رجال دين لـ الجريدة•: محاولة يائسة لإثارة الفتنة المذهبية

نشر في 27-06-2015 | 00:05
آخر تحديث 27-06-2015 | 00:05
دعوا الدولة إلى قطع يد الإرهاب ومحاربة مثيري التفرقة والنعرات المذهبية
دان رجال الدين الشيعي والسني الحادث الإرهابي الذي وقع ظهر أمس في مسجد الصادق، مؤكدين أن مثل هذه الحوادث الإرهابية الهدف منها تمزيق الأمة الإسلامية، وإحلال الهرج والمرج في الكويت بدلاً من الأمن.

وأكدوا لـ"الجريدة" أن الدولة لابد أن تقف موقفا حازما تجاه ما حدث وتحارب من وراءه، مشددين على أن أخطر ما يواجه الأمة الفتنة الطائفية.

بداية، دعا عميد كلية الشريعة السابق الشيخ الدكتور محمد الطبطبائي إلى أهمية عدم الانجرار وراء الفتن ونبذ الطائفية، والتمسك بالوحدة الوطنية،

مشدداً على أهمية توجيه الخطاب الديني في المساجد إلى محاربة الفكر المتطرف، مؤكداً أن الانفجار الذي وقع في مسجد الصادق جريمة نكراء.

وقال إن "الكويت من أكثر الدول تحصنا بالوحدة الوطنية"، لافتا إلى أن "التطرف قديم في المجتمع الإسلامي، والتعامل معه لابد أن يكون عن طريق الفكر والأمن".

«التحالف الإسلامي»

من جانبه، قال الأمين العام للتحالف الإسلامي الوطني الشيخ حسين المعتوق، إن "أخطر مشروع يواجه أمتنا الإسلامية مشروع الفتنة الطائفية، والأمة مرشحة إلى مزيد من هذه الأعمال الإرهابية، ويجب على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها"، مضيفا "لابد من تعاون وثيق بين السلطة والشعب في هذا الأمر، وعلى كل أبناء المجتمع الكويتي أن يتحملوا مسؤولياتهم بالتنسيق مع الدولة".

وأكد أنه على الدولة أن تتحمل مسؤولياتها بشكل كامل، وأكثر من السابق لحماية أمن المواطنين، لافتاً إلى أنه من مصلحة الدولة الصهيونية تمزيق الأمة الإسلامية، ومن يقومون بمثل هذه الجرائم لهم من يدعمهم، وهم من يريدون أن تظل الأمة الإسلامية ممزقة، ومن مصلحتهم أن ينشغل المسلمون في ما بينهم.

وقال "مع الأسف هناك دول إقليمية تدعم الإرهاب، ويظهر هذا من دعمها للإرهاب التكفيري في عدة دول، ومن مصلحة هذه الدول أن تحدث مثل هذه الأحداث، وأن يقع التناحر في الأمة والتشرذم".

وأشار إلى أن مثل هذه القضايا إذا تركت بدون حزم فستتطور، لأن هناك من يدير مثل هذه العمليات، وهي عمليات منظمة وليست عفوية، وبالتالي مرشحة للتطور، ولابد من تحمل المسؤولية بأعلى مستوياتها.

إثارة النعرات

من ناحيته، قال الشيخ راضي الحبيب "نحن في الكويت نحارب مثل هذه الجرائم، ونسعى إلى توحيد الصفين الشيعي والسني، والمسجد الكبير يشهد لنا على ذلك"، مشدداً على أن "هذا التفجير الذي وقع لن يحرك الشيعة ضد السنة".

وأضاف "من وراء هذا الحدث الإرهابي هدفهم أن يحركوا الشيعة ضد السنة، وخلق بلبلة وفوضى وهرج ومرج في الكويت، ونؤكد لهم أن ذلك لن يحدث"، مشيرا إلى أن هناك من لابد من مساءلتهم قانونياً لسعيهم إلى مثل هذه الفوضى التي تنعكس على الحكومة باختراقهم القانون.

