إغلاق بنوك اليونان وبورصتها مع تزايد احتمالات العجز عن السداد

نشر في 30-06-2015 | 00:04
آخر تحديث 30-06-2015 | 00:04
No Image Caption
أسواق المال تشهد تراجعات حادة... وأسعار الفائدة على الديون تصعد
تراجعت البورصات الأوروبية والآسيوية أمس بسبب مخاوف من خروج اليونان من منطقة اليورو بعد أن أغلقت البلاد مصارفها وسوقها المالي لحماية نظامها المالي إثر فشل المفاوضات مع دائنيها.

اغلقت بنوك اليونان امس وكذلك بورصة أثينا بالإضافة إلى فرض قيود رأسمالية إذا رفض الدائنون تمديد برنامج الإنقاذ، لتدخل المواجهة بين أثينا والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي طورا جديدا ينذر بالخطر مع دخول موعد عجز أثينا عن السداد اليوم الثلاثاء.

وأعلنت بورصة اليونان في بيان امس أنها ستبقى مغلقة حتى السابع من يوليو غداة الموعد المحدد لاعادة فتح المصارف اليونانية بعد اغلاق يستمر أسبوعا.

وتقع بنوك اليونان القادرة على مواصلة العمل بفضل تمويل طارئ من البنك المركزي على خط النار، بينما تقترب أثينا من التخلف عن سداد 1.6 مليار يورو تستحق لصندوق النقد اليوم الثلاثاء.

وقال البنك المركزي الأوروبي إنه لن يرفع مستوى التمويل الطارئ مما يفرض ضغوطا إضافية على بنوك اليونان التي استطاعت البقاء على مدى الأسابيع القليلة الماضية بفضل زيادات متصاعدة في التمويل الاستثنائي.

ووسط أحداث سياسية متسارعة في اليونان التي ترغب أغلبية واضحة فيها بالبقاء داخل اليورو، فإن الأيام القليلة المقبلة قد تشكل تحديا كبيرا لتماسك منطقة العملة الموحدة التي تأسست قبل 16 عاما.

طلب مفاجئ

وتجري حكومة حزب سيريزا اليساري الحاكم في اليونان مفاوضات للإفراج عن التمويل قبل حلول موعد المبلغ المستحق لصندوق النقد، لكن رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس طلب على نحو مفاجئ يوم السبت مزيداً من الوقت لإتاحة الفرصة لليونانيين للتصويت في استفتاء على شروط الاتفاق.

ورفض الدائنون طلبه صراحة ليصبح التخلف عن السداد هو الخيار الوحيد أمام اليونان، وهو ما يفرض ضغوطا جديدة على النظام المصرفي.

وقال البنك المركزي الأوروبي في بيان إنه سيبقي التمويل الطارئ عند المستويات الحالية لكنه يراقب الوضع وعلى استعداد «لإعادة النظر في قراره».

أوباما وميركل

إلى ذلك، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن عودة اليونان إلى سلوك طريق الإصلاحات والنمو «داخل منطقة اليورو» هو أمر «بالغ الأهمية».

وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إنه في اتصال هاتفي تناول الأزمة اليونانية، توافق الزعيمان «على الأهمية الكبرى لأن تتخذ اليونان كل التدابير للعودة إلى طريق يتيح لها إجراء إصلاحات جديدة والعودة إلى النمو داخل منطقة اليورو».

وأوضح أوباما وميركل أن مستشاريهما يتابعون الأزمة اليونانية من كثب.

تراجع البورصات

وفي سياق متصل شهدت اسواق المال والبورصات الاوروبية والآسيوية تراجعا امس بسبب مخاوف من خروج اليونان من منطقة اليورو بعد ان اغلقت البلاد مصارفها لحماية نظامها المالي اثر فشل المفاوضات مع دائنيها.

وتأثرت الاسواق الاوروبية بشكل كبير بتدهور الوضع في اليونان لكن من دون ان تنهار.

