بليث دانر... نجمة في I’ll See You in My Dreams

نشر في 31-05-2015 | 00:02
آخر تحديث 31-05-2015 | 00:02
حين بلغت بليث دانر 70 عاماً، نظّمت لها ابنتها حفلة مفاجئة. حتى إن غوينيث بالترو زيّنت قالب حلوى لوالدتها وكتبت عليه {عربة متقاعدة}.
تتذكر دانر أنها فوجئت من تلك العبارة مع أن بالترو ظنت أنها مزحة مضحكة، فقررت أن تثبت لها العكس.
بعد سنتين فقط، تجاوزت دانر توقعاتها الخاصة وأدت دور البطولة في أول فيلم طويل لها، بعنوانI’ll See You in My Dreams، في عمر 72 عاماً. آمي كوفمان كتبت المقال التالي في {لوس أنجلس تايمز}.
كان منطقياً جداً أن تتوقع بالترو من والدتها غوينيث بالترو أن تبطئ مسارها بعد قطع عتبة السبعين. كانت دانر ممثلة ناشطة طوال خمسة عقود تقريباً، وقد فازت بأول جائزة «توني» حين كانت في العشرينات من عمرها بعد أول ظهور لها في برودواي في مسرحية Butterflies Are Free في عام 1969. هي ممثلة مسرحية مخضرمة وقد كسبت معظم الإشادة في مسيرتها المهنية على أعمالها المسرحية، لكنها حصدت أيضاً جائزتَي {إيمي} عن دورها كوالدة عالم نفس في مسلسل Huff الذي عُرض على قناة Showtime.

لكن لهذا الفيلم قصة مختلفة. على الشاشة الكبرى، تذكر ابنتها أنها {كانت تلعب دوماً دور الجدة أو الجارة المضحكة}: إنها المرأة الميسورة التي ترتدي كنزات صوفية منسوجة وتكون دوماً مستعدة لتقديم بعض الدعم أو النصائح الحكيمة.

حتى إن دانر أدت دور والدة الجدة في فيلم The Lucky One، في إشارةٍ إلى النسخة المقتبسة من رواية نيكولاس سباركس. يبدو رأيها مشابهاً لرأي معظم الممثلات بشأن هذه الأدوار: {كانت التجربة إيجابية بالنسبة إلي. سيحتاجون دوماً إلى من يؤدي دور الجدة!}.

لكن يختلف الوضع بشدة في فيلم I’ll See You in My Dreams الذي بدأ يحصد أفضل التقييمات في مسيرة دانر التمثيلية. تؤدي دور كارول، أرملة تنقلب حياتها بعد موت كلبها المحبوب. لكن على عكس صديقاتها اللواتي يشارِكْنَها لعب البريدج، ترفض كارول الانتقال إلى مأوى عجزة محلي.

تستمتع بالوقت الذي تمضيه وحدها للاعتناء بالحديقة والطبخ. لكن بعد موت كلبها، يبدأ الفراغ بالتسلل إلى حياتها. لذا تقيم صداقة مع الشاب الذي ينظف لها حوض السباحة (مارتن ستار) وسرعان ما يصطحبها هذا الأخير لغناء الكاريوكي وتوافق على مواعدة رجل له شارب (سام إليوت) ولا يحب التواجد في مأوى العجزة. في دور كارول، تكشف دانر عن أناقة معاصرة، فتبدو جميلة وبسيطة ومتصالحة مع نفسها ولا تستسلم مطلقاً لانفعالاتها.

حين تلقت دانر السيناريو، ظنت أنها ستكون واحدة من النساء اللواتي يلعبن البريدج لأنها لم تكن معتادة على تلقي عروض للعب هذا النوع من الأدوار {الثقيلة} وكانت تخشى ألا تكون قادرة على إنهاء التصوير الذي امتد على 18 يوماً لإنتاج هذا الفيلم المستقل والمنخفض الميزانية.

