديثة.

 

من علمك أسس الإخراج التلفزيوني؟

 

تابعت أولى دوراتي في مصر سنة 1965   موفداً من تلفزيون الكويت إلى التلفزيون العربي، وعملت كمساعد مخرج متدرب مع المخرج الراحل نور الدمرداش وعلوية زكي. وأذكر أنني اشتركت مع نور الدمرداش في مسلسل “لا تطفئ الشمس”.

وفي عام 1969، أرسلت في بعثة دراسية إلى المملكة المتحدة، حصلت بعدها على دبلوم من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في الإخراج والإنتاج التلفزيوني. وعندما عدت إلى الكويت، طبقت ما تعلمته، من خلال «كاميرا كارت»، واستخدمت ثلاث كاميرات، إذ أخرجت تمثيلية «كأس الندم».

 

حدثنا عن تفاصيل التمثيلية التي أخرجتها. 

 

مدتها 40 دقيقة، باللغة العربية الفصحى المبسطة، لكن  التصوير امتد ثلاثة أيام، لأن طاقم العمل الفني لم يدرك، آنذاك، طريقة «كاميرا كارت»، فاستغرقت وقتاً طويلاً في تعليمه. التمثيلية من الأدب الفارسي، من إعداد فواز شعار، وشارك في بطولتها: حسين الصالح، عاطف شعبان، وفاء جمال وطيبة الفرج.

 

متى تم تعيينك في التلفزيون؟

 

عملت في وزارة الأشغال العامة (1956 - 1960)، ثم انتدبت إلى وزارة الشؤون الاجتماعية وعملت لمدة سنة، بعدها تم تعييني في تلفزيون الكويت في الأول من فبراير 1962، وكان التلفزيون، آنذاك، لم يتجاوز عمره  أربعة أشهر، فأسست قسم الدراما الذي ضم فريق عمل وجهز بالمعدات المطلوبة من كاميرات وغيرها التي يحتاجها قسم الدراما في أي مكان، وأنا فخور بأنني أسست للأجيال المقبلة ما تستفيد منه.

 

كم سنة أمضيت في قسم الدراما بالتلفزيون؟

 

28 سنة، ووصل عدد المخرجين إلى 14 مخرجاً، ونفذنا أكثر من 60 بالمئة من إنتاج التلفزيون، من بينها: ركن المرأة، ركن البادية، تمثيليات قصيرة تقدم في البرامج، تمثيليات مستقلة، مسلسلات، مع الاهتمام بالنوعية.

 

لماذا  انتدبت من الأشغال إلى الشؤون؟

 

لأن زكي طليمات عندما بدأ إجراء اختبار للأشخاص، طلب من حمد الرجيب وكيل الشؤون، آنذاك، أن يفصل الأشخاص الذين وجد فيهم طليمات استعدادا لأن يكونوا ممثلين، ومن بينهم عبدالحسين عبدالرضا، عبدالرحمن الضويحي، خالد النفيسي، حسين الصالح، مريم الصالح ومريم الغضبان.

 

هل رفض أحدهم الانتداب؟

 

نعم، عبدالرحمن الضويحي لأنه كان أمينا لصندوق وزارة الصحة، عبدالحسين عبدالرضا لأنه كان مسؤولاً في المطبعة، وعبدالوهاب سلطان لأنه كان مسؤولاً عن قسم التصوير في وزارة الإرشاد والأنباء (الإعلام حالياً).

ما المناصب التي تقلدتها؟

 

رئيس شعبة التمثيل والنصوص (-1962 1984)، ثم تقاعدت، وأصبحت مستشاراً للدراما في التلفزيون لفترة.

 

كيف تقيّم مرحلة عملك كمستشار للدراما؟

 

لم تدم طويلا، فعندما طلبت التقاعد، اشترط علي صاحب السمو الأمير صباح الأحمد، وكان وزيراً للخارجية والإعلام، آنذاك،  عدم ترك التلفزيون، وأن أعمل مستشاراً في التلفزيون والإعلام، فنفذت رغبته، وبعد تحرير الكويت، كلفني د. سعد بن طفلة، بعد تسلمه حقيبة الإعلام، أن أكون مستشاراً للدراما في تلفزيون الكويت، وبعد تركه الوزارة انقطعت عن العمل ولم أكلف بعمل آخر.

 

ما الشهادات العلمية التي حصلت عليها؟

 

عام 1971 أرسلت في بعثة دراسية إلى الولايات المتحدة الأميركية، ودرست فيها حتى عام 1974، وحصلت على بكالوريوس ودبلومين في التمثيل والإخراج المسرحي. وشاركت كمساعد مخرج في مسرحية للأطفال بعنوان “الملك إكس” التي قدمت عام 1973 في ولاية كاليفورنيا، وحصدت نجاحاً، ثم عرضت في لوس أنجلس.

 

هل كنت معروفاً كنجم في الجامعة بأميركا؟

 

عندما عُرض فيلم «بس يا بحر» في مهرجان البندقية الدولي، حصلنا على جائزة تقديرية، فنشرت مجلة «فرايتي» الأميركية الخبر مع صورة لي، وقرأها المهتمون بالفنون، وقالت الدكتورة في المحاضرة: «نجلس في القاعة وبيننا نجم حاصل على جوائز، صفقوا للفنان القدير سعد الفرج».

