بوذي يدافع عن مسلمين

نشر في 31-05-2015
آخر تحديث 31-05-2015 | 00:01
لماذا وقف بوذيٌ مع مسلمي بورما؟ إنه الموقف الأخلاقي الذي ينطلق من النظر إلى معاناة البشر بمعزل عن انتماءاتهم، هذا الموقف الذي يجب أن يتأسس على قاعدة خالية من أي مصالح، وهو موقف تفتقده الشعوب العربية اليوم.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

 دراسة جامعية حول إثراء المحتوى الإلكتروني الوطني كشفت عن أن نسبة المعلومات المتوافرة عن الكويت ومصدرها الأفراد 65%، في حين توفر الجهات الحكومية الباقي!!

***

ما الذي يدعو بوذياً أن يدافع عن مسلمين؟

ما يمارسه البوذيون ضد مسلمي الروهينغا في بورما (ميانمار) وباعتراف المبعوث الأممي توماس أوخيا كوينتانا مقرر الأمم المتحدة الخاص بحقوق الإنسان في بورما، ومنظمة هيومان رايتس ووتش صنّف على أنه جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.

الدالاي لاما، الزعيم الروحي للتبت، بوذي يحترم الأديان له كاريزما أخلاقية عالمية قبل الدينية، أثاره صمت داعية الحقوق والتحرر البورمية الشهيرة "سو تشي" عن انتهاكات حكومة بلادها لمواطنيها من المسلمين، وزج أكثر من 6000 آلاف منهم في عرض البحر، مع وعود باهتة من دول ماليزيا وإندونيسيا وتايلند باستقبالهم.

الزعيم التبتي وكذا زعيمة المعارضة البورمية حاصلان على جائزة نوبل للسلام: الأول رفض انتهاكات البوذيين للمسلمين في بورما، وهم ليسوا من مواطني إقليمه (التبت). الثانية صمتت صمت القبور طمعا في الكسب السياسي لانتخابات الرئاسة وخوفا من مواطنيها البوذيين، وهو التصرف المشين الذي أثارته صحف غربية رصينة مثل التليغراف البريطانية.

أعود لسؤالي الأول في بداية المقال: لماذا وقف بوذيٌّ (دالاي لاما) مع مسلمي بورما؟ إنه الموقف الأخلاقي الذي ينطلق من النظر إلى معاناة البشر بمعزل عن انتماءاتهم، هذا الموقف الذي يجب أن يتأسس على قاعدة خالية من أي مصالح.

هو موقف تفتقده الشعوب العربية اليوم، وهي غارقة في حمامات الدم، وممارسة لعبة القتل بين الطوائف والملل والمذاهب بشكل مخجل بسبب صمت الحكومات عليه أو تشجيعها.

 

back to top