 

 

قلق شديد

 

قال بريت هالي الذي أخرج الفيلم وشارك في كتابته: {كانت تشعر بقلق شديد بشأن قدرتها على التحمل. هي لم تظهر يوماً في جميع مشاهد فيلم واحد. هي مليئة بالحياة والطاقة، لكنها لا تريد أن تعمل طوال 12 ساعة في اليوم. هي تحتاج إلى أخذ قيلولة خلال النهار}.

تقول دانر: {أقابل نساءً يتعاملن مع التقدم في السن بطريقة مثيرة للفضول. لدي بطاقة خاصة بكبار السن لركوب قطار الأنفاق في نيويورك وأعرف بعض النساء اللواتي يرفضن استعمالها. يفضّلن دفع السعر كاملاً. لا يريد بعض النساء التقدم في السن بكل بساطة}.

من الواضح أن هوليوود تستغني عن النساء في عمر معين، مع أن الوضع بدأ يتغير قليلاً في الفترة الأخيرة. خلال هذا الشهر، بدأ عرض مسلسل كوميدي من بطولة جاين فوندا (77 عاماً) وليلي توملين (75 عاماً) بعنوان Grace and Frankie على شبكة {نتفليكس}، وتشارك توملين في فيلم سيبدأ عرضه في مهرجان لوس أنجليس السينمائي في الشهر المقبل. كما أن فيلم Woman in Gold المستقل هو من بطولة هيلين ميرين (69 عاماً) بدور امرأة تحاول استعادة قطع فنية سرقها النازيون، وقد حصد نحو 30 مليون دولار على شباك التذاكر خلال فصل الربيع الراهن. وتتابع ميريل ستريب (65 عاماً) كسب أدوار البطولة المهمة، إذ تشارك في فيلمين مختلفين جداً (Ricki and Flash وSuffragette) ومن المتوقع أن يصدرا في نهاية السنة.

 

مسرحية

 

تقول دانر التي أنهت أخيراً جولة جديدة في برودواي من مسرحية The Country House التي عُرضت للمرة الأولى على مسرح غيفن: {لكنّ النساء اللواتي يحصدن أهم الأدوار هن ممثلات من الصف الأول. أما أنا، فلا يمكن أن أشارك في أفلام مماثلة. أنا ممثلة مخضرمة وأعمل في هذا المجال منذ فترة طويلة، لكن لا يعني ذلك أنني سأحصل على أفضل الأدوار}.

يوافقها الرأي شريكها في الفيلم، إليوت (70 عاماً). هو متزوج من كاثرين روس (75 عاماً) (بطلة فيلمThe Graduate التي يعتبرها نجمة عصرها)، ويؤكد أنها لم تتلق عرضاً مهماً منذ سنوات: {الوضع شائك جداً. ثمة أفكار مسبقة عن العمر في هوليوود.

 نحن نركز جميعاً على الشباب في هذه الثقافة التي نعيش فيها. لكن مع تقدم جيل الطفرة السكانية في السن، أظن أن هوليوود بدأت تدرك ضرورة استهداف فئات أخرى عدا الشبان}.

مع ذلك، تقول دانر إن فرصة عيشها قصة حب جديدة كانت تبدو ضئيلة جداً. لا تزال دانر تعيش على ذكرى زوجها الراحل، بروس بالترو، الذي توفي في عام 2002. 

تضع في معظم الأوقات دبوساً من {مؤسسة سرطان الفم} تكريماً له وتقول إنها لم ترتبط بأي رجال آخرين منذ وفاته.

بعيدة عن الأضواء

 

دانر معجبة ببالترو على جميع المستويات ولا تحسد ابنتها على شهرتها. هي تحب أن تبقى بعيدة عن الأضواء، أي في تلك الخانة التي يقول فيها الناس: {كنت معها في المدرسة أو كنت أتسوق معها في المتجر نفسه}. تظن بالترو أن رغبة والدتها في البقاء بعيدة عن الأضواء تعود إلى طريقة تربيتها في بنسلفانيا حيث لم تعتد العائلة على تبادل المديح.