وعند الافتتاح تراجعت بورصة فرانكفورت 4.23 في المئة وباريس 4 في المئة ولندن 2.15 في المئة ومدريد 4.38 في المئة وميلانو 4.33 في المئة.

وانخفض سعر اليورو الى 1.1081 دولار بعد ان تراجع تحت عتبة 1.10 دولار في المبادلات الآسيوية مقابل 1.1160 دولارا في نهاية الاسبوع الماضي في نيويورك.

كما شهد سوق الديون اضطرابات اذ بلغ معدل الفائدة على قروض اليونان لـ10 سنوات 14.574 في المئة وهي النسبة الاعلى منذ نهاية 2012 (مقابل 10.845 في المئة الجمعة عند الاقفال).

وفي الاثناء تأثرت ديون دول جنوب منطقة اليورو وارتفع معدل الاقتراض لاسبانيا مثلا الى 2.317 في المئة (مقابل 2.110 في المئة الجمعة).

عاصفة في الأسواق

وقال مايكل هيوسن، المحلل لدى «سي ام سي ماركتس» انه «يبدو ان الفراشة اليونانية على وشك التسبب بعاصفة في اسواق المال».

ويرى محللون على غرار محللي بنك نورديا السويدي انه مازال من الممكن منع «خروج اليونان من منطقة اليورو» حتى وان «كانت الافق تلبدت اكثر». وقالوا: «سيكون يوم الاثنين متقلبا لكننا لا نتوقع ازمة مالية جديدة».

وقال برونو كافالييه كبير خبراء الاقتصاد لدى «اودو سيكيوريتيز» ان «عملية خروج اليونان من منطقة اليورو بدأت لكن البنك المركزي الاوروبي يساعد لمنع انتقال العدوى الى باقي منطقة اليورو».

واتخذت منطقة اليورو تدابير حماية وحسنت اوضاع المصارف منذ ازمة الديون في 2010-2012 اضافة الى الادوات المتوفرة للبنك المركزي الاوروبي وخصوصا البرنامج الحالي لاعادة شراء الاصول.

وفشلت المفاوضات بين اثينا ودائنيها مساء السبت ما يوحي بان اليونان ستصبح عاجزة عن السداد هذا الاسبوع وقد تجد نفسها خارج منطقة اليورو.

كما تأثرت الاسواق الآسيوية بهذه الازمة خصوصا البورصات في الصين التي تراجعت بنسبة 20 في المئة في الاسبوعين الماضيين.

واغلقت بورصة طوكيو على تراجع نسبته 2.88 في المئة وسيدني 2.23 في المئة وسيول 1.42 في المئة وتايبيه 2.39 في المئة وهونغ كونغ 2.61 في المئة.

اما البورصات في الصين التي شهدت تراجعا كبيرا الجمعة -اكثر من 7 في المئة- فقد شهدت تحسنا آنيا قبل ان يصاب السوق بحالة من الهلع واقفلت بورصة شنغهاي على تراجع بـ3.34 في المئة وشينزي بـ6.06 في المئة.

السير نحو المجهول

ويرى سام تاك، المحلل لدى «اي ان زي نيوزيلندا» ان الاسواق تدخل في المجهول. وقال لوكالة بلومبرغ نيوز المالية: «يمكن للامور ان تتغير بسرعة. ليس هناك سيناريو موضوع مسبقا».

وكان رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس احدث مفاجأة ليل الجمعة السبت باعلانه تنظيم استفتاء حول مطالب الدائنين في الخامس من يوليو بعد خمسة اشهر من المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي.

ومساء الاحد اعلنت اليونان اغلاق مصارفها حتى السادس من يوليو وفرض رقابة على الرساميل. اما بورصة اثينا فستبقى مغلقة حتى السابع من يوليو.

لكن الامال بالتوصل الى اتفاق في اللحظة الاخيرة لم تتبدد كليا خصوصا وان البنك المركزي الاوروبي ساعد اليونان من خلال الاستمرار في ضخ نفس مستوى السيولة للمصارف اليونانية في حين كان كثيرون يتخوفون من التوقف عن ذلك.

(عواصم - وكالات)

back to top