فكّري مرتين قبل تناولك مشيمتِك!

نشر في 17-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 17-06-2015 | 00:01
No Image Caption
راحت شخصيات مشهورة تستفيض، على بعض المدونات، بالحديث عن فوائد فيتامينات المشيمة، ما عزز اهتمام النساء باستهلاك مشيمتهن بعد الولادة.
لكن مراجعة طبية جديدة أجرتها جامعة نورثوسترن شملت 10 أبحاث، نُشرت أخيراً عن استهلاك المشيمة، لم تكشف أي بيانات بشرية أو حيوانية لدعم الادعاءات الشائعة عن أن تناول المشيمة (سواء نيئة أو مطهوة أو في كبسولات) يقدّم أي حماية من كآبة ما بعد الولادة، أو يحد من ألم ما بعد الولادة، أو يعزز الطاقة، أو يساعد في الرضاعة، أو يزيد مرونة البشرة، أو يقوي رابط الأمومة،
أو يزيد معدل الحديد في الجسم.
المثير للقلق أن ما من دراسة عالجت مخاطر تناول المشيمة، التي تشكل مصفاة لامتصاص وحماية نمو الجنين من السموم والملوثات، وفق العلماء.

نشرت هذه الدراسة في الرابع من يونيو في مجلة Archives of Women›s Mental Health.

توضح الدكتورة كريستال كلارك، باحثة شاركت في هذه المراجعة: {ثمة وفرة من التقارير غير الموضوعية عن نساء حظين بالفوائد، إلا أننا لم نقع على أي بحث منظّم يتناول فوائد تناول المشيمة أو مخاطرها}. ولا يمكن تطبيق الدراسات التي أجريت على الفئران على البشر.

كلارك بروفسورة مساعدة متخصصة في علم النفس والعلوم السلوكية في كلية فينبرغ للطب في جامعة نورثوسترن، وعالمة نفس متخصصة في اضطرابات المزاج المرتبطة بالتكاثر في مركز آشر، واضطرابات الكآبة في جامعة نورثوسترن.

يحمل تناول المشيمة مخاطر مجهولة للمرأة التي تأكلها ولطفلها إن كانت ترضعه.

تقول سينتيا كويل، باحثة بارزة وعالمة نفس وعضو في هيئة التدريس في كلية فينبرغ: {نلاحظ أن عدداً من النساء اللواتي يخترن تناول المشيمة يحرصن، بخلاف ذلك، على ألا يدخلن إلى جسمهن خلال الحمل وفترة الرضاعة أي طعام ضار. رغم ذلك، هن مستعدات لتناول شيء لا أدلة على فوائده، والأهم من ذلك، على مخاطره المحتملة التي تعرضهن وأطفالهن للخطر}.

تضيف كويل: {ما من تنظيمات تضبط عملية حفظ المشيمة وتحضيرها، فضلاً عن أن الجرعات غير موحدة. نتيجة لذلك، لا تعرف النساء ما يتناولن}.

من الضروري أن تقدّم الأبحاث الأجوبة، وفق كويل. كذلك تأمل كويل أن تثير هذه الدراسة نقاشات بين النساء وأطبائهن بشأن خطط ما بعد الولادة. وهكذا يستطيع الطبيب إخبار المريضة عن غياب الدراسات العلمية في هذا المجال ويساعدها ويرشدها لاتخاذ القرار الصائب.

 

عادة شائعة

 

ازداد اهتمام كلارك بتناول المشيمة بعدما سألتها مريضاتها الحوامل عما إذا كان استهلاك المشيمة يؤثر في الأدوية المضادة للكآبة. لم تكن كلارك قد اطلعت على عملية مماثلة وبدأت تسأل مريضاتها الأخريات عنها.

تخبر كلارك: «فوجئت  حين علمت أن هذه العادة أكثر شيوعاً مما توقعت».

صحيح أن معظم الثدييات غير البشرية تتناول مشيمتها بعد الولادة، إلا أن التقارير الأولى عن تناول امرأة مشيمتها بعد الولادة تعود إلى سبعينيات القرن الماضي في أميركا الشمالية، وفق الدراسة. في السنوات الأخيرة، ساهم مؤيدو هذه العادة ووسائل الإعلام في الترويج لفوائدها الصحية. نتيجة لذلك، ازداد عدد النساء اللواتي يعتبرن تناول المشيمة خياراً للتعافي بعد الولادة.

توضح كلارك: «ازدادت شعبية هذه الممارسة في السنوات الأخيرة. نشعر أن النساء لا يتخذن هذا القرار بالاستناد إلى المعلومات العلمية المتوافرة أو مناقشة هذه المسألة مع أطبائهن. تعتمد بعض النساء على التقارير الإعلامية، المدونات، والمواقع الإلكترونية».

يعمل معدو هذه الدراسة راهناً على جمع المعلومات حول وجهات النظر والأفكار الشائعة بين العاملين في مجال الطب بشأن المشيمة وتناولها، وكل ذلك بغية معرفة ما إذا كان الأطباء والخبراء الطبيون ينصحون باستهلاك المشيمة.

back to top