 

لماذا اهتممت بالنوع لا الكم؟

 

بسبب نصيحة الأمير الراحل المغفور له بإذن الله عبدالله السالم، وهو أبو الدستور ورجل حكيم، واعتبره  بمنزلة والدي، كان رجلا متواضعاً، أرسل في طلبي، في البداية استغربت هذه الدعوة وتساءلت: هل أنا في حلم أم علم؟ عبدالله السالم يطلبني شخصياً؟ وعند زيارتي له في قصر السيف ومعي غانم الصالح، حدثني بكل تواضع مثل الأب مع ابنه، وقدم لي نصيحة أسير عليها وملتزم بها حتى اليوم.

 

ما هي هذه النصيحة؟ 

 

أن أركز على الكيف لا الكم، لأنه الأبقى فنوعية العمل وجودته هما الأهم. كذلك أوصاني: «إذا كنت تمثل إركد». الكلام نفسه أوصاني به بروفسور أيام دراستي بأميركا.

ما يعني ذلك؟

 

أتذكر عام 1972 عندما كنت أدرس في أميركا الإخراج، لفت نظري البروفسور الدكتور ميلاف، ونبهني إلى أمور كنت أؤديها في التدريب العملي لإحدى المسرحيات أمامه، من بينها أنني أحرك أطرافي كثيراً،  لا سيما يدي ورأسي فيما وجهي قليل التعبير، فاصطحبني إلى غرفته كأجنبي لجهله لبلدنا الكويت واعتقاده بأنها قرية في إحدى الولايات، فشرحت له ورسمت له موقع الكويت على الخليج بالقرب من السعودية، عندها عرف إنني من بيئة صحراوية وبحرية، وعادة يكون التعبير بالصوت العالي أو بالإيماء، على غرار التعبير الحركي، فيما  تعبير الوجه ليس مهماً، فأوضح لي هذا الأمر، واكتشفت الـ «كاركتر الخليجي» الذي يمتاز بالتعبير الإيمائي وحركة الجسم والصوت القوي ليصل إلى مسافات بعيدة.

مسرح عبد الحسين

ماذا يعني لك إطلاق اسم عبدالحسين على مسرح السالمية؟

 

حضارة الأمم تقاس بفنها وإبداعها، وهذه المبادرات الجميلة تساهم في ارتقاء الحركة الفنية وتحفيز العاملين فيها على تقديم الأفضل، وبذل جهد مضاعف لبلوغ المراتب المتقدمة في مجالهم. فتسمية المسرح باسمه أمر مستحق، وتكريم الفنان عبدالحسين هو تكريم للحركة المسرحية وأجيالها.

 «الاحتقار»... و«سواها البخت»

• ما الذي حمّسك للمشاركة في التمثيلية التلفزيونية «الاحتقار»؟

 

موضوع جديد، وإعجابي بالرواية وهي للمؤلف والكاتب الإيطالي الشهير ألبرتو مورافيا، تتمحور حول زوجين ينشأ بينهما سوء تفاهم خفيف، في بادئ الأمر، ثم يصبح غير قابل للحل، وتنتهي الزوجة إلى احتقار الزوج، من غير أن يدرك السبب. ويؤدي هذا الاحتقار، الذي ربما كان بلا أساس، إلى نتائج فاجعة.

بطل مورافيا هنا كاتب مسرحي أصبح كاتب سيناريوهات سينمائية، وقد أثر  غرقه مع زوجته في هذا الوسط الجديد على التفاهم الكامل بينهما، لا سيما بعد ظهور منتج الأفلام الذي كان الزوج يعمل لحسابه، ويبدو أن علاقة غامضة قامت بينه وبين الزوجة. 

 

• هل حافظت على القصة نفسها؟

 

قمنا بـ «تكويت» العمل بأحداثه ومواقفه، حول تاجر سيئ يستغل زوجات موظفيه في الشركة من خلال ترغيب الزوج بالترقية والسفر لكي ينشغل عن زوجته، ما يتسنى للتاجر أن يستغل هذه الفرصة ويعبث بشرفهن. التمثيلية من إعداد غانم الصالح، سيناريو وحوار مصطفى بهجت مصطفى، إخراج يوسف مرزوق. شارك في البطولة إلى جانبي غانم الصالح وسعاد عبدالله.

 

اجتمع العمالقة في «سواها البخت» فهل سيجتمعون في التلفزيون؟

 

استمتعت كثيرا بهذه التجربة، وبإمكان التلفزيون أن يجمعنا كلنا في عمل واحد من إنتاجه، وهي عملية مجزية، ومثال على ذلك مسلسل «سوق المقاصيص» الذي جمعني مع عبدالحسين عبدالرضا وحياة الفهد، كانت كلفته الإنتاجية 240 ألف دينار، وحقق إعلانات بلغت 300 ألف دينار، فضلا عن تسويقه لاحقاً عبر فضائيات عدة.

 

لماذا لم نرك في الدراما العربية؟

 

أؤمن بأن الخليج بحاجة إلي أكثر من الخارج، و{من ساب داره قل مقداره».

back to top