دموع أعادت التاريخ

نشر في 30-06-2015
آخر تحديث 30-06-2015 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي هذا الحادث الأليم أظهر هذا الوطن الصغير بحجمه، الكبير بشعبه، في تلاحم قلّ نظيره، فبرزت صور رائعة لعل من أروعها تلك الدموع التي تحدرت من عيون قائدٍ حباه الله قلباً اتسع للعالم بأسره، فغدا قائداً للإنسانية.

عزّ على الشيطان أن يرى هذا البلد الطيب وقد أظله الرحمن بظله، ومنّ عليه بالأمن والأمان، فحرّك الشيطان جنوده فحصد أرواحاً بريئة وهي ساجدة لربها في يوم جمعة في شهر مبارك، وفي بيت من بيوت الله، فصعدت إلى بارئها وهي صائمة لتفطر بإذنه على موائد الجنة في ضيافة الرحمن.

والآن ماذا بعد؟! هل نترك الشيطان يجول ويصول في بلادنا الغالية المسالمة، فالتاريخ يشهد أن الله قد أحرق كل يد امتدت بالسوء إلى الكويت وأهلها، ولكن ماذا علينا الآن أن نعمل؟

 بالتأكيد هناك دروس قاسية لابد من استيعابها، لعل أهمها أن الشحن الطائفي الذي يقوم به البعض يعتبر الوقود والمحرك الأساسي لهذه الأعمال الآثمة، فلماذا لا تتم الاستعاضة عن ذلك الشحن بالتسامح والمحبة، ثم إن هذا الحادث الأليم أظهر هذا الوطن الصغير بحجمه، الكبير بشعبه، في تلاحم قلّ نظيره، فبرزت صور رائعة لعل من أروعها تلك الدموع التي تحدرت من عيون قائد حباه الله قلباً اتسع للعالم بأسره، فغدا قائداً للإنسانية.

 لقد أبكت تلك الدموع أعين وقلوب أهل الديرة بأسرها، فأعادت التاريخ إلى تلك اللحظة التي تحدرت فيها دموع أمير القلوب على صدى تصفيق حاد من كل دول العالم تأييداً للكويت وأهلها، وها هو العالم اليوم يصطف خلف الكويت لمواجهة غزو آخر لا يقل شراسة عن ذلك الغزو، سلاحه قلوب تحجرت ونفوس غمسها إبليس باستكباره، فلم يرف لهم جفن ولم يخشع لهم قلب، وهو يرى تلك الجموع ساجدة لا يفصل بينها وبين ربها حاجب.

 دعاؤنا من القلب أن يحفظك لنا قائداً وأخا ووالداً، وأن يحفظ الله بك الكويت بلد أمن وأمان، بلد رخاء واستقرار.

back to top