النظام السوري يرتكب مجزرة جديدة بالبراميل في حلب

نشر في 31-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 31-05-2015 | 00:01
«داعش» يهاجم في الحسكة ويفجر خط غاز في ريف حمص ويستعرض أسلحة غنمها من تدمر
ارتكب النظام السوري مجزرة موصوفة بقتله 71 شخصاً بالبراميل المتفجرة على مدينة حلب وريفها. وجاءت الغارات في وقت يعيش النظام لحظات قاسية حيث تعرض لنكسات كبيرة بعد فقدانه آخر معاقله في إدلب، وسط حديث عن هجوم قريب للمعارضة في حلب قد تطرده من ثاني أكبر مدينة بالبلاد.

بينما خسر نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الأيام الماضية مدينة أريحا آخر معاقله الكبيرة في محافظة إدلب التي تتجه لأن تصبح ثاني محافظة سورية خالية من النظام بعد الرقة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» بالكامل، يبدو ان النظام يحاول فعل المستحيل لتجنب تعرض حلب لهجوم كبير من المعارضة يجري الحديث عنه منذ اسابيع.

وفيما بدا انه محاولة من النظام لتغيير الواقع في حلب التي تشهد احتشادا غير مسبوق للمعارضة، قُتل 71 مدنياً في قصف جوي بالبراميل المتفجرة، أمس على مناطق في مدينة حلب وريفها في شمال سورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأشار المرصد الى «ارتفاع حصيلة الضحايا الذين سقطوا في قصف جوي بالبراميل المتفجرة من طيران مروحي تابع للنظام على مناطق في مدينة حلب وريفها إلى 71»، بعد أن كانت حصيلة أولية أشارت إلى مقتل 54 شخصاً.

واستهدفت البراميل المتفجرة مدينة الباب في ريف حلب الواقعة تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وحي الشعار في شرق مدينة حلب الواقع تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

وكانت الحصيلة الأولية قد تحدثت عن مقتل 12 شخصا في المدينة نفسها، بينهم ثلاثة أطفال وأربع نساء، فضلا عن وجود ثمانية قتلى من عائلة واحدة، بحسب المرصد الذي أشار إلى إصابة العشرات بجروح، مرجحا ارتفاع عدد الضحايا.

وبحسب الحصيلة الأولى، بلغ عدد القتلى 33 رجلا في الباب حيث «استهدف القصف سوق الهال الشعبي في ساعة يتجمع فيها الناس في السوق الشعبي لشراء حاجياتهم»، بحسب «المرصد» الذي أفاد باستمرار البحث عن 19 شخصا مفقودين في المكان بين الركام. وتندر تنقلات النساء في الأماكن العامة في المناطق الخاضعة لتنظيم «داعش». ووصف المرصد القصف الذي حصل اليوم بـ»المجزرة».

وغالبا ما تتعرض المناطق الخارجية عن سيطرة النظام في حلب لقصف بالبراميل المتفجرة ندد به العديد من المنظمات الدولية وغير الحكومية. والبراميل المتفجرة عبارة عن براميل بلاستيكية محشوة بالمتفجرات والمواد المعدنية ولا يمكن التحكم بدقة بأهدافها كونها غير مزودة بصواعق تفجير، وبالتالي تصيب العديد من المدنيين.

وكان مقاتلو «داعش» نفذوا أمس الأول هجوما عسكريا على عدة بلدات في ريف حلب الشمالي، بهدف فرض السيطرة على مدينة صوران، لكن مقاتلي المعارضة تصدوا لهجوم التنظيم، وفق ناشطين.

هجوم «داعش»

وذكرت «شبكة سورية مباشر» أن «داعش» تمكن من فرض سيطرته على بلدة التقلي، وشن هجوما عسكريا واسعا على محوري التقلي وصوران، كما سيطر على 3 مبان على أطراف مدينة صوران.

