شجار ساعد غيبسون على حصد دوره في Mad Max

نشر في 31-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 31-05-2015 | 00:01
يبدو أن أداء دور الرجل المشاغب قد يكون خطوة إيجابية في مسيرة أي ممثل. منذ أكثر من ثلاثة عقود ونصف في أستراليا، اصطحب ميل غيبسون أحد أصدقائه الممثلين إلى تجربة أداء وانتظره هناك مع نساء من وكالة اختيار الممثلين: {كنت قد مررتُ بنهاية أسبوع سيئة جداً، فقد تورطتُ في شجار وتشوّه شكلي بعض الشيء}.
اشتبك ميل غيبسون مع نصف فريق الروغبي لكن أصبح شكله الحاد مناسباً للفيلم. التقط له أحد الأشخاص الصور وحين عاد لاحقاً (بعدما شُفيت جروحه ولم يتعرفوا إليه للوهلة الأولى)، أشار إلى صوره المعلّقة على الجدار وعُرض عليه دور ماكس روكاتانسكي في فيلم Mad Max للمخرج جورج ميلر.

يقول في مقابلة حول النسخة الجديدة من الفيلم الأصلي الذي صدر في عام 1980: {كان يمكن أن يكون إعلاناً تجارياً لمنظف مراحيض، لكني كنت لأخوض هذه التجربة لجني بعض المال}. كان قد تخرّج لتوه في كلية التمثيل وبدأ يكسب 900 دولار في الأسبوع وقد اعترف: {أظن أنهم كانوا يستمتعون بصرف الأموال على المشروع}.

فيلم Mad Max الذي كلّف نحو 300 ألف دولار كان من بطولة غيبسون بدور شرطي مستقبلي مصمم على الانتقام لمقتل زوجته وابنه الصغير وأفضل صديق له بعد تعرّضهم لهجوم وحشي على يد عصابة همجية من راكبي الدراجات النارية.

أدى ذلك الفيلم إلى إنتاج جزء ثانٍ بعنوان The Road Warrior وهو مهّد بدوره لإنتاج الجزء الثالث، Mad Max Beyond Thunderdome، والآن النسخة الأخيرة بعنوان Mad Max: Fury Road للمخرج نفسه. هو من بطولة توم هاردي وتشارليز ثيرون ونيكولاس هولت وهيوغ كيز – بيرن الذي كان زعيم العصابة المتوحش {توكاتر} في الفيلم الأصلي.

لم يتصور ميلر في البداية إنتاج ثلاثة أجزاء من الفيلم. صرح لصحيفة {بوست غازيت}: {بعدما أصدرنا الجزء الأول، لم أشأ أن أنتج فيلماً آخر من هذا النوع. كان العمل صعباً جداً. قبل تلك التجربة، كنت قد صنعتُ فيلمين من 15 دقيقة فقط}.

قال ميلر خلال الحملة الترويجية لفيلم Mad Max Beyond Thunderdome في عام 1985: {ما يحصل مع هذه القصص أنها تتسلل إلينا تدريجاً فنبدأ بالتحدث عن إمكان استكمالها. في الفيلم، أتذكر أن أحد الكتّاب، تيري هايس، بدأ يسرد قصة عن قبيلة مفقودة من الأطفال. فقلت له: تيري، هل تدرك أننا نستعد لإنتاج الجزء الثالث منMad Max ؟ أجابني: لا، ليس جزء آخر! أؤمن فعلاً بتأثير اللاوعي. لدي شعور بأن الفيلم يستكمل ثلاثية غير رسمية لكن يصعب التأكد من ذلك}.

 

 

الدكتور ميلر

 

ميلر هو في الأساس الدكتور ميلر، وهو طبيب زاول مهنته في مستشفى سيدني قبل التعاون مع شريكه المبدع بايرون كينيدي (قُتل لاحقاً في حادث تحطم مروحية). فأنفقا مدخراتهما وجمعا أموالاً إضافية لإنتاج المشروع الذي تحول إلى فيلم Mad Max.