أضافت بالترو: {إذا اضطرت إلى الاعتراف بأنها تجذب ذلك الانتباه كله لأنها بارعة في مجال معين، ستتأثر الصورة العامة التي تحملها عن نفسها}.

واجهت دانر صعوبة في تقبل التعليقات الإيجابية على أدائها في فيلم Dreams. بعد أول عرض للفيلم وتصفيق الحضور لها في مهرجان {صندانس} السينمائي في شهر يناير، اعتبر بعض النقاد أن دانر تستحق ترشيحاً لجائزة أوسكار على دورها.

تقول دانر بسخرية: {إنه أمر سخيف فعلاً. في الليلة التي تلت فوزي بجائزة {توني} عن مسرحية Butterflies، أتذكر أنني صعدت على المسرح وشعرت بشيء من الاستياء لأن الجمهور صفق لي بقوة وقد أثار ذلك الوضع توتري. أظن أنني تعاملتُ مع الموقف بسخافة. لكني أريد أن أتابع العمل رغم كل شيء}. 

شوق إلى بروس

 

قالت دانر التي تقسم وقتها بين شقّتَيها في نيويورك وسانتا مونيكا: {أنا مريعة فعلاً. أتلقى دعوات كثيرة لكني لا أقبلها. لا أعرف السبب. أظن أن المسألة تتعلق باشتياقي إلى بروس. لقد كان رجلاً عظيماً ومضحكاً. لكني أستمتع بالوقت الذي أمضيه وحدي لحسن الحظ. كنت لأصبح ناسكة بسهولة لو لم أكن حذرة. أظن أن هذا الوضع يصيب عدداً كبيراً من كبار السن أيضاً. من الأسهل أن ننغلق على ذاتنا ونمتنع عن الخروج. أنا سعيدة جداً لأنني حصلت على فرصة المشاركة في هذا العمل. كان الوضع ليختلف لو لم أحصل على الأدوار الجيدة التي لعبتُها في السنتين الأخيرتين}.

لكن تشعر بالترو (42 عاماً) بالقلق على أمها وتريدها أن تجد الحب مجدداً: {يجب أن تتوقف عن مقارنة جميع الرجال بأبي. لا أحد سيكون مثل أبي لكنها قد تقابل شخصاً يتمتع بميزة لم تكن لديه، وهو أمر سيفاجئها حتماً}.

دانر مقرّبة من بالترو، وهي واحدة من ولدَين: ابنها جايك يعمل في الإخراج. تقول دانر إنهما تتبادلان رسائل كثيرة: {نتبادل عموماً عبارات مثل: {أين يمكن أن أجد هذا المنتج الذي رأيته على موقع {غوب} (Goop)؟ سأعطيك بطاقة ائتماني}. هي تسارع للدفاع عن بالترو بشأن موقع {غوب} (موقع بالترو الذي يُعنى بأسلوب الحياة ويتعرض للسخرية عموماً) وبشأن {الانفصال الواعي}، وهو المصطلح الذي استعملته ابنتها لوصف طلاقها من كريس مارتن من فرقة Coldplay في السنة الماضية.

تضيف دانر: {أتمنى أن يتمكن الناس من رؤية حقيقة ما يحدث. يجب أن يكون الفرد واعياً جداً كي يتصرف بما يتوافق مع مصلحة الأولاد. ما عدد الأزواج المطلقين الذين يتقاتلون باستمرار اليوم؟ إنها سابقة مريعة. لكن أظن أنهما يبليان حسناً. حين أذهب إلى هناك، أحب أن أدون الملاحظات لأنني لم أكن دوماً موجودة هناك شخصياً. كنت صاحبة نزوات. لم أكن أفضل أم ممكنة}.

back to top