وأضافت أن أكثر من 20 من عناصر «داعش» قتلوا في الاشتباكات التي دارت في محيط صوران، فضلا عن أسر عنصرين في محيط قرية الحصية، فيما قتل 3 عناصر من مقاتلي المعارضة، في حين استعاد مقاتلو المعارضة السيطرة على قرية غرناطة والوحشية ومعمل قرة خوجة.

الحسكة و«غاز حمص»

الى ذلك، شن تنظيم «داعش» فجر امس هجوماً على مدينة الحسكة من عدة محاور، سيطر على إثره على قرية الداوودية الواقعة على المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة بعد معارك مع قوات النظام أدت لمقتل 18 منهم، حسب ناشطين موالين للتنظيم المتطرف على مواقع التواصل الاجتماعي.

واستخدم التنظيم خلال هجومه هذا مفخخات استهدفت الحواجز الجنوبية والشرقية لقوات النظام والمليشيات التابعة له، إحداها انفجرت بالقرب من حاجز الغزل شرقي المدينة، موقعة عشرات القتلى.

وردت قوات النظام بشن عشرات الغارات الجوية على طول الجبهات المفتوحة، واستهدفت مواقع تمركز «داعش» بالمدفعية الثقيلة، فيما استهدف التنظيم مركز المدينة بعدة قذائف مدفعية. وتشير الأنباء إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوف المدنيين.

في سياق آخر، سيطرت «وحدات الحماية» الكردية على 3 قرى بالريف الغربي للحسكة، حسب ما أعلنته «الهيئة العامة للثورة السورية»، كما سقطت عدة قذائف داخل المربع الأمني وسط مدينة الحسكة. وأشار ناشطون معارضون الى انفجار عبوة ناسفة بسيارة لقوات النظام بجانب مبنى المالية، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد منهم.

كما استهدف مقاتلو تنظيم «داعش» أمس خط الغاز الرئيس المغذي لشركة غاز «الفرقلس» في ريف حمص الشرقي، ما أدى إلى نشوب حريقٍ كبير في المنطقة، استغرقت قوات النظام ساعاتٍ لإخماده.

وأوضحت مصادر ميدانية أن عناصر التنظيم تسللوا إلى أحد النقاط التي يمر بها خط الغاز قرب قرية أم التبابير القريبة من مقر شركة غاز «الفرقلس» الواقعة على الطريق العام «حمص – تدمر» على بعد 35 كيلو متراً شرق مدينة حمص، وقاموا بتفجيره بعد زراعة كمياتٍ من المتفجرات حول الأنبوب.

الهجوم الذي شنه مقاتلو التنظيم يأتي في إطار متابعة التنظيم تقدمه للسيطرة على أضخم المواقع الاقتصادية التابعة للنظام، وكان أحكم سيطرته خلال الأسابيع الثلاثة الماضية على عشراتٍ من هذه المواقع، ومن أهمها حقول «الهيل وأرك وجزل» النفطية، ومحطات الضخ في المنطقة، ومناجم الفوسفات الكبيرة في منطقتي «خنيفيس والصوانة».

أسلحة

وأعلن تنظيم «داعش» أنه قام بالاستيلاء على أطنان من الأسلحة والعتاد العسكري من خلال معاركه الأخيرة ضد قوات نظام الأسد، للاستيلاء على مدينة تدمر، وقام بنشر الصور التي تثبت ذلك.

ونشر التنظيم حسب وكالة «سورية مباشر» إحصائية أولية لغنائم معارك تدمر، حيث حصل التنظيم على 40 مستودع ذخيرة و12 ألف رشاش و21 دبابة و14 مركبة دفع رباعي و10 عربات ناقلة والملايين من الذخائر، إضافة إلى مقتل أكثر من 500 من قوات الأسد بينهم 15 برتب عالية، وأسر نحو 800 آخرين.

(دمشق - أ ف ب، د ب أ، رويترز)

back to top