ودعا الحبيب الحكومة إلى أن تأخذ موقفا صارما ومكافحة مثل هذه الجرائم عن بكرة أبيها، وأن تقف موقفا جادا تجاه من يقف وراءها، لافتا إلى أن "ما حدث يعد انعكاسا عن انحراف فكري يبتعد كل البعد عن الإسلام وسماحته، إذ قال النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم "تتفرق أمتي إلى 70 فرقة"، والياء في لفظ أمتي نسبية، فنسب تلك الفرق إليه".

وأوضح أن "الاختلاف الاجتهادي موجود في الدين، وفي المذهب السني هناك 4 مذاهب شافعي وحنبلي وحنفي ومالكي"، مشيرا إلى أن "الإرهاب يريد أن يضرب الدين، ويضرب الأمة كما هو حادث في العراق".

وقال: إن "الإرهاب في العراق لم يترك أحدا سواء سنة أو شيعة، لذلك لابد أن تأخذ الحكومة موقفا حازما وصارما تجاه ما حدث، وعلى رجال الدين السنة في البلاد أن يقفوا كذلك ضد ما حدث".

وأضاف ان "المحرضين لمثل هذه الجرائم لديهم أموال يجمعونها من وراء التبرعات، وتستغل في مثل هذه الجرائم الإرهابية، لذلك على الدولة أن تتابع وتراقب أين تذهب هذه الأموال".

وأشار إلى أن "داعش" وراء هذا التفجير الإرهابي، وأشار في بدايته إلى نشر خريطة له، وكانت دولة الكويت مستهدفة ضمن المطامع الداعشية الوحشية الدموية، ويريد زلزلة النظام في المقام الأول بمثل هذه التفجيرات الإرهابية، فبدلا من إحلال الأمن تحل الفوضى، وعلى الدولة المسارعة إلى ضبط هذه المسألة وتكون حازمة وجازمة في التعامل مثل هذه الأمور.  

من ناحيته، قال أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة الكويت الدكتور أحمد الصقعبي "أسأل الله أن يبعد الكويت عن الفتن، وأن يحفظ كويتنا من كل شر".

الصانع: التعازي في المسجد الكبير

اعلن وزير العدل وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية يعقوب الصانع ان تلقي التعازي في شهداء انفجار مسجد الامام الصادق سيكون في المسجد الكبير بالتنسيق مع ذوي الشهداء.

وقال الصانع في تصريح لـ"كونا" امس ان المصاب الجلل الذي تعرضت له الكويت من جراء هذا "العمل الارهابي" لا يمت الى الاسلام بصلة ولم يراع حرمة المسجد والشهر الفضيل ولا حرمة دماء المسلمين.

وأعرب عن استنكاره لهذا العمل المروع الذي يتنافى مع القيم الانسانية، مبينا انه نتيجة "عقيدة فاسدة متجذرة في عقول أولئك الارهابيين" كان نتيجته "ازهاق ارواح الابرياء الذين نحسبهم شهداء عند الله وعدد آخر من الإصابات".

وأضاف "ان علينا أن ندرك جميعا أن الأعداء يغيظهم ما يرونه متحققا في الكويت من تماسك ووحدة في الصف جعلها تشهد بفضل الله أمانا ورخاء واستقرارا يقل نظيره لكن أعداء الأمة يتحينون الفرصة لمناسبة لبث السموم والأحقاد واثارة النعرات الطائفية محاولين بذلك تشتيت الصف وتفريق الكلمة".

وذكر الصانع ان تلك الجريمة النكراء هي جريمة بشعة لما فيها من هتك لحرمة الأنفس المعصومة وهتك لحرمة الأموال المحترمة وهتك لحرمات الأمن والاستقرار، مضيفا ان هذا "يؤكد لنا أن الإرهاب لا دين له".

وشدد على ضرورة تضافر جهود العلماء والدعاة ومؤسسات الاعلام الحكومية والأهلية والنخب الفكرية لمحاربة فكر التكفير والتفجير بمختلف الوسائل والسبل وحماية مجتمعاتنا الإسلامية من خطر هذا الفكر الدخيل.

ودعا المولى ان يلهم اهالي القتلى والمصابين الصبر والسلوان وان يحفظ الله وسائر بلاد المسلمين من كيد الكائدين وشر الحاسدين ويديم علينا نعمتي الأمن والاستقرار تحت ظل قيادة سمو امير البلاد وسمو ولي العهد.

back to top