استناداً إلى أولى التقييمات لفيلم Mad Max، لا أحد كان يتوقع نجاحه الدولي على شباك التذاكر ومدة عرضه وتأثيره على جميع أفلام الحركة الأخرى.

فقد اعتبرته صحيفة {نيويورك تايمز} {عملاً بشعاً وغير متماسك يستهدف معظم رواد السينما الذين لا ينتقدون ما يشاهدونه}. وكتبت ماريلين أوريكيو في مايو 1980 {ما من أسلوب محدد وراء هذا الجنون}، ووصفته بالعمل {الرخيص والمزعج... كونه لا يعكس إلا مظاهر العنف، مع أفكار مستوحاة من فيلمَيA Clockwork Orange وThe Wild One، ما جعله يفتقر إلى جميع عوامل التميز}.

كذلك اللكنات المستعملة في الفيلم ليست حقيقية. أو كما يقول غيبسون، {لا يمكن أن يفهم الأميركيون إيقاع اللكنة الأسترالية}.

كان الفيلم يستهدف الولايات المتحدة وتقول الممثلة الأسترالية جوان سامويل التي تؤدي دور زوجة ماكس، جيسي روكاتانسكي: {حين وضعوا أصواتاً مختلفة على الفيلم الذي سيصدر في الولايات المتحدة، شعرنا جميعاً ببعض الاستياء. لو أرادوا سماع اللكنة الأميركية، كان يمكن أن نتكلم بها بكل بساطة}. لكن حتى هذا اليوم، من المفيد أحياناً استعمال الترجمة الإنكليزية في أسفل الشاشة.

في وقت صدور فيلم The Road Warrior، كان غيبسون قد أصبح نجماً دولياً واعتُبر ميلر مخرجاً مثيراً للاهتمام كونه يمتاز بطريقة سرد بصرية.

افتتح الراحل جورج أندرسون تقييمه للعمل في {بوست غازيت} بهذه الطريقة: «يكاد يكون فيلمThe Road Warrior أشبه بعمل هابط لكنه يرتقي إلى مستوى الفن. لا أدري إذا كان هذا الأمر ممكناً. إنه مرادف سينمائي للفن الشعبي أو المبتذل، أي أنه يفتقر إلى المحتوى الفكري والمعاني التقليدية لكنه يبقى قوياً في جوهره}.

أخطاء

 

بغض النظر عن الأخطاء في الفيلم، كتب أن العمل أثر بالمشاهدين وتبدو مشاهد المطاردة فيه متقنة على نحو مبهر: {ثمة شوائب في طريقة التعامل مع عقدة القصة والشخصيات، لكن لم يستمتع محبو أفلام الحركة بهذا النوع من الأعمال منذ فترة طويلة}.

لكن اعتُبر الفيلم الثالث أضعف جزء من السلسلة. يهبط ماكس الذي يؤدي دوره غيبسون، كما في الأجزاء السابقة، في منطقة بارترتاون (تحكمها امرأة تلعب دورها تينا تيرنر)، فيصل إلى ساحة تشهد معركة حتى الموت ثم يواجه في نهاية المطاف مستعمرة مفقودة من الأولاد.

يشمل الفيلم أيضاً مشاهد من {العالم الآخر} حيث يتم إنتاج غاز الميثان من براز الخنازير. كانت هذه المظاهر كافية لإثارة اشمئزاز المشاهدين. بدأ الفيلم بداية قوية لكنه عاد ووقع ضحية الانتقادات السلبية.

اليوم، يمكن نسيان جميع الأجزاء الأخرى أو الاحتفال بها مع ظهور الجزء الجديد من Mad Max لملء الفراغ السائد في هذا النوع من أعمال الخيال العلمي، وهو متوافر بتقنية ثنائية وثلاثية الأبعاد.

 

back to top