بعد أضخم استدعاء لمنتج أميركي... هل يمكن لـ «تاكاتا» أن تستعيد ثقة زبائنها؟

نشر في 30-05-2015 | 00:01
آخر تحديث 30-05-2015 | 00:01
No Image Caption
في 19 مايو الجاري، وبعد شهور من الضغط من جهات التنظيم في الولايات المتحدة اعترفت «تاكاتا» أن منتجاتها تشتمل على خلل، وأطلقت عملية استدعاء وطنية شملت 34 مليون سيارة، وهي أضخم عملية استدعاء على الإطلاق لأي منتجات أميركية.

بخلاف الصناعات التي سارعت الشركات فيها إلى تجاهل الموردين، بغية حماية ماركاتها وقف صناع السيارات إلى حد كبير وراء صانعة أكياس الهواء «تاكاتا»، وتحملوا الضربة التي لحقت بسمعتهم عبر سلسلة من عمليات الاستدعاء المتعلقة بمنتجات الشركة اليابانية، والتي بدأت في سنة 2008.

ويكمن أحد الأسباب وراء ذلك الموقف في أن قلة تموين قطع الأكياس الهوائية وسط ارتداد ما بعد الركود تركت لهم خيارات قليلة فقط. وتسيطر«تاكاتا» على حوالي ربع أسواق نفخ الأكياس الهوائية، وهي جزء مهم في السيارات العصرية.

منتجات نفخ أكياس

ويوشك هذا الولاء أن يتعرض لاختبار. وفي 19 مايو الجاري وبعد شهور من الضغط من جهات التنظيم في الولايات المتحدة اعترفت «تاكاتا» أن منتجاتها تشتمل على خلل وأطلقت عملية استدعاء وطنية شملت 34 مليون سيارة، وهي أضخم عملية استدعاء على الإطلاق لأي منتجات أميركية. والشيء الذي ينطوي على أهمية أكبر بالنسبة الى صانعي السيارات أن منافسي «تاكاتا» أصبحوا أخيراً على استعداد لزيادة إنتاجهم من منتجات نفخ أكياس الهواء.

ثم إن الـ34 مليون سيارة في الولايات المتحدة، التي تقول إدارة سلامة السير الوطنية على الطرقات العامة أنها في حاجة إلى استبدال أكياس الهواء، تتفوق على عدد الـ31 مليون زجاجة تايلنول التي استدعتها شركة جونسون أند جونسون في سنة 1982.

ويرتفع العدد بسبب استمرار التحقيقات في أكياس الهواء الاخرى، بحسب المتحدث باسم شركة «تاكاتا» هايديوكي ماتسوموتو.

وقال رئيس الشركة شيغيسا تاكادا في بيان له، إن شركته تمضي على طريق واضح نحو «استعادة ثقة صناع السيارات والسائقين»، لكن آخرين ليسوا على القدر ذاته من اليقين، وذلك في ضوء التقارير التي انتشرت على نطاق واسع حول تمزق أجهزة نفخ «تاكاتا» أثناء استعمالها، وأطلقت شظايا على ركاب السيارة حيث قتلت ستة، وجرحت أكثر من مئة شخص.

ويقول المدير في شركة جي اس سي اوتوموتيف الاستشارية JSC Automotive Consulting جوشن سيبرت «إنه كابوس حقيقي، ولا أعلم كيف تستطيع تاكاتا تجاوز هذا الوضع».

يذكر أن سنوات من عمليات اندماج الموردين التي شجع عليها كبار صانعي السيارات خفضت إمدادات القطع لتقتصر على حفنة من اللاعبين فقط. وتسيطر شركة «تاكاتا» وثلاثة منافسين معاً على حوالي 80 في المئة من أسواق قطع نفخ أكياس الهواء العالمية، بحسب تقديرات بحوث سوق فالينت للسيارات Valient Automotive Market Research.

وكانت شركة اوتوليف السويدية Autoliv التي تستحوذ على 25 في المئة من السوق، وشركة ديسل Daicel اليابانية التي تسيطر على 16 في المئة تأثرتا بقيود السعة بقدر يصعب معه انتزاع أعمال من «تاكاتا». ولكنهما على بعد أشهر فقط من استئناف الانتاج الآن. وتقول شركة اوتوليف إنها ستكون قادرة على صنع 25 مليون جهاز نفخ بديل من الوقت الراهن حتى نهاية سنة 2016، كما أن شركة ديسل تعمل على اقامة مصنع في اليابان، وستبدأ الإنتاج في مطلع العام المقبل في معمل شيدته في أريزونا.

وحتى قبل أن تضاعف عدد السيارات التي استدعتها في الولايات المتحدة، كانت شركة تاكاتا تطلب من صانعي السيارات السماح لها باستخدام طريقة الأقساط، من أجل دفع تكلفة استبدال الأكياس الهوائية المعطوبة. وأبلغ كبير المسؤولين الماليين يوشيرو نومورا المحللين في شهر مايو الحالي أن «تاكاتا» تجتمع مع مصرفيين بشكل يومي تقريباً، من أجل التأكد من توافر ما يكفي من التدفق النقدي لتجاوز هذه الأزمة. وتعتبر هذه الشركة أيضاً مورداً رئيسياً لأحزمة المقاعد وأنظمة مقود السيارة.

تكلفة ضخمة

قد تحتاج «تاكاتا» الى تقديم حوالي 300 مليار ين (2.5 مليار دولار) لأجل عملية استدعاء أكياس الهواء، بحسب يوسوكي ويدا، وهو محلل ائتمان لدى فرع بنك اوف أميركا ميريل لينش في طوكيو.

ولا يشمل هذا الرقم التكاليف المتعلقة بدعاوى القطع غير السليمة والتي بدأ رفعها في السنة الماضية، ولن يعرف مدى المسؤولية القانونية في هذا الصدد قبل أشهر.

ويقول ويدا في اشارة الى تكلفة المستقبل بالنسبة الى شركة تاكاتا «إنها تكلفة ضخمة. ولكن إذا استطاعت البنوك تقديم قروض اضافية مع دعم من جانب صانعي السيارات فإن الشركة قد تستطيع تجاوز هذه المحنة. ويمكن حل هذه المشكلة بمرور الوقت، لأن تدفقات الشركة النقدية من الأعمال الأخرى لاتزال مستقرة